الأربعاء, 02-أغسطس-2006
الميثاق نت - - مع كل مأساة تحل بوطننا العربي والاسلامي يبدأ موسم للشتائم وتبادل الاتهامات بالعمالة والخيانة نمارس فيه هوايتنا في الشجب والتنديد والزوغان من مقرات أعمالنا في ساعات الدوام الرسمي والكل يدين العدوان ويلعن المتخاذلين والخذلان.. يخرج الحكام في مقدمة المظاهرات‮ ‬الجماهيرية‮ ‬مطالبين‮ ‬بالتضامن‮ ‬العربي‮ ‬والاسلامي‮ ‬ووحدة‮ ‬الصف‮ ‬والنهوض‮.. أحمد‮ ‬الحسني -
- مع كل مأساة تحل بوطننا العربي والاسلامي يبدأ موسم للشتائم وتبادل الاتهامات بالعمالة والخيانة نمارس فيه هوايتنا في الشجب والتنديد والزوغان من مقرات أعمالنا في ساعات الدوام الرسمي والكل يدين العدوان ويلعن المتخاذلين والخذلان.. يخرج الحكام في مقدمة المظاهرات‮ ‬الجماهيرية‮ ‬مطالبين‮ ‬بالتضامن‮ ‬العربي‮ ‬والاسلامي‮ ‬ووحدة‮ ‬الصف‮ ‬والنهوض‮.. ‬الخ،‮ ‬ويخرج‮ ‬المعارضون‮ ‬معهم‮ ‬مطالبين‮ ‬بإسقاط‮ ‬الحكام‮.‬
الجميع يحرق الاعلام ويهتفون بالموت لاسرائيل وامريكا وكأن المتخاذلين والساكتين كائنات قادمة من المريخ وينتهي الامر بجمع التبرعات من الشعوب التي تبحث منذ نصف قرن عن نصر تفرح به دون تنغيص وانتظار مأساة قادمة نتسلى بالجدل والاخذ والرد حولها مشبعين بذلك نهمنا الى‮ ‬جلد‮ ‬ذواتنا‮ ‬واصطناع‮ ‬البطولات‮..‬
اليوم وفي هذه المعركة التي تمارس فيها اسرائيل (هواية الدفاع عن النفس) بقتل الشعب اللبناني وتهجيره وتدمير كل مقومات الحياة فيه وتطبيق قرار الامم المتحدة رقم (1559) بالترسانة العسكرية، وهي نفسها لم تحترم الشرعية الدولية طيلة تاريخها ولم تلتزم بتنفيذ قرار واحد‮ ‬من‮ ‬قرارات‮ ‬الامم‮ ‬المتحدة‮.. ‬ومستجدات‮ ‬لم‮ ‬نعهدها‮ ‬في‮ ‬صراعنا‮ ‬مع‮ ‬الدولة‮ ‬العبرية‮ ‬منذ‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬نصف‮ ‬قرن‮.‬
ان‮ ‬هتافنا‮ ‬بقطع‮ ‬النفط‮ ‬على‮ ‬أمريكا‮ ‬وقطع‮ ‬العلاقات‮ ‬الدبلوماسية‮ ‬معها‮ ‬قد‮ ‬تضاءل‮ ‬ليصبح‮ ‬نداءً‮ ‬بقطع‮ ‬النفط‮ ‬عن‮ ‬اسرائيل‮ ‬وقطع‮ ‬العلاقات‮ ‬الدبلوماسية‮ ‬معها‮.‬
ثانياً: ان التخاذل الصامت عن الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي العربية قد تحول الى رأي يجاهر بعدم الرضى عن الدخول مع اسرائيل في معارك عسكرية، واصبح هناك الرأي الآخر بدلاً من وجهات النظر المتطابقة بين الاشقاء التي كانت تحشد عقبها الدبابات على الحدود وتهدر فيها‮ ‬الامكانات‮ ‬على‮ ‬الحروب‮ ‬الخفية‮ ‬بين‮ ‬الاخوة‮.‬
الامر الرابع : هو الخطاب الموضوعي لقائد المواجهة السيد حسن نصر الله واكتفاؤه بالوعود التي يستطيع الوفاء بها بدلاً من ابتزاز الشعوب بوعود مستحيلة وانتصارات جبارة في معارك لم نخرج منها بغير الهزائم المتتالية.
الخامس : صمود اللبنانيين وتماسك الجبهة الداخلية على اختلاف طوائفها والاعتماد على النفس في المواجهة دون استجداء تبرعات او نداءات واستغاثات اين فلان واين علان »انا لا أقاتل نيابةً عن الأمة، ولكن المعركة معركة أمة ونتائجها سلباً وايجاباً ستعود على الأمة.. اما‮ ‬اين‮ ‬الأمة‮ ‬فسؤال‮ ‬برسمها‮« ‬كما‮ ‬يقول‮ ‬حسن‮ ‬نصر‮ ‬الله‮..‬
‮ ‬كل‮ ‬تلك‮ ‬المستجدات‮ ‬حتى‮ ‬المؤلم‮ ‬منها‮ ‬تدل‮ ‬على‮ ‬اننا‮ ‬بدأنا‮ ‬نرى‮ ‬حقيقة‮ ‬الواقع‮ ‬لا‮ ‬ما‮ ‬اعتدنا‮ ‬عليه‮ ‬من‮ ‬تزييف‮ ‬الواقع‮ ‬السيئ‮ ‬والتعامل‮ ‬مع‮ ‬الحقيقة‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬مرارتها‮ ‬افضل‮ ‬من‮ ‬الوهم‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬حلاوته‮.‬
اليوم‮ ‬هتف‮ ‬السنة‮ ‬والشيعة‮ ‬بتأييدهما‮ ‬لحزب‮ ‬الله‮ ‬تأكيداً‮ ‬على‮ ‬ان‮ ‬العداء‮ ‬المذهبي‮ ‬صناعة‮ ‬سياسية‮ ‬وان‮ ‬امريكا‮ ‬واسرائيل‮ ‬صف‮ ‬يقابل‮ ‬الشيعة‮ ‬والسنة‮ ‬في‮ ‬لبنان‮ ‬والعراق‮ ‬وسائر‮ ‬اقطار‮ ‬العالم‮ ‬الاسلامي‮.‬
واخيراً‮: ‬الصمود‮ ‬اللبناني‮ ‬ووقوف‮ ‬المسيحي‮ ‬مع‮ ‬المسلم‮ ‬في‮ ‬لبنان‮ ‬وفلسطين‮ ‬يؤكد‮ ‬ان‮ ‬جرائم‮ ‬اسرائيل‮ ‬وغطرسة‮ ‬امريكا‮ ‬هما‮ ‬الحرب‮ ‬القذرة‮ ‬التي‮ ‬تشن‮ ‬ضد‮ ‬جميع‮ ‬الحضارات‮ ‬والاديان‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 23-يونيو-2024 الساعة: 02:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-111.htm