الإثنين, 03-أغسطس-2009
منصور الغدره -
من‮ ‬الذي‮ ‬يحكم‮ ‬في‮ ‬أبين‮.. ‬سؤال‮ ‬تلتبس‮ ‬اجابته‮ ‬على‮ ‬أي‮ ‬شخص‮ ‬من‮ ‬خارج‮ ‬المحافظة‮.. ‬اما‮ ‬بالنسبة‮ ‬لأبناء‮ ‬محافظة‮ ‬أبين‮ ‬صغيرهم‮ ‬قبل‮ ‬كبيرهم‮ ‬يعرفون‮ ‬الاجابة‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬السؤال؟‮!‬
هل‮ ‬هو‮ ‬القانون‮- ‬ممثلاً‮ ‬بالمحافظ‮ ‬المهندس‮ ‬احمد‮ ‬الميسري‮ ‬والاجهزة‮ ‬التنفيذية‮ ‬والأمنية‮- ‬أم‮ ‬أن‮ ‬الذي‮ ‬يحكم‮ ‬المحافظة‮ ‬قوى‮ ‬من‮ ‬خارج‮ ‬سلطات‮ ‬القانون‮..‬؟‮!‬
وقبل الاجابة على ذلك لابد من الاشارة الى انه منذ سنوات والفوضى هي المتحكمة في ادارة شئون الحياة في المحافظة الى ان جاء الشاب المحافظ احمد الميسري، فأراد ان يجعل القانون هو المتحكم في ادارة المحافظة، ومثل هذا التوجه أيده المواطنون، بينما عارضته القوى النافذة والمتمصلحة من بقاء الفوضى هي العنوان السائد لحياة المجتمع في أبين، والذي رغم انه يميل الى المجتمع القبلي لكنه سرعان ما يتماشى ويتأقلم مع أي نمط أو توجيه يقدم له- سواءً كان نظاماً قبلياً ام مدنياً، ام كليهما.. ام الفوضى..؟
القراءة‮ ‬ومشاهدة‮ ‬فصول‮ ‬الحياة‮ ‬اليومية‮ ‬لما‮ ‬يدور‮ ‬في‮ ‬محافظة‮ ‬أبين‮ ‬هذه‮ ‬الايام‮ ‬تزيل‮ ‬الالتباس‮ ‬وتجيب‮ ‬على‮ ‬السؤال‮ ‬الآنف‮ ‬الذكر‮..!!‬
منذ الوهلة الاولى لدخولك مدينة زنجبار -عاصمة محافظة أبين- يبدو لك ان المحافظة تحكمها فوضى عارمة، وفي الوقت الذي تجد ان الجهاز الاداري للمحافظة، رغم التضخم الكبير الذي يعيشه للوظائف القيادية إلاّ ان ما هو على أرض الواقع ليس كذلك.. خمسة عشر مابين وكيل ووكيل مساعد تنعم به محافظة أبين البطلة.. لكن أغلب هؤلاء الوكلاء ليسوا بأبطال بالمرة إلاّ لمصالحهم، فإنهم يقاتلون عليها حتى الموت، واما مصالح المواطنين والتنمية والاوضاع في المحافظة فلا يعيرونها أدنى اهتمام..
في هذه الايام وفي هذه اللحظات العصيبة التي تمر بها المحافظة جراء الأعمال التخريبية وسفك دماء الابرياء من قبل العناصر الارهابية التي يتزعمها الارهابي الملا طارق الفضلي.. معظم أفراد ذلك الجهاز البيروقراطي يتوارون عن الأنظار، ويتحاشون الظهور بمواقف وطنية تحسب‮ ‬عليهم‮ ‬عند‮ ‬الملا‮ ‬طارق‮ ‬ومن‮ ‬يقف‮ ‬وراءه‮.. ‬متناسين‮ ‬نعمة‮ ‬الوحدة‮ ‬التي‮ ‬يتنصلون‮ ‬عنها‮.. ‬ولا‮ ‬يتدافعون‮ ‬الى‮ ‬واجهة‮ ‬الاحداث‮ ‬لردع‮ ‬العناصر‮ ‬الارهابية‮.. ‬
اسبوعاً‮ ‬قضيته‮ ‬في‮ ‬زنجبار‮ ‬اتردد‮ ‬على‮ ‬المجمع‮ ‬الحكومي‮ ‬للمحافظة،‮ ‬وانا‮ ‬أحاول‮ ‬ان‮ ‬التقي‮ ‬بضعة‮ ‬من‮ ‬اولئك‮ ‬الوكلاءالذين‮ ‬تدون‮ ‬اسماؤهم‮ ‬على‮ ‬اللوحة‮ ‬الجدارية‮ ‬في‮ ‬بوابة‮ ‬المبنى‮.‬
والاثنين او الثلاثة منهم الذين وجدتهم حينما طرحت عليهم سبب قدومي من صنعاء الى المحافظة أعطوني مواعيد إلى وقت لاحق، لكنهم لم يوفوا بذلك، بل انهم فضلوا الالتحاق بزملائهم الغائبين، وإغلاق مكاتبهم وعدم الحضور اليها حتى لا يلتقيهم الصحفي اياه مع ان هؤلاء ليسوا على‮ ‬خلاف‮ ‬مع‮ ‬توجهات‮ ‬قيادة‮ ‬المحافظة،‮ ‬ولكنهم‮ ‬يحبون‮ ‬مسك‮ ‬العصا‮ ‬من‮ ‬الوسط‮ ‬والبقاء‮ ‬هكذا‮ ‬يلعبون‮ ‬مع‮ ‬الفريقين،‮ ‬ويسجلون‮ ‬اهدافاً‮ ‬في‮ ‬المرميين‮ ‬بتسلل‮ ‬أو‮ ‬بغير‮ ‬ذلك‮...!!‬
كنت‮ ‬أتمنى‮ ‬ان‮ ‬أرى‮ ‬هؤلاء‮ ‬يقفون‮ ‬الى‮ ‬يمين‮ ‬والى‮ ‬يسار‮ ‬المحافظ‮ ‬الميسري‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬حراسته‮ ‬العنيفة‮ ‬لكن‮ ‬ما‮ ‬هذه‮ ‬إلاّ‮ ‬امنيات‮ ‬والشاعر‮ ‬يقول‮ : ‬
وما‮ ‬نيل‮ ‬المطالب‮ ‬بالتمني
ولكن‮ ‬تؤخذ‮ ‬الدنيا‮ ‬غلابا
لذلك‮ ‬نجد‮ ‬المهندس‮ ‬احمد‮ ‬الميسري‮ - ‬طبعاً‮ ‬ومعه‮ ‬كل‮ ‬شرفاء‮ ‬أبين‮ ‬وقوى‮ ‬التحديث‮ ‬يقفون‮ ‬معه‮ ‬في‮ ‬ساحة‮ ‬المواجهة‮.. ‬يصارعون‮ ‬القوى‮ ‬الظلامية‮ ‬والتخلف‮ ‬والعهد‮ ‬الشمولي‮ ‬والسلاطيني‮ ‬وعلى‮ ‬مختلف‮ ‬الجبهات‮ ‬في‮ ‬أبين‮ ‬الابية‮.‬
المحافظ‮ ‬الشاب‮ ‬احمد‮ ‬الميسري‮ ‬منذ‮ ‬انتخابه‮ ‬قبل‮ ‬سنة‮ - ‬كمحافظ‮ ‬لأبين،‮ ‬وهو‮ ‬يواجه‮ ‬اعتى‮ ‬لوبي‮ ‬فساد‮ ‬عرفته‮ ‬بلادنا‮ ‬عبر‮ ‬تاريخها‮ ‬المعاصر‮..‬
شكا‮ ‬ومايزال‮ ‬يشكو‮ ‬من‮ ‬قوى‮ ‬داخل‮ ‬المحافظة‮ ‬ومن‮ ‬خارجها‮ ‬تمارس‮ ‬الوصاية‮ ‬وتتدخل‮ ‬في‮ ‬اختصاصاته،‮ ‬والعبث‮ ‬في‮ ‬ادارة‮ ‬شئون‮ ‬حياة‮ ‬المواطنين‮ ‬في‮ ‬أبين‮.‬
عناصر‮ ‬الفوضى‮ ‬
لقد هاجم الميسري تلك الميليشيات وكشف مخططاتها الرامية إلى خلق حالة الفوضى والاضطرابات، والأمن والاستقرار في المحافظة، وكل ذلك يهدف إلى إفشال جهوده لعدم استجاباته وخضوعه لإملاءات تلك العناصر التي تهدف من وراء ذلك الاحتفاظ بمصالحها القائمة على هذا النمط من الفوضى‮..!‬
مع المحافظ الميسري -يؤكد عقب الاحداث الدامية التي شهدتها عاصمة المحافظة انه يشهد مواجهة مع تلك القوى في تطبيق القانون على الجميع في المحافظة، إلاّ انه لاينسى ان يذكر بما سبق وان نبهنا وحذرنا - حد قوله ان هناك مراكز قوى داخل المحافظة وخارجها تتدخل في اختصاصات‮ ‬ادارة‮ ‬شئون‮ ‬المحافظة‮ ‬تلعب‮ ‬وتثير‮ ‬الاحداث‮ ‬داخلها،‮ ‬وتتدخل‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬صغيرة‮ ‬وكبيرة‮ ‬تحدث‮ ‬فيها‮.‬
المحافظ يمضي في مخاطبة اعضاء المجلس المحلي بمحافظة أبين الثلاثاء الماضي ليقول : نحن نريد السكينة العامة ونريد السلام، ليس ضعفاً وانما حباً في السلام وفي الاخاء، على آعتبار ان محافظة أبين عانت الكثير من الويلات والمآسي، فلم تعد بحاجة لأن تعاني المزيد من ذلك.. فقد عانت ويلات ومآسي التصفيات والصراعات الدموية، ولاتزال تعاني منها الى اليوم.. الفوضى والعبث.. سلطة القانون وهيبة الدولة الجارية الآن على أرص ومدن أبين قتلت كل مفردات ومعاني حياة المدينة التي كانت عليها مدينتا زنجبار قلب المحافظة وجعار كبدها- لكن ماذا‮ ‬يستطيع‮ ‬فعله‮ ‬المحافظ‮ ‬الشاب‮ ‬لكي‮ ‬يضبط‮ ‬ايقاعات‮ ‬الحياة‮ ‬في‮ ‬أبين‮ ‬واصلاح‮ ‬الاعوجاج‮ ‬الذي‮ ‬تسير‮ ‬فيه‮ ‬الأمور‮..!‬
كيف له ان يفعل ذلك، وجهازه الامني التابع لشرطة النجدة في المحافظة كل ما يمتلكه -حسب ماقيل- سيارة دورية داخل عاصمة المحافظة زنجبار فقط ثلاث سيارات احداهن معطبة، والاثنتين الآخرتين احراقهما من قبل العناصر الارهابية التابعة للملا طارق الفضلي يوم الخميس الدامي‮..‬
اليوم المدينة بلا شرطة دورية وهو ما شاهدته بام عيني طوال اسبوع أمضيته ولا أدري ما الحكمة في ذلك، أو السبب هل هو تعمد من قبل الجهات المختصة ام انها الامكانات مع انني استبعد هذه الاخيرة، لأن بمقدور وزارة الداخلية اذا ضاقت بها الضائقة افراغ احواشها التي «تبغر‮» ‬حد‮ ‬وصف‮ ‬احد‮ ‬الزملاء‮- ‬او‮ ‬مكتظة‮ ‬بسيارات‮ ‬الشرطة،‮ ‬بل‮ ‬بامكانها‮ ‬تغطية‮ ‬ذلك‮ ‬العجز‮ ‬ان‮ ‬وجد‮ ‬فعلاً،‮ ‬بالكم‮ ‬المعطب‮ ‬من‮ ‬السيارات،‮ ‬والتي‮ ‬تحتاج‮ ‬فقط‮ ‬لاشياء‮ ‬بسيطة‮ ‬جداً‮ ‬لاعادة‮ ‬تأهيلها‮.‬
وضع‮ ‬كهذا‮ ‬بحاجة‮ ‬الى‮ ‬اعادة‮ ‬النظر‮ ‬فضلاً‮ ‬عن‮ ‬كونك‮ ‬تتعامل‮ ‬مع‮ ‬أبين‮ ‬وفي‮ ‬ظرف‮ ‬استثنائي‮ ‬تعيشه‮ ‬المحافظة‮ ‬هذه‮ ‬الايام‮..‬
المحافظ‮ ‬الواثق‮..!!‬
المحافظ الميسري في اجتماع الثلاثاء اطلع محلي أبين عن احداث الخميس الدامي، ولما تم فيها ليقول : مادام المدعو طارق الفضلي مستقراً في المنزل -لاتزال المشكلة قائمة ونحن اعطينا فرصة لحل الأمر بالطريقة التي تراها مالم سنصبح ملزمين بأن ننجز ما بدأناه.
يعني الرجل واثق من نفسه ومن قدرته في القضاء على الارهابيين والخارجين على القانون اينما كانوا وحيثما ذهبوا.. وللتأكيد على ذلك يقول المحافظ: لانريد من أحد ان يحمل مواقفنا، وانما نريده فقط انصافنا نريد الحق، نريد الناس ان تكون صادقة وعادلة..
الناس البسطاء في أبين منصفون وعادلون وصادقون مع قيادة المحافظة ويقفوا معنا في خندق واحد، هناك من يتحدثون بلغة وصوت واحد - ان المحافظ صادق في توجهاته وفيما يقوله، لكن هناك اخطبوط الفساد يقف في طريقه حجر عثرة.. لذلك فهم يتضرعون بالدعاء في نصرته على لوبي الفساد‮ ‬الذي‮ ‬يعبث‮ ‬بالمحافظة‮ ‬وبحياتهم‮..‬
نمور‮ ‬من‮ ‬ورق
ويراهن الميسري على قطاع واسع من ابناء المحافظة وهو يطبق القانون ويردع الخارجين عنه، ومن هذه القوة يتحدث بثقة : لن نقبل بدولة داخل الدولة، ولن يبقى أحد يرفع علم آخر غير علم الجمهورية اليمنية.. كسلطة معنية بتطبيق القانون.. ومواطنون يناصرون القانون، فإننا سنتصدى‮ ‬لأي‮ ‬خارج‮ ‬على‮ ‬القانون‮ ‬ولايهمنا‮ ‬من‮ ‬يكون‮ ‬هذا‮ ‬الشخص‮ ‬الخارج‮..‬
ويضيف مخاطباً محلي المحافظة : الفضلي هذا النمر الذي قال للمجتمعين لديه اهجموا على معسكر الامن المركزي فر بعد ذلك.. قيادات في الحراك حبوا على ركبهم، وبعضهم بكى والبعض تبرز على ثيابه- هؤلاء هم في الاساس يجمعون الناس الى وسط المدن ليقدموهم كباش فداء فقط والمتاجرة‮ ‬بدماء‮ ‬الابرياء‮ ‬من‮ ‬المواطنين،‮ ‬وإلاّ‮ ‬ماذا‮ ‬بشخص‮ ‬يريد‮ ‬ان‮ ‬يقاتل‮ ‬في‮ ‬مكان‮ ‬مكشوف‮ ‬ومن‮ ‬وسط‮ ‬منزل‮..!{‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11148.htm