الميثاق نت -

الخميس, 21-يناير-2010
الميثاق نت -
اكد سفير المملكة المتحدة بصنعاء تيم تورلو موقف بلاده الداعم لأمن واستقرار اليمن والحفاظ على وحدته انطلاقا من إدراكها أن أية محاولة لإعادة تشطير اليمن قد يدفع بهذا البلد نحو الكارثة ويسبب ذلك مشكلة للمنطقة بكاملها .

وقال السفير البريطاني في مؤتمر صحفي عقده امس بصنعاء :" إن المملكة المتحدة لديها طموح لإقامة علاقة متطورة و متنامية مع حكومة اليمن الموحد و أن مصالح اليمن وبريطانيا لن تكون جيدة ولا يمكن إدارتها بشكل أفضل إلا في ظل يمن موحد و مع حكومة واحدة تهتم و تراعي مصالح المواطنين في كافة أنحاء البلد ".

وأضاف :" ندرك أن أي حديث عن يمن مقسم , إنما هو حديث عن كارثة, فهناك مصفوفة من التحديات الكبيرة التي تواجه اليمن و لا نريد أن نضيف إليه مشكلة إدارتين مما سيفاقم التحديات بشكل اكبر" .

ومضى قائلا :" ان بريطانيا تدرك جيدا انه إذا كان هناك يمن غير مستقر أو مشطر فأن ذلك سيسبب مشكلة كبيرة ليس لليمن فحسب وإنما للمنطقة بكاملها".

وأكد السفير تورلو أن الحكومة البريطانية تقدم دعما كبيرا ومتواصلا لكامل اليمن شماله و جنوبه و شرقه وغربه, لكي يستفيد منه كل أبناء اليمن الذين يعيشون في هذا البلد. وتابع قائلا :" المملكة المتحدة تقدم هذا الدعم للحكومة اليمنية التي تهتم و ترعى جميع أبناء اليمن ".

وتطرق السفير البريطاني إلى التحضيرات الجارية لتنظيم مؤتمر دولي رفيع المستوى خاص باليمن سيعقد في لندن في الـ 27 من يناير الجاري في ضوء الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون لإنعقاده .. مبينا أن الحكومة البريطانية تعمل منذ إطلاق تلك الدعوة جنبا الى جنب مع اليمن و الشركاء الدوليين الاساسيين للتحضير لهذا المؤتمر بما يكفل له النجاح المنشود .

وأوضح أن هذا المؤتمر رغم أن مدة انعقاده ستكون قصيرة إلا أنه سيكون مؤتمرا استراتيجيا, وسيفتتحه رئيس الوزراء البريطاني و رئيس الوفد اليمني, ثم سيرأس فعالياته وزير الخارجية البريطاني دافيد ميليباند و ستقوم الحكومة اليمنية بتقديم أوراق عمل عن التحديات الاساسية التي تواجه اليمن اقتصاديا سياسيا , تنمويا , و امنيا لطرحها للنقاش من قبل المشاركين .

وبين ان النقاش سيتركز على ثلاثة محاور تتمثل في تحليل مشترك للتحديات التي تواجهها اليمن تشمل اسباب التطرف وعدم الاستقرار و الاتفاق على مدخل شامل لمعالجة هذه التحديات, و كذا اعطاء زخم اكبر لبرنامج الاصلاحات السياسية و الاقتصادية في اليمن , اضافة الى سبل
تطوير التنسيق وحشد الدعم الدولي لليمن بما يمكنه من التغلب على تلك التحديات .. مشيرا إلى أن وزيري الخارجية اليمني والبريطاني سيعقدان مؤتمرا صحفيا في ختام أعمال المؤتمر لكشف النتائج التي تمخضت عنه .

ولفت إلى ان الدعم الذي تقدمه بريطانيا لليمن ينبع من أسباب إنسانية وليس لأية أغراض أخرى.. موضحا أن المبالغ التي تقدمها المملكة المتحدة لليمن في المجالات الامنية هي شحيحة جدا مقارنة بالمبالغ المقدمة لدعم مسيرة اليمن التنموية .

ووفقا لما اوردته وكالة الانباء اليمنية (سبا) فقد أشارالسفير البريطاني إلى أن معظم الدعم البريطاني يتركز في المجالات الاقتصادية والتنموية حيث ان 90 بالمئة من نسبة الدعم المقدم يخصص لدعم مشاريع التنمية و 10 بالمئة فقط يخصص في مجال التعاون الامني.. مؤكدا ان بريطانيا من الدول القليلة التي وفت بما وعدت به في مؤتمر لندن عام
2006م حيث تم تقديم مانسبته 100 بالمئة من الدعم الذي تعهدت بتقديمه لليمن .

وتطرق السفير البريطاني إلى التحديات التي تواجه اليمن .. مبينا أن بلاده تدرك حجم التحديات الكبيرة الماثلة أمام اليمن في الوقت الراهن وفي مقدمتها التحدي الاقتصادي وتراجع الإنتاج النفطي الذي بدأ في السنوات الأخيرة بالانخفاض التدريجي و هو ما لم يكن بالإمكان تغطيته من خلال الزيادة المتوقعة في إنتاج الغاز اليمني الذي يتم تصديره للخارج .

وقال :" إن الاقتصاد اليمني يعتمد على عائدات النفط ولا يوجد لديه قطاع خاص قادر على التعامل مع هذا المنتج الخاص , كما أن الاقتصاد اليمني يعتمد على الزراعة و الزراعة تعتمد على المياه و هناك مناطق تفتقر للمياه بشكل كبير, فضلا عن التحدي الآخر هو التحدي البشري حيث يصل عدد سكان اليمن إلى 23مليون ومعدل النمو السكاني في هذا البلد كبير وينمو أكثر من اي بلد في العالم, كما أن ثلثي التركيبة السكانية في اليمن هم تحت سن 24عام في حين أن اليمن يعد من افقر بلدان الشرق الأوسط و تتواجد فيه نسبة بطالة مرتفعة, بالإضافة إلى تحديات أخرى تواجه التنمية ومنها الفساد " .

وتابع قائلا :" كما ندرك أيضا حجم التحدي الأمني الذي يواجه اليمن, فهناك تمرد مسلح في صعدة و ازدياد للاضطرابات في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية بجانب التهديد الكبير أو الخطر الأكبر القادم المتمثل بتنظيم القاعدة" .

وأشار إلى أن الجانب البريطاني والشركاء الدوليين الرئيسيين مؤمنون بان العملية السياسية الشاملة التي يشترك فيها كل الاطياف السياسية والاحزاب قادرة بان تقوم بوضع حلولا في إطار الثوابت الوطنية تكون شاملة ومتكاملة لمعالجة العديد من المشاكل التي تواجه اليمن في النواحي الأمنية"..

وأكد السفير تورلو وجود تعاون وثيق بين الأجهزة الأمنية اليمنية والبريطانية, وان لدى بريطانيا ثقة كاملة بقدرات المخابرات وأجهزة الأمن اليمنية .

وقال:" ان أي تهديد لتنظيم القاعدة يتم الاخذ به بمأخذ الجدية خاصة التهديدات بالقيام باعمال إرهابية في الجزيرة العربية, خصوصا أن هذا التنظيم الإرهابي كان قادرا وتمكن في تنفيذ العديد من العمليات التي خلفت ضحايا ونجم عنها أضرارا كبيرة ومنها الاعتداءات الجبانة التي تم تنفيذها ضد سياح اجانب أمنيين في اليمن و كذا اعتداءات على المنشآت الاقتصادية اليمنية التي كان لها أضرار على الاقتصاد اليمني وانعكست بآثارها السلبية على المواطنين اليمنيين وحياتهم المعيشية".

ولفت إلى أن اليمنيين اذكيا ويدركون مخاطر تهديدات القاعدة وأضرار العمليات الإرهابية, ولهذا بادروا بالتصدي للعناصر الإرهابية لهذا التنظيم " .

ونفى السفير البريطاني ما تتناولته بعض وسائل الاعلام من معلومات تزعم فيها إعتزام بريطانيا وأمريكا التدخل في الشأن اليمني والسعي للتواجد عسكريا في اليمن.. مؤكدا بانه لايوجد لدى بريطانيا او اي دولة غربية اخرى نية او تفكير للتواجد العسكري أو لعمل قواعد عسكرية في اليمن .

وقال :" إن بريطانيا كان لها تواجد عسكري في ما كان يسمى بجنوب اليمن وتم إجبارها على الخروج في العام 1967م, وبالتالي ليس لديها اية نيه او قرار او تفكير في ان تعود عسكريا إلى اليمن مرة اخرى كما تزعم الأطروحات التي تتداولها بعض وسائل الإعلام ).


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 05:11 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13580.htm