الثلاثاء, 09-مارس-2010
الميثاق نت -    -
ترى لماذا لا تعتمد أحزاب اللقاء المشترك على أساليب الحوار بدلاً من انتهاج سياسة إشعال الحرائق وافتعال الأزمات التي يؤزمون بها أنفسهم ويدخلون الوطن في متاهات التأزم؟.
لقد دعا فخامة الأخ رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة إلى الحوار بين أطياف العمل السياسي في الساحة الوطنية ونبذ العنف والفوضى وأساليب الاعتصامات وعرقلة جهود البناء والتنمية وآخرها ما جاء في محاضرته التي ألقاها يوم أمس أمام منتسبي الأكاديمية العسكرية العليا، وبحيث تطرح كافة القضايا التي تهم الوطن على طاولة الحوار، ليخرج الجميع برؤية وطنية موحدة لمعالجة تلك القضايا وخدمة المصلحة الوطنية.

ولكن للأسف فإن تلك الأحزاب ظلت تصم آذانها أمام كافة الدعوات للحوار وترفض التفاعل معها بعد أن استمرأت سياسة التأزيم وإشعال الحرائق والادعاء باحتكار الحقيقة وكان بإمكان تلك الأحزاب أن تقدم رؤاها وحججها للحوار باعتباره الوسيلة الحضارية المثلى إذا كان لديها شيء مما يقتنع به الآخرون بدلاً من اللهث وراء عوامل الاختلاف والتباعد والسعي إلى إغراق الوطن في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار ظناً منهم أنهم بذلك يكيدون للنظام أو يثأرون منه مع أنهم في حقيقة الأمر يكيدون للوطن وينتقمون من الشعب الذي تتضرر مصالحه من تلك الأعمال التي تقوم بها بعض العناصر التخريبية الخارجة على النظام والقانون، والتي يقدمون لها الدعم والتشجيع ويبررون أفعالها الإجرامية المتمثلة في قطع الطرقات ونهب المتاجر والممتلكات العامة والخاصة والاعتداء على المواطنين البسطاء وابتزازهم واستهدافهم على خلفيات مناطقية وجهوية مقيتة وضارة بالوحدة الوطنية.

وتقع أحزاب المشترك، وكما قال فخامة الأخ الرئيس في محاضرته، في تناقضات عجيبة وتصرفات مريبة وغير مسئولة فهي في الوقت الذي ظلت تسعى فيه إلى الانتقام من خصومها من العناصر المتمردة والخارجة على النظام والقانون في صعدة عبر تحريض السلطة عليها ظلت تشجع تلك العناصر على الاستمرار في تمردها وأعمالها الخارجة على القانون فيما تظنه إضعاف للسلطة وإشغال لها.

وعلى ذات المنوال عمدت هذه الأحزاب إلى تشجيع العناصر الانفصالية والتخريبية في بعض مديريات المحافظات الجنوبية على ما ترتكبه من أعمال تدميرية تعكر صفو السلم الاجتماعي، وعبرَ ما تروج له من ثقافة الكراهية والبغضاء والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد ولما من شأنه الإضرار بالنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية فيما هي في الوقت نفسه تلوم أجهزة الدولة بالتقاعس والتقصير في مواجهة تلك العناصر والتصدي لها. وحين تضطلع تلك الأجهزة بمسئوليتها في مواجهة تلك العناصر وضبطها لتقديمها للعدالة فإن تلك الأحزاب تنبري للدفاع عنها واتهام السلطة بأنها تمارس قمعاً بحق تلك العناصر الانفصالية والتخريبية وهو موقف متناقض ومثير للدهشة والتساؤل حول حقيقة ماذا تريده هذه الأحزاب بالضبط وأين هو الشعور بالمسؤولية الوطنية منها؟ ومتى ستعود إلى رشدها وصوابها وتدرك أن الهدم وإشعال الحرائق أمر سهل لكنه سرعان ما يرتد على من يصبون الزيت في النار وينفخون في كير الفتن.

فهل حان الوقت لتدرك تلك الأحزاب حقيقة أفعالها وتعلم بأن الشعب واعٍ ومدرك لكل ما تمارسه من طيش ومكايدة ضارة لا تخدم الوطن وأبناءه بأي حال، وأن هذا الشعب أيضاً يعلم من هو الذي يحافظ على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته ومصالحه ويسعى إلى تحقيق نهضته وتقدمه.
إن من حق هذه الأحزاب وغيرها أن تعبر عن رأيها ومواقفها ولكن بشكل سلمي وعبر الأطر القانونية والديمقراطية والمؤسسات الدستورية وبعيداً عن الفوضى والعنف وأساليب التضليل والتهييج والخروج على النظام والقانون، وبعيداً عن البحث عن عقد الصفقات والاتفاقات خارج أطر تلك المؤسسات ومظلة الدستور وقواعد الممارسة الديمقراطية التعددية.. ولهذا كان من الخطأ الفادح القبول بتأجيل الانتخابات البرلمانية عن موعدها لسنتين والتوقيع على ما سمي باتفاق فبراير وهو ما تستجر نتائجه الآن!.

وفي الجانب الآخر فإن على أولئك الذين يدعون بأن لهم مطالب حقوقية في بعض المديريات في المحافظات الجنوبية والشرقية الاستجابة لتلك الدعوة التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية للحوار ومن خلال القيادات الوطنية من أبناء تلك المحافظات المتواجدين في مجلسي النواب والشورى، والتي سيتم تشكيلها في إطار لجان ستكلف بالنزول إلى تلك المحافظات للبحث في أي مطالب مشروعة أو قضايا تهم المواطنين، بهدف معالجتها في إطار رؤية وطنية حريصة على كل أبناء الوطن والتجاوب مع أية حقوق كفلها الدستور والقوانين النافذة لهم، بدلاً من اللجوء للعنف والفوضى وارتكاب الأعمال التخريبية الخارجة على النظام والقانون أو انتهاج أساليب التحريض والتعبئة النفسية الخاطئة التي تزرع الأحقاد والضغائن وتعرقل جهود البناء والتنمية وتضر بمصالح الوطن والمواطنين والوحدة الوطنية.

إنها الدعوة المخلصة والصادقة التي ينبغي على العقلاء الاستجابة لها والتفاعل الإيجابي معها وإدراك أن طريق العنف لن يؤدي إلى أي نتيجة سوى الخسارة الماحقة وإشاعة الخراب والدمار.
وليعلم الجميع أن التخريجات التي تبنى على الفوضى وزرع الأحقاد والضغائن وأعمال العنف لن تنال من وحدة الوطن على الإطلاق، فالوحدة محمية بإرادة الله والشعب وراسخة رسوخ الجبال ولن يستطيع أحد أن يمسها بأي أذى مهما كان وأينما كان.

* افتتاحية الثورة

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 05:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-14401.htm