محمـد علـي ســعـد -
القاتل والمقتول مواطن يمني، هذه هي الحصيلة الدائمة لموضوع الحراك الذي له أكثر من ثلاثة أعوام.. القاتل والمقتول مواطن يمني والسؤال: الى متى سيظل المواطن اليمني يدفع ثمن الخلافات السياسية والحزبية في هذه البلاد الطيبة.. والى متى سيظل المواطن اليمني يسعى للبحث عن الإجابة على السؤال الصعب: ما هو آخر المواجهة مع الحراك.. والى متى سيستمر وتستمر معه تضحيات المواطن في جسده وأمنه ولقمة عيشه واستقراره وسلمه الاجتماعي.. الى متى سيظل الحراك والحكومة طرفي صراع وخلاف وتقف أحزاب المشترك بين الاثنين كمن يدق طبول الحرب لا من يقوم بالمساعدة الحقيقية لوقفها..؟!
من هنا نقول إن الحاجة غدت ضرورية جداً بل ملحة لإقامة حوار وطني شامل لحل مشكلات المحافظات اليمنية عموماً ومنها المحافظات الجنوبية تحديداً.. الحاجة ملحة لحوار وطني شامل تحت سقف الوحدة والنظام والقانون، حوار تحتضنه عقول منفتحة على الحلول العادلة، وقلوب مفتوحة للقبول بالآخر طالما التزم الجميع بالثوابت الوطنية والمصالح العليا للشعب.
لهذا فاننا ندعو المؤتمر الشعبي وحكومته لتبني حوار وطني شامل تُطرح على مائدته كافة المشكلات والمطالب والمنغصات وان تتحدد القضايا المراد مناقشتها وجدولتها وتحديد الفترات الزمنية لحلها تباعاً.. وفي ذات الوقت ندعو المشترك ومنظمات المجتمع المدني وقيادة الحراك إلى ان تبدي رغبة ومرونة وموافقة حقيقية للاشتراك في الحوار المزمع، وان تتجنب وضع العصا في دواليب عجلة الحوار المنتظر وان تتحمل مسؤولياتها الوطنية تجاه الوطن ومواطنيه من كافة النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. الخ.
للاخوة القادة من المؤتمر الشعبي العام والمشترك والحراك ومؤسسات المجتمع المدني والمجالس المحلية والتنفيذية في عموم المحافظات وجميع الاحزاب من كل ألوان الطيف السياسي، أن يتداعوا لعقد حوار وطني شامل يحل المشكلات القائمة ويساعد على إنهاء رصيد الخسائر المتلاحقة للوطن ومواطنيه.. تلك الخسائر التي اتسعت لتشمل سمعة وطننا وأمنه واستقراره ووصلت للحد الذي تأثرت منها لقمة عيش المواطن اليمني بدون استثناء.
إنها دعوتنا التي نوجهها للقيادات في الحكومة والمعارضة.. انها دعوة مواطن يمني يخجل أن يرى وطنه يُقتل، ويرى القاتل والمقتول مواطناً يمنياً..
| 
القاتل والمقتول مواطن يمني!!