الميثاق نت - السيد فلكس ايكنبرج مدير مؤسسة فريدريش ايبرت في اليمن

الإثنين, 31-مايو-2010
الميثاق نت/ حوار- محمد أنعم -
حذر السيد فلكس ايكنبرج مدير مؤسسة فريدريش ايبرت في اليمن قبيل مغادرته صنعاء لتحمل مسؤولية عمل المؤسسة في منطقة الشرق الاوسط- من عدم إجراء انتخابات نيابية في عام 2011م وقال: إذا لم تجرَ الانتخابات فسيكون من الصعب الحديث عن ديمقراطية حقيقية في اليمن.

وحمل المؤتمر الشعبي العام مسؤولية حماية الديمقراطية وأوضاع البلاد باعتباره صاحب الأغلبية في البرلمان.. مؤكداً أن الديمقراطية في بلادنا قطعت خطوات متقدمة مقارنة بدول المنطقة.. منبهاً إلى ضيق الوقت أمام حوار الاحزاب وعليها أن تسرع في التوصل إلى نتائج واتفاق في أقرب وقت لضمان إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
هذه القضايا وغيرها في تفاصيل الحوار التالي:

^ بعد أن أنهيتم فترة عملكم التي استمرت خمس سنوات تقريباً.. ما انطباعكم عن اليمن خلال هذه الفترة التي عشتم وعايشتم فيها همومنا الديمقراطية والسياسية وغيرها بمشاعر صادقة؟
- أولاً من حيث المستوى الرسمي والشعبي دائماً كان الدعم كبيراً لي ولأسرتي وكان لنا لقاءات كثيرة مع يمنيين في كل مكان، كانوا يرحبون بنا أجمل ترحيب، وأشكر الشعب اليمني على الاستقبال الحار والممتاز، وعلى الصعيد الشخصي كنت سعيداً بوجودي في اليمن ولم أواجه أي اشكال ماعدا في السنتين الاخيرتين حيث كانت الاوضاع الامنية مضطربة وقد اثنتني بعض الشيء ولم أعد قادراً على التحرك في هذا البلد، كما كان في السابق، وللأسف حرمتني من أن استمتع بوجودي في اليمن، وإن شاء الله تعود الأمور إلى طبيعتها في القريب العاجل، الظروف الامنية أشعرت الأجانب المقيمين في اليمن أن تحركهم أصبح محدوداً.

^ بشكل عام نظرة اليمنيين للأجانب ليست بتلك النظرة السيئة؟
- طبعاً فاليمنيون شعب طيب و 99% منهم يرحبون بالأجانب وهذا شيء لمسناه في الواقع وطبعاً هناك قلة يتسببون بالمشاكل، وكما قلت على المستوى الشعبي كنا مرتاحين جداً.
^ استطعتم أن تترجموا وبشكل مدهش ومثير للإعجاب رسالة مؤسسة «فريد ريتش إيبرت» في الجانب الديمقراطي وحقوق الانسان والشراكة مع المنظمات المدنية بشكل عام .. ما تصوركم لتطور التجربة الديمقراطية في اليمن خاصة ونحن نحتفل بالذكرى العشرين لقيام الجمهورية اليمنية؟
- يجب أن نفهم أن الديمقراطية في اليمن جاءت مع اتحاد نظامين شموليين سابقين، فجاءت الديمقراطية على خلفية ذلك، وهناك فرق ما بين ألمانيا واليمن مثلاً ألمانيا الغربية عندما اتحدت مع ألمانيا الشعبية كانت دولة ديمقراطية، واعتقد أن الديمقراطية في المانيا عمرها قديم، أما في اليمن فإنها مازالت ناشئة.. الديمقراطية لا تتكون من انتخابات فقط ولكنها عبارة عن انتخابات وسيادة الشعب وكذا السيادة في القانون ومشاركة المواطنين في الحياة العامة والمساءلة وليس فقط مشاركتهم في الانتخابات التي تجرى كل اربع سنوات أو خمس، ومقارنة مع الدول الاخرى لاشك فاليمن قطع شوطاً مبكراً منذ تسعينيات القرن الماضي وأنجز كثيراً من الخطوات في المسيرة الديمقراطية.. ولكن في الفترة الاخيرة هناك بعض المؤشرات غير المشجعة- بصراحة- مثل تأجيل الانتخابات وعملية الانتخابات عليها بعض علامات الاستفهام وهذا طبيعي ولا ينقص من العملية الديمقراطية، فهي كاملة وأهم شيء أن هناك رغبة عند كل القوى السياسية الموجودة في هذا البلد بأن الديمقراطية هي الخيار الاول وليست وسيلة.

^ كيف تقرأون المشهد السياسي اليمني.. وما هي النصيحة التي يمكن أن تقدموها للأحزاب للمضي نحو الانتخابات البرلمانية القادمة؟
- إذا لم تُجرَ في عام 2011م انتخابات نيابية تنافسية حرة ونزيهة فسيكون من الصعب أن نتكلم عن ديمقراطية في اليمن، لأنه -وبصراحة- فترة البرلمان ست سنوات فترة طويلة، اضف إلى ذلك انه تم تمديدها إلى ثماني سنوات وإذا ما مددت مرة أخرى فإنه من الصعب الحديث عن وجود ديمقراطية حقيقية في اليمن وهذه مسؤولية على جميع الاطراف المؤتمر الشعبي العام والمعارضة، أن يبذلوا كل الجهود من أجل ضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة في موعدها القادم، واعتقد أن اتفاق فبراير 2009م القاضي بتأجيل الانتخابات قد مضى عليه أربعة عشر شهراً ولم نرَ أي تقدم في الحوار، والوقت أصبح ضيقاً جداً، لذلك على الاحزاب أن تتحاور بجدية وأن يجدوا حلولاً للمسائل الخلافية في وقت قصير، فذلك اصبح ضرورة لأن الانتخابات لا يمكن التحضير لها في شهرين حتى إذا توصلوا إلى تعديل قانون الانتخابات أو تعديل الدستور، فإن ذلك يتطلب وقتاً كافياً للاستفتاء أو تصحيح السجل الانتخابي، لذا إذا كانت هناك جدية فيجب أن يتوصلوا إلى اتفاق، في اقرب وقت.

^ باعتباركم منظمة مهتمة بالديمقراطية ..ما الخيارات أمام الديمقراطية اليمنية؟
- أولاً إن الديمقراطية لا تقاس فقط بإجراء الانتخابات، رغم أنها عنصر رئيسي بل والأهم في العملية الديمقراطية حتى لا يؤدي تأجيل الانتخابات إلى أن يفقد الناس ثقتهم بالديمقراطية وهذا ليس فقط في اليمن، ففي ألمانيا مثلاً نسبة المشاركة وصلت في بعض الاحيان ما بين 60 - 70% ممن هم في سن المشاركة، وهذا أمر سيئ أن يرفض 40 أو 30% من الناخبين المشاركة في الانتخابات، وبالنسبة لليمن اعتقد أن هناك أسباباً أخرى فمثلاً تجد البعض يعتقدون أن نتائج الانتخابات لن تحدث فرقاً في حياتهم، وهذا شيء خطير ومؤسف أن يفقد الناس الثقة، في إمكانية التغيير، ومن أين تأتي هذه الثقة أولاً عندما يرى الناخبون أن أصواتهم تحدث فرقاً وتنعكس في تكوين البرلمان وايضاً أن البرلمان نفسه له صلاحيات يستفاد منها ويمارسها مثلاً في مساءلة الحكومة حول بعض الاشياء التي قد تحدث، وهذا حصل لا أقول إنه لم يحصل ان استدعى البرلمان أعضاء في الحكومة وساءلوهم ، ولكن كأن الفترة الطويلة التي مضت دون إجراء انتخابات برلمانية قد أصابت بعض الناس بهذا الشعور، أي بعدم التغيير وهذا فعلاً واقع في اليمن وهو أن نتائج الانتخابات كانت متشابهة الجزء الأكبر للحزب الحاكم يليه الاصلاح ثم الاشتراكي وبقية الاحزاب يحصلون على عدد قليل من المقاعد «التركيبة الرئيسية في البرلمان لم تتغير منذ انتخابات 1993م، ومن الطبيعي إذا لم يشعر المواطن أن نتائج الانتخابات مختلفة من مرة إلى أخرى قد يفقد الثقة بالنظام الديمقراطي.

^ وإذا كان الناس والناخبون أنفسهم غير راغبين بالمعارضة ويشعرون أنها غير قادرة على تقديم البديل الافضل ولا يوجد لديها برامج فهذه مشكلة تواجهها الديمقراطية في بلادنا؟
- بالتأكيد الديمقراطية تحتاج إلى حزب حاكم قوي ومعارضة قوية ومنافسة وتحتاج إلى وجود قواعد اللعبة أي توفر نفس الشروط لأي شخص يريد أن يدخل العملية السياسية بدون تمييز.
^ من خلال متابعتكم للتحول الديمقراطي في البلاد .. فالمشكلة ليست مشكلة الحزب الحاكم خاصة وأنه فرض عليه تأجيل الانتخابات رغم عدم قناعته بذلك؟
- أنا لست متابعاً لكافة التفاصيل وأن التأجيل جاء بناءً على طلب أو سبب عدم الحوار هو الحزب الفلاني ولا يمكنني تقييم الوضع بهذا الشكل، طالما وان الحزب الحاكم يدير البلاد فهو مسؤول على أوضاع البلاد بشكل عام وهو مسؤول عن حماية الديمقراطية طالما ولديه صلاحيات ولديه الاغلبية في البرلمان ويمكنه ان يصوت على أي قانون يراه مناسباً.. وطالما نتكلم عن الحوار فإنه من الطبيعي أن يتم بين أكثر من طرف والكل يتحمل مسؤولية نجاح الحوار والتوصل إلى اتفاق لأن النتيجة هي تحقيق هدف الحوار، وأنا ألاحظ أن كلمة الحوار أصبحت تردد في اليمن كثيراً، وكأن الحوار هو الهدف بحد ذاته وليس وسيلة للوصول إلى شيء محدد، اعتقد أن الحوار لكي ينجح لابد أن تكون له ضوابط معينة وسقف محدد، أكرر أن جميع الاطراف معنية فعلاً بنجاح الديمقراطية وعليهم الوصول إلى اتفاق بأسرع وقت.
^ المؤتمر الشعبي اتخذ قراره بأن يمضي إلى الانتخابات سواءً حضر المشترك أو قاطع ..ما تعليقكم؟

- طبعاً جميع الأطراف اتفقوا في فبراير 2009م على إجراء حوار حول عدة أشياء من بينها تعديل النظام الانتخابي وإعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات وغير ذلك، ولم أسمع أن أحد الطرفين أعلن عدم التزامه بهذه النقاط، وأتمنى أن جميع الاطراف اتفقوا على هذا، ومن المعروف إذا كان هناك انتخابات بدون مشاركة المعارضة فلن يكون لها جدية كبيرة، كما أنه ليس من المعقول أن يعلن الطرف الآخر مقاطعته لكن لابد من الوصول إلى اتفاق وما أتمناه هو أن يشارك الجميع في الانتخابات.
^ هل يعني أن نضحي بالديمقراطية على أساس مشاركة المعارضة في الانتخابات؟
- ماذا تقصد بالتضحية؟
^ أعني أن تؤجل الانتخابات إلى أن تقبل المعارضة؟
- لا هذا لا يجوز كما أنه لا يجدر إجراء الانتخابات بدون مشاركة المعارضة، وهذا هو المأزق السياسي الذي تمر به اليمن الآن.
^ هناك أحزاب معارضة أخرى غير المشترك ومنظمات مجتمع مدني تطالب بإجراء الانتخابات في موعدها حتى وان تغيب المشترك عن المشاركة؟
- أنا أرى أن إجراء الانتخابات بدون مشاركة المعارضة لن تكون انتخابات جدية وفي نفس الوقت تأجيل الانتخابات ليس حلاً، لذلك أرى أنه لابد أن يتوصل الجميع إلى اتفاق.. لأن الانتخابات تأجلت على أساس إجراء حوار لكنه لم يتم، ثم ما الذي يضمن أن يتم الحوار إذا تأجلت سنتين أخرى، ومع ذلك نحن نسمع من هنا وهناك عن وجود حوار مع بعض الشخصيات، ولكنه ليس معلناً وأتمنى أن يؤدي إلى نتيجة.
^ باعتباركم مؤسسة معنية بالديمقراطية لكم خبرة مشهودة في العالم بهذا الجانب.. بماذا تنصحون اليمنيين لتجاوز هذه الصعوبات؟
- لابد من إجراء حوار جاد بين الأحزاب المعنية وان يتوصلوا إلى اتفاق سريعاً لضمان إجراء انتخابات تنافسية حرة ونزيهة في 2011م وليس هناك حل سحري يمكن أن يأتي من مكان بعيد، ولكن لابد أن يجلس الجميع على طاولة واحدة وأن يتكلموا بجدية ولابد أن يقدم كل طرف تنازلات، وهذا طبيعي لأنه لا يمكن ان ينجح أي حوار دون تقديم تنازلات، واعتقد أن إجراء الانتخابات ليست المشكلة الوحيدة التي يمر بها اليمن الآن، هناك تحديات اقتصادية واجتماعية، ونمو سكاني مرتفع جداً، وأيضاً شحة في الموارد المائية وتراجع المخزون النفطي والتي بحسب معلوماتنا أن اليمن بعد عشر سنوات ستكون دولة مستوردة للنفط، وإن شاء الله لا يحدث هذا.. ولكن يجب أن نطرح ذلك في الحسبان وكما هو معروف أن 70% من دخل اليمن من عائدات النفط، لذا لابد من البحث عن موارد أخرى لتغطية رواتب الموظفين وتوفير الخدمات الاجتماعية والصحية والتربوية و.. والخ، وهذا الأمر يحتاج إلى تركيز، وأنا لست مع القول الذي يرى انه لابد من وجود إصلاح سياسي وثم إصلاح اقتصادي، بل لابد أن تمضي عملية الاصلاح سياسياً واقتصادياً مع بعض لأن التحديات الاقتصادية هي التي تهم المواطن وأما عدد المقاعد التي يحصلون عليها في البرلمان فلا تعنيه أن تكون 320 أو 400، إنما الذي يهمه أن يتحسن وضعه المعيشي وأن يعيش حياة كريمة، وأنا لاحظت أن كثيراً من النخبة اليمنية تركز على الجانب السياسي والمواضيع التي تهم الناس بعيدة عنهم.. والتركيز على الجانب السياسي شيء جميل ودليل أن الديمقراطية أعطت ثمارها، وان المجتمع حي وهناك مجال للنقاش في مختلف القضايا دون خوف، ولكن يجب ألا ينسوا الاوضاع الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية للمجتمع.

^ نلاحظ أن مؤسستكم تنشط بشكل كبير مع المنظمات المدنية بشكل عام، كيف وجدتم نشاط هذه المنظمات.. وهل يمكن المراهنة عليها في عملية تطوير المسيرة الديمقراطية والتعددية؟
- صحيح أن نشاط منظمات المجتمع المدني قديم ولكنها انطلقت بشكل كبير بعد تحقيق الوحدة اليمنية وتأسست العديد من هذه المنظمات والجمعيات.. الخ، واعتقد أن ما ينطبق على الديمقراطية في اليمن ينطبق على منظمات المجتمع المدني، حيث تجد في بعضها ناشطين منحوا وقتهم وجهودهم وطاقاتهم وسخروا مواردهم لخدمة المجتمع، وهذا شيء جميل ورائع وأن يقدموا خدمات جليلة للمواطنين بشكل عام. ولكن هناك منظمات أخرى تشعر بأن هدفها ربحي وان تحصل على تمويل من الخارج حتى تقوم بعملها.. صحيح العامل الربحي موجود ويلعب دوراً في كثير من الأحيان وهو أمر طبيعي، لكن في الاخير المنظمات الجيدة ستثبت نفسها والتي أهدافها غير ذلك ستتوقف بعد فترة.

^ هل لهذه المنظمات تأثير في صنع القرار؟
- لا اعتقد أن لها تأثيراً مباشراً في صنع القرار ولكنها توصل صوت المجتمع إلى صانع القرار وكذلك تلعب دوراً توعوياً، وهذا لايمنعها من العمل على تبنِّي بعض القضايا الأخرى.
^ كيف تنظرون إلى مستقبل العمل الديمقراطي في اليمن؟
- هناك بعض المؤشرات متشائمة قليلاً لاسيما أنه مر حتى الآن أكثر من سنة على تأجيل الانتخابات، ولاتوجد جدية عند كل الاطراف لإجراء هذا الحوار ولم نرَ مؤشرات تثبت لنا العكس، صحيح نسبة الديمقراطية في اليمن كبيرة ومتقدمة بالنسبة للمنطقة، ولكن الاوضاع المعيشية والاقتصادية تحول دو تحقيق المزيد من النجاحات.
^ يعني هذا أن قراءتكم للديمقراطية بعد خمس سنوات من العمل في اليمن أن التحديات الاقتصادية هي أكبر التحديات التي تهدد الديمقراطية في اليمن؟
- اعتقد أن التحديات الاقتصادية كبيرة منها متعلق بأزمة الاقتصاد العالمي والآخر متعلق بالوضع السياسي والأمني، وكل هذه الأمور مرتبطة مثلاً مرت اليمن بست حروب في صعدة ولذلك فإن همّ القيادة اليمنية هو ترسيخ الأمن والاستقرار، وأنا سعيد أن هناك وقفاً لإطلاق النار وأتمنى أن يستمر ويتحقق السلام حتى تتمكن الحكومة من التركيز على القضايا الاساسية، ومن ذلك ما يحدث في الجنوب والذي يرجع السبب إلى الوضع المعيشي.. الوضع المعيشي شيء مهم.. ففي دول الخليج مثلاً كثير منها لا يوجد فيها ديمقراطية ولا يدعون ذلك لكن الوضع هناك أفضل بكثير ولاتوجد مظاهرات، ولا غيرها.

^ ما الذي يمكن أن يقدمه الاصدقاء الأوروبيون لدعم الديمقراطية في اليمن؟
- هناك تقرير عن الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006م فقد طرحت بعض التوصيات من قبل الاتحاد الأوروبي، واعتقد أن الطرفان وافق عليها، ومازالت التوصيات قائمة، وهذا من الأشياء التي قدمها الاتحاد الأوروبي إذا كان هناك رغبة عند الاطراف اليمنية ان ينفذوها، فمن المؤكد أنه سيكون هناك دعم لتنفيذ هذه التوصيات، وأرى أن الحوار مطلوب بين جميع الاطراف وإذا استثنيت بعض الاطراف، فأيّاً كانت النتيجة التي خرج بها الحوار، فإن الطرف المستثنى سيعارض.
^ الأعمال الإرهابية هل ترون أنها تؤثر على تطور التجربة الديمقراطية، ومن وجهة نظركم ما هي المعالجات التي يجب العمل بها لمواجهة هذه التحديات؟
- أكيد الحالية المعيشية للناس تؤثر على تقدم الديمقراطية، فلابد من تجاوز هذه التحديات، أعتقد أن الديمقراطية الحقيقية أفضل طريقة لمواجهة التحديات، لأن فيها مساءلة للمسؤولين، لماذا فعلت هذا ولماذا لم تفعل ذلك، أن الديمقراطية مثل ما نشاهدها في الهند شيء مهم، فهناك ديمقراطية ونمو اقتصادي كبير ومثلما قلت في بداية الحديث انه من المفروض أن يكون التركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية ..يعني إيجاد مصادر دخل أخرى وكذلك تشجيع القطاع الخاص، لأنه عندما نتكلم عن التوظيف وكأن الدولة هي مسؤولة عن توظيف الناس وهذا غير صحيح، لأن الدولة مسؤولة على وضع إطار سليم يشجع القطاع الخاص أن يشتغل وهو بدوره من يقوم بالتوظيف وايضاً تشجيع الاستثمار، وأنا أعرف أنه حصل الكثير من الاشياء في هذا الجانب ولكن يبدو أنه لايزال هناك مجال لتشجيع القطاع الخاص المحلي والخارجي وايضاً من الاشياء المهمة هي إعادة فتح باب العمل للعمالة اليمنية في دول الخليج، وهذا يرجع لطبيعة العلاقات اليمنية الخليجية وإيجاد بديل لموارد النفط، وتشجيع الاستثمار والقطاع الخاص والسياحة بدون أمن مستحيل تحقيقها.

^ ما دوركم في المؤسسة بالنسبة لدعم المرأة؟
- أكيد هذا من المحاور الرئيسية ونركز على دعم مشاركة المرأة سياسياً، وتعليم الفتاة وبحث مشكلة الزواج المبكر ولكن قدراتنا محدودة، لذا نحن نركز على مشاركتها في الحياة المؤسسية وداخل النقابات.
^ لديكم تجربة ناجحة في هذا الجانب؟
- إن شاء الله قد تكون ناجحة لأن دور المرأة داخل النقابات يكون دوراً أهم من مشاركتها في الجوانب الاخرى، واعتقد أن من النجاحات التي حققناها كان في عام 2007م بانتخاب اول امرأة رئيسة لنقابة المهن الصحية.
^ التقى الرئيس مؤخراً باتحاد نساء اليمن ووعد بدعمهن كما وعد بدعم المؤتمر الشعبي بتخصيص نسبة 15% من الدوائر الانتخابية للمرأة .. مارأيكم؟
- بصراحة أنا لست مطلعاً على الوضع الداخلي للمؤتمر بالتفصيل وطبعاً نعرف أن الرئيس في خطاباته بدعم كوتا للمرأة عبر تخصيص 15% من مقاعد البرلمان للنساء وحتى أحزاب المعارضة في رؤيتهم ووثائقهم يؤكدون قبولهم بهذا وليس هناك اختلاف على منح المرأة هذه النسبة ولكن نحن لا نعرف ماذا سيكون النظام الانتخابي في السنوات القادمة طالما والاحزاب لم يبدأوا حوارهم ونحن اشتغلنا مع نساء من كل الاطراف ووضعنا خطة لضمان حصول المرأة على نسبة 15% من مقاعد البرلمان وان تغير النظام الانتخابي مثلاً إلى القائمة النسبية أو المختلط مع كل هذه التوقعات هناك طرق تضمن حصول المرأة على النسبة المتفق عليها في البرلمان، فإذا اتفقت الاحزاب على أي نظام انتخابي، فلا يوجد عذر أو مبرر للتنصل عن هذه الوعود.
^ كيف وجدتم تفاعل المنظمات الراعية للعمل الديمقراطي في اليمن؟
- مقارنةً مع دول أخرى فإن اليمن يجب أن يحظى بالاهتمام المناسب .. نعرف أن هناك دولاً عربية وأخرى آسيوية وأفريقية تحظى باهتمام أكثر، وأتمنى أن يكون التركيز على اليمن من قبل تلك المنظمات، لأن اليمن بحاجة إلى هذا، وطبعاً لا أحد يتوقع من المنظمات الخارجية أن تصلح الوضع الديمقراطي في اليمن أكثر من اليمنيين لأن الوضع الديمقراطي هو خيارهم.

^ ما نصيحتكم للمؤتمر الشعبي العام ولأحزاب المشترك؟
- ليس لدي إلا ما قلته في البداية إنه يجب على الجميع أن يعرفوا أنهم مسؤولون عن هذا البلد، وإذا كان هناك نية حقيقية لديهم لإيجاد ديمقراطية ومشاركة سياسية فعلاً عليهم أن يكونوا عند مستوى هذه المسؤولية ويتحاوروا ويخرجوا بنتيجة لأن الوقت ضيق.

^ سيد فلكس.. هل شعرت بالخوف وأنت تمشي في شوارع العاصمة صنعاء؟
- بصراحة لا أشعر بالخوف أبداً.. فاليمن من ناحية يوجد فيها مشاكل ولكن من ناحية أخرى لا يوجد فيها جرائم ونادراً جداً ما تحدث جرائم، فهناك عواصم أخرى يخاف الواحد أن يمشي في شوارعها وبالذات في الليل لأنه يخاف على ممتلكاته وعلى حياته وما في جيبه، أما في اليمن فلم اشعر بهذا الخوف اطلاقاً أنا اشوف أن المشاكل الموجودة ليس من ناحية الجرائم لكن من حيث الاختطاف.



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:51 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15782.htm