الإثنين, 07-يونيو-2010
الميثاق نت - راسل عمر القرشي راسل عمر القرشي -
استغربت كثيراً ليلة أمس الأول وأنا أتابع قناة «الجزيرة» الإخبارية عندما وقعت عيناي على الشريط الإخباري وفيه «أحزاب المشترك تستغرب الأخبار التي تروّج عن بدء الحوار بينها والمؤتمر» وتؤكد أيضاً أن بدء الحوار مشروط بالإفراج عن «كل المعتقلين»..

بعد قراءتي لهذين الخبرين تذكرت الترحيب الذي أطلقته أحزاب المشترك مجتمعة أو الترحيب الذي أطلقه كل حزب بذاته عقب إطلاق فخامة الأخ علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية- لمبادرته المتضمنة في خطابه الوطني المهم عشية احتفالاتنا بالعيد الوطني الـ 20 للجمهورية اليمنية..

رحبت أحزاب المشترك بمبادرة الرئيس بإطلاق المعتقلين على ذمة أحداث الفتنة بمحافظة صعدة والخارجين عن النظام والقانون في بعض مناطق محافظات: لحج وأبين والضالع، كما لم تخفِ ترحيبها بالعفو العام على الزملاء الصحفيين المعتقلين على ذمة قضايا نشر.. وكما رحب البعض من أحزاب المشترك على لسان «بعض» قياداتها بدعوة رئيس الجمهورية للحوار ارتكازاً على اتفاق فبراير 2009م والذي قد يقود إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحقيقاً للشراكة والمشاركة المطلوبة وطالبت بالبدء بالحوار فوراً..

< فما الدافع إلى إطلاق أحزاب المشترك لتلك «الاستغرابات» والتي كنا معها موقنين بأن الحوار قد انطلقت أولى جلساته السبت الماضي بين المؤتمر وأحزاب المشترك؟ ومن هم المعتقلون الذين اشترطت هذه الأحزاب بدء أعمال جلسات الحوار بعد إطلاقهم جميعاً؟ وما الحجج الأخرى التي ما زالت في بطن أحزاب المشترك ولم تكشف عنها بعد حتى الآن فيما يخص الدعوة الصريحة والشفافة لفخامة رئيس الجمهورية على الحوار الوطني والمضي نحو استكمال ما تم الاتفاق حوله وتحقيق الشراكة الوطنية المطلوبة؟!..

إن فخامة رئيس الجمهورية في خطابه التاريخي فتح صفحة جديدة عنوانها الواضح والكبير تعميق الشراكة الوطنية، والانحياز لقيم الحب والبناء والتنمية؛ كون الوطن ليس ملكاً لفرد أو مجموعة أشخاص، وحمايته والدفاع عن مصالحه مسؤولية جميع أبنائه، وفي مقدمتهم الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والوعاظ والمرشدون وقادة الفكر والثقافة والإعلام..

جاء خطابه مفعماً بالحب ومعززاً لقيم الإخاء والتسامح، وداعياً للشراكة الوطنية الحقيقية بين جميع أبناء الشعب لما فيه تحقيق المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على مكتسبات الثورة والجمهورية والوحدة، والانتصار لآمال وطموحات الشعب..

< حتى الآن ومنذ إطلاق رئيس الجمهورية مبادرته مرَّ أكثر من عشرين يوماً..، كما مرَّ أكثر من أسبوعين منذ إطلاق كافة المحتجزين على ذمة فتنة صعدة أو الخارجين عن النظام والقانون وكل الصحفيين الذين أكدت نقابة الصحفيين إطلاقهم إيفاءً للعفو الرئاسي العام بحقهم..، وبعد كل ذلك تأتي أحزاب المشترك اليوم وتقول إنها «تستغرب» وتطالب بإطلاق كافة المعتقلين، حتى المدانين والمتورطين بقتل الناس وبارتكاب الجرائم التي حرمها الشرع وكافة القوانين والدساتير العالمية!!..

ماذا تبقى لدى أحزاب المشترك ولم تقله بعد؟! وإن لم تكن لديها نية حقيقية للحوار والدخول في شراكة وطنية حقيقية تضمن إزالة كل الخلافات القائمة والتباينات الحاصلة والتوصل إلى توافق حول مجمل الإشكالات والقضايا المثارة، فلماذا لا تكشف عن ذلك بوضوح حتى يدرك ويعي أبناء الشعب ماذا تريد هذه الأحزاب صراحة وإلى أية محطات التيه تريد أن تصل؟!..

< الوقت يمضي يا هؤلاء ولم يعد هناك متسع لضياع وقت آخر..، ومبادرة رئيس الجمهورية التي أكد عليها في أكثر من خطاب وكلمة منذ أطلقها عشية العيد الوطني أكدت تجاوز الماضي بكل أشكاله وصوره، والابتعاد عن المشاريع الصغيرة والمكايدات السياسية والعناد والأنانية والتعصب الفردي والمناطقي، والترفع فوق كل الصغائر..

فماذا بعد كل هذا الكلام الواضح، ومعالجاته الموضوعة التي جاءت في خطابه الوحدوي لحل كل الأخطاء التي حدثت في أوقات سابقة ؟..

إن كانت أحزاب المشترك لديها موقف مغاير لتلك المبادرة وما تضمنتها من حلول ومعالجات فلتقلها بوضوح.. بدلاً من ضياع الوقت والهروب الذي طال وقته وأمده ولا مبرر له!!..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 22-يونيو-2024 الساعة: 11:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15892.htm