الإثنين, 19-يوليو-2010
الميثاق نت -    علي عمر الصيعري -
قال خطيب أغريقي منذ أمد طويل »إن الوطن قد يدعوك إلى بذل دمك دفاعاً عنه وتستجيب«، والناس تسمي هذه الاستجابة بالتضحية الكبرى، ولكن هناك تضحية يطلبها منك الوطن أصعب منالاً، تلك تربية الشخص الذي أنت هو، تنمية كل المواهب التي هي فيك.. كل غريزة، كل كفاية، كل مقدرة‮ ‬حتى‮ ‬تبلغ‮ ‬من‮ ‬المعرفة‮ ‬والخبرة‮ ‬والحنكة‮ ‬تلك‮ ‬المنزلة‮ ‬التي‮ ‬تؤهلك‮ ‬لتعطي‮ ‬وطنك‮ ‬خير‮ ‬مايعطيه‮ ‬الشخص‮ ‬النابه‮ ‬من‮ ‬عمل‮ ‬جليل‮ ‬أو‮ ‬حكم‮ ‬سديد‮.‬
إن‮ ‬بذل‮ ‬دمك‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬وطنك‮ ‬ألم‮ ‬ساعة،‮ ‬ولكن‮ ‬تحضير‮ ‬نفسك‮ ‬يحتاج‮ ‬الى‮ ‬مشفة‮ ‬تبذلها‮ ‬في‮ ‬عشرات‮ ‬السنين‮ ‬لتكون‮ ‬أهلاً‮ ‬لخدمة‮ ‬وطنك‮ ‬في‮ ‬جلائل‮ ‬الأمور‮.‬
استحضرني هذا القول الحكيم وأنا أستعرض في مخيلتي سِفر حياة رئيس وقائد لبَّى نداء وطنه بالتضحية »الأصعب منالاًَ« في سبيله، فمنذ إن وعى واختط له طريقاً في الحياة حمل نصب عينيه مسئولية تربية وتنمية كل مواهبه السياسية وفنون القيادة الحكيمة، وبها جنَّد نفسه في سبيل‮ ‬خدمة‮ ‬الوطن،‮ ‬الى‮ ‬ان‮ ‬صار‮ ‬أهلاً‮ ‬لقيادته‮ ‬بكل‮ ‬حكمة‮ ‬وحنكة‮ ‬واقتدار‮.‬
وعلى امتداد اثنين وثلاثين عاماً كانت بمثابة 32مشعلاً حملها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح-حفظه الله- لينير بوهجها الطريق أمام هذا الوطن نحو الوحدة والديمقراطية والعزة.. فقدم لوطنه مايفوق عطاء الشخص النابه من عمل جليل وحكم سديد.
وجميعنا يعرف أنه عندما تولَّى مقاليد الحكم في 17يوليو 1978م لم يكن الوضع السياسي بتقلباته ومخاطره مشجعاً لأي شخصية لتتصدى لحكم اليمن، فاستجاب لنداء الوطن وحمل على عاتقه قيادته والخروج به من مربع التقلبات والاضطرابات ووضع حداً لثقافة الانقلابات التي ابتلى بها‮ ‬في‮ ‬الماضي‮.‬
ومنذ ذلك الحين نذر نفسه لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية حلم هذا الوطن، وتمكن من عقد 22قمة مع قادة الجنوب وما يربو على الــ(8) اتفاقيات وحدودية، حتى تكللت جهوده بقيام الجمهورية اليمنية في 22مايو الخالد ثم تعزيز مداميكها والى الأبد في 7يوليو 1994م.
إنها‮ ‬بحق‮ (‬32‮) ‬مشعلاً‮ ‬أنار‮ ‬خلالها‮ ‬رئيسنا‮ ‬القائد‮ ‬طريقنا‮ ‬نحو‮ ‬الوحدة‮ ‬والديمقراطية‮ ‬والتطور‮ ‬والنماء‮.. ‬ولايزال‮ -‬أطال‮ ‬الله‮ ‬عمره‮- ‬ماضياً‮ ‬في‮ ‬تقديم‮ ‬خدماته‮ ‬للوطن‮.‬
قال‮ ‬الشاعر‮ :‬
هو‮ ‬البحر‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬النواحي‮ ‬أتيتهُ
فلُجَّتهُ‮ ‬المعروف‮ ‬والجود‮ ‬ساحله
‮»‬أبو‮ ‬تمام‮«‬
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 05:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-16652.htm