الأحد, 06-أغسطس-2006
سارة‮ ‬عبدالله‮ ‬حسن -
«قد نسامح وقد لانسامح» هكذا قال فارس أمتنا حسن نصرالله في أول لقاء أجرته »الجزيرة« معه خلال الحرب الدائرة اليوم، وكان يقصد بهذه العبارة أولئك الذين لم يقفوا إلى جانب لبنان في أحلك ظروفه، وللأسف ان الذي لم يقف مع لبنان أنظمة عربية كان المفروض بها أن تكون الأولى‮ ‬ليس‮ ‬في‮ ‬دعم‮ ‬لبنان‮ ‬ومقاومتها‮ ‬فحسب‮ ‬بل‮ ‬وفي‮ ‬قيادة‮ ‬صراع‮ ‬الأمة‮ ‬ضد‮ ‬أعدائها‮ ‬التاريخيين‮ ‬ولكن‮ ‬الواقع‮ ‬يثبت‮ ‬العكس‮.‬ نشك‮ ‬أن‮ ‬الشيخ‮ ‬حسن‮ ‬نصرالله‮ ‬يستطيع‮ ‬يوماً‮ ‬أن‮ ‬يسامح‮ ‬هؤلاء‮ ‬وان‮ ‬حدث‮ ‬ذلك‮ ‬لأي‮ ‬سبب‮ ‬كان،‮ ‬فنحن‮ ‬الشعوب‮ ‬محال‮ ‬أن‮ ‬نسامح‮ ‬ومحال‮ ‬أن‮ ‬ننسى‮ ‬إلى‮ ‬أية‮ ‬هاوية‮ ‬من‮ ‬الخزي‮ ‬والعار‮ ‬رمونا‮.‬ لقد خذلنا زعماؤنا العرب في أكثر من موقف وأكثر من قضية وهم يحاولون دائماً أن يضعوا المبررات الواهية لخزيهم والتي اعتدنا أن نتقبلها بصدر اجبر أن يكون رحباً، لكنهم اليوم أزاحوا برقع الحياء.. الذي لم يستر في الأصل شيئاً من عوراتهم- وناصبوا العداء جهاراً نهاراً من يحاول أن يعيد للأمة عزها وكرامتها، وتحت ظلال المذهبية والخشية من نفوذ إيراني مزعوم وغيرها من المبررات الساقطة، راحوا يقنعون أنفسهم أنهم على حق فكانوا كمن يكذب ويحاول أن يصدق نفسه أولاً حتى يصدقه الأخرون بعد ذلك، لكن هيهات أن تنطلي علينا أكاذيبهم وهيهات‮ ‬أن‮ ‬نسامحهم‮ ‬أو‮ ‬أن‮ ‬يحصلوا‮ ‬من‮ ‬التاريخ‮- ‬الذي‮ ‬سينعتهم‮ ‬بالخيانة‮- ‬على‮ ‬صك‮ ‬الغفران‮.‬ لقد تجرأ أولمرت وقال بالحرف الواحد مخاطباً اللبنانيين »انظروا إلى الدول الإسلامية المستاءة من حزب الله«.. ونحن نقول إلى أي مدى وصل الانحطاط بهذه الأنظمة، لقد أصبح الصهيوني اللعين يستشهد بهم ليقنع الشعوب العربية انه على حق وأن المقاومة على باطل.. ولما لايفعل‮ ‬ذلك‮.. ‬ألم‮ ‬يعطه‮ ‬هؤلاء‮ ‬الضوء‮ ‬الأخضر‮ ‬والتغطية‮ ‬المطلقة‮ ‬لفعل‮ ‬ما‮ ‬فعله‮ ‬بلبنان؟‮!‬ لقد سحب شافيز سفير بلاده من إسرائىل احتجاجاً على العدوان الإسرائىلي على لبنان، فعلتها فنزويلا البعيدة عنا في التاريخ والجغرافيا والدين ولم يفعلها أخوة الدم والتراب وكأن قطع علاقتهم بالحبيبة إسرائىل سيجر عليهم الويلات والمآسي، لما لا.. فربما يحدث ذلك أليست بعض‮ ‬كراسي‮ ‬زعمائنا‮ ‬عليها‮ ‬من‮ ‬العين‮ ‬حارس‮ ‬اسمه‮ ‬ابن‮ ‬العم‮ ‬سام؟‮!!‬ وأخيراً نقول لمن يدعي حب لبنان.. لهؤلاء الذين تخلوا عنها وعن أمتهم.. لبنان لم تكن بحاجة إلى أموالكم بقدر ما هي بحاجة إلى وطنيتكم وشرفكم يدعمها، وبكم أو بدونكم ستنتصر المقاومة وتعود لبنان أحلى مما كان.. إننا نخشى عليكم يوماً يلتهم فيه مشروع شرقكم الأوسط الجديد‮ ‬حتى‮ ‬هذه‮ ‬الكراسي‮ ‬والعروش‮ ‬التي‮ ‬تهالكتم‮ ‬عليها‮..‬ إننا‮ ‬نخشى‮ ‬عليكم‮ ‬ساعة‮ ‬تبكون‮ ‬فيها‮ ‬كالنساء‮ ‬مالم‮ ‬تحافظوا‮ ‬عليه‮ ‬كالرجال‮.. ‬مع‮ ‬الاعتذار‮ ‬لكل‮ ‬النساء‮ ‬خاصة‮ ‬أن‮ ‬الكثيرات‮ ‬منهن‮ ‬أكثر‮ ‬شرفاً‮ ‬وشجاعة‮ ‬منكم‮ ‬أيها‮ ‬الجبناء‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 24-يونيو-2024 الساعة: 12:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-171.htm