الميثاق نت -

الثلاثاء, 31-أغسطس-2010
استطلاع/ هناء الوجيه -
هي ظاهرة تزداد ذروتها في رمضان وتتزاحم مشاهدها في جولات ومساجد وجوامع امانة العاصمة.. ابطالها اطفال يتدافعون عند توقف اشارات المرور محترفة السنتهم الدعوات المحفوظة عن ظهر قلب لاستعطاف الناس واخذ الصدقات.. انهم اطفال الشوارع الذين يعملون في التسول في مشاهد تثير في النفوس الألم والغصة.
وتزداد الصورة مأساة حينما نعرف من فلول الاحصائيات ان عدد الاطفال العاملين في الشوارع يصلون الى 48 الف طفل في بلادنا، اربعة آلاف منهم في امانة العاصمة وحدها، فلذا يلجأ هؤلاء الاطفال إلى الشوارع ذلك المكان الذين يعتبر ويمثل ابشع صور التعرض للانحراف والضياع.
انحرافات سلوكية
تؤكد العديد من الدراسات ان مخاطر العمل في الشارع لاتقف عند الاضرار الصحية والجسدية ولكنها تغزو لتدمر البنية النفسية والمعنوية لتحول الأطفال الابرياء الى منحرفين وغير سويي السلوك جراء مايتعرضون له من استغلال اقتصادي وتحرشات وسوء معاملة تؤدي الى صدمات نفسية تجعلهم عرضة للانحرافات السلوكية والاجرامية والعنف والازمات.
غياهب عالم مجهول
وفي ذات الشأن قامت عدد من الجهات المختصة كوزارة الشئون الاجتماعية والعمل واتحاد عمال اليمن واليونيسيف وغيرها بدراسات اشارت الى ان معظم الاطفال العاملين في الشوارع تتراوح اعمارهم ما بين 4 - 18 سنة وان نسبة 76% منهم يعملون من أجل تغطية ومصروفات الاسرة، و8% من أجل تغطية تكاليف الدراسة وتتوزع النسب الاخرى بين سوء المعاملة والخلافات الاسرية وتحقيق الذات والجهل بأهمية التعليم، واكدت هذه الدراسات على ان اكبر المخاطر التي تواجه اطفال الشوارع تكمن في البيئة المحيطة بهم والخالية من الحماية الاسرية او المجتمعية فمعظم الاوقات التي يقضونها في الشارع في اطار يجمع بين الاهمال والتحرشات وسوء المعاملة بكافة انواعها في حين ان تلك المرحلة العمرية من المفترض ان تشكل شخصياتهم وتصقل قدراتهم وتحدد ابدعاتهم، وذلك كما يرى علماء النفس ولكن للاسف لايحظى اولئك الاطفال بشيء من الرعاية المفروضة ويتخبطون في غياهب عالم مجهول.
انحراف الاطفال
ان القوانين والاتفاقيات الدولية وكذا القوانين المحلية تدرك في كافة بنودها وموادها اهمية التركيز على الطفولة ومدى تأثير الاهمال وعدم الرعاية سلباً على نمو وتطور المجتمع والاوطان، من ذلك ما نجده في المادة (3) من اتفاقية حقوق الطفل الدولية التي تقول : إن الاطفال الذين حرموا من الحصول على حق العيش والنمو والبقاء يكون مصيرهم الشارع ويكونون اكثر عرضة للتخبط والانحراف.
وفي ذات السياق تقول احدى مودعات البنك الدولي : حينما يسود الفقر وعدم المساواة في مجتمع ما تتزايد احتمالات انحراف الاطفال بالعمل كما تتزايد مخاطر استغلالهم.. «اليونيسيف 1997م.
وفي القانون اليمني يوصف الطفل الحدث انه معرض للانحراف وقد يوصف بالجنوح اذا وجد متسولاً او خالط المعرضين للانحراف او اعتاد الهروب من البيت او المدرسة او قام بالاعمال غير القانونية كالسرقة وغيرها.. ومن ذلك نستنتج ان تواجد الاطفال في الشوارع دون رعاية او اهتمام ومتابعة سبب مباشر لانحرافهم وتغير سلوكياتهم فكيف يمكن مواجهة ذلك؟ ..بعض الابحاث عن منظمات المجتمع المدني ومؤسسات حكومية..
تنفي مسئولية الوعي
تقول الاخت الطاف اليوسفي منسقة مشاريع مؤسسة «مدى»: دعم التوجه الديمقراطي المدني ان المؤسسة تعمل في مجال التوعية ومخاطر عمالة الاطفال خاصة في الشوارع، وتؤكد ان الصعوبة تكمن في تدني مستوى الوعي حيث ان المحيطين بالاطفال لايشغلهم إلا كمية المال الذي سيتم توفيره غير مدركين بحجم المخاطر المرافقة لاطفالهم والتي قد تجعلهم افراداً مرفوضين اجتماعياً.
قضية متشعبة
وتتفق مع ماسبق الاخت صفية الصايدي- ناشطة حقوقية معبرة عن رأيها بالقول : ان اطفال الشوارع ظاهرة تمثل قضية واسعة ومتشعبة وبالتالي لابد من وجود اطراف مهتمة بدرجة عالية من المسئولية والجدية في التعاطي مع هذه القضية، وذلك للحصول على ايجاد حلول ومعالجات من شأنها ان تحد من ظاهرة اطفال الشوارع وتعيد تأهيل وتهذيب من اندرجوا في مسار الانحراف والاعمال غير القانونية بشكل منظم ومدروس.
اللامبالاة وعدم الاكتراث
في ذات الشأن تحدث الاخ شرف القلسعي مدير مركز مكافحة التسول امانة العاصمة قائلاً: ان معظم الاطفال الذين يتم ضبطهم اصبحوا يتسمون باللامبالاة وعدم الاكتراث بحسب تعبيره، وهنا ما يجعل اعادة تأهيلهم يتطلب جهداً كبيراً وبرامج مدرسة لكي يعودوا الى نطاق المسار الصحيح.
ويواصل القليصي حديثه قائلاً : ان ما يحدث في المركز انه يتم ضبط اولئك الاطفال ولكن اعادة تأهيلهم لازالت تتطلب امكانات اكبر لتتاح فرصة تقييم الصفات والبرامج والانشطة التي تحقق هدف التأهيل وضمان عدم عودتهم الى ممارسة انشطتهم السابقة وهذا ما يستدعي تكاتف جميع الاطراف حكومة ومجتمعاً مدنياً في سبيل حماية هؤلاء الاطفال الذين يعتبرون اساس التطور والنهوض، واهمالهم يؤثر سلباً على كل الأمور المتعلقة بالتطور والنماء..



تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 10:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-17298.htm