الإثنين, 27-ديسمبر-2010
الميثاق نت -    فيصل الصوفي -
عشية عيد الميلاد في العام الماضي (25ديسمبر 2009م) فشل تنظيم القاعدة الارهابي في قتل (270) راكباً لأن النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب لم يتمكن من تفجير الطائرة التي كانت تقلهم من امستردام الى مطار ديترويت الامريكي، ووقع في شر أعماله، ولو نجح لكان ذلك كارثة بالنسبة للشعب اليمني.. وقريباً من هذا التوقيت وتحديداً في 28 ديسمبر 1998م باغتنا الارهابيون بأكبر وأخطر عملية إرهابية وذلك عندما اختطف ارهابيون (17) سائحاً في أبين وقتلوا ثلاثة منهم.. ولكن سرعان ما وقع رئيس الإرهابيين المدعو أبو الحسن المحضار وجماعته في شر أعمالهم ولقوا مصيرهم المحتوم.. وهناك سر لا نعرفه عن سبب اختيار الارهابيين أيام أواخر كل عام للقيام بتنفيذ هجماتهم الارهابية.. فقد اغتالوا القائد السياسي الاشتراكي جار الله عمر في نهاية ديسمبر 2002م، وبعد يوم من ذلك قتل إرهابي آخر ثلاثة من الاطباء الامريكيين العاملين بمستشفى جبلة وأصابوا آخرين.. وبين عامي 1998 و2009م حدثت هجمات أصغر من ذلك في شهور ديسمبر أيضاً.. تُرى هل سنفاجأ في الايام الأربعة الأخيرة من عام2010م بعمل إرهابي..؟ الاجابة يمتلكها الارهابيون، لأنهم هم مَنْ يختارون الاهداف والأماكن والتوقيت.. مع ذلك يمكن القول إن فرصهم وقدرتهم على الاختيار بدأت في التضاؤل.. ففي ديسمبر السابق مثلاً كان تنظيم القاعدة الارهابي قد خسر كثيراً من قياداته الوسطى في عدة محافظات.. كان ديسمبر شهر شؤم بالنسبة له.
خلال هذا العام أظهرت الوقائع أن تنظيم القاعدة يمر بأسوأ المراحل بفعل يقظة أجهزة الأمن.. فقد كثيراً من عناصره.. هناك كثير من الخلايا كُشفت واعتقل أفرادها، وأكثر الأحكام القضائية بحق الارهابيين سُجلت في هذا العام.. ولولا وجود الارهابيين السعوديين وغيرهم من الاجانب‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬والتمويل‮ ‬الذي‮ ‬يحصلون‮ ‬عليه‮ ‬من‮ ‬أفراد‮ ‬في‮ ‬المملكة‮ ‬العربية‮ ‬السعودية‮ ‬لكان‮ ‬وضع‮ ‬تنظيم‮ ‬القاعدة‮ ‬أهون‮ ‬من‮ ‬ذلك‮.‬
قال لي صديق: كيف تقيم الأمور على هذا النحو بينما أنت تعرف أن تنظيم القاعدة اغتال ضباط أمن سياسي واعترف بأنه قتل أكثر من خمسين جندياً في أبين وشبوة خلال هذا العام وإنه المسؤول عن العملية الانتحارية التي استشهد فيها وجُرح عشرات المواطنين اليمنيين في الجوف؟
قلت له: تلك العمليات الارهابية تدل على ضعف التنظيم الارهابي.. وأراد أن يخرج من حالة الضعف بقتل أبرياء.. شرطي مرور.. حارس مبنى.. بل قتل جنوداً وهم يصلون صلاة المغرب او اجتمعوا على مائدة الإفطار في رمضان.. هذه مهمة سهلة لمن لا يخاف عذاب الله.. أما عملية قتل الحوثة‮ ‬في‮ ‬الجوف‮ ‬فرغم‮ ‬أن‮ ‬تنظيم‮ ‬القاعدة‮ ‬نجح‮ ‬فيها‮ ‬وفعلها‮ ‬لإثارة‮ ‬فتنة‮ ‬طائفية،‮ ‬فقد‮ ‬اعتبر‮ ‬بنظر‮ ‬الجميع‮ ‬عدواً‮ ‬للجميع‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 26-ديسمبر-2024 الساعة: 08:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-19032.htm