الإثنين, 24-يناير-2011
الميثاق نت -  فيصل الصوفي -
كنت أستمع لمسؤولين في السلطة المحلية وهم يشكون لرئيس الوزراء، يقولون: هناك جرف جائر للثروة السمكية في شواطئنا أو مياهنا بوسائل اصطياد حديثة وجبارة، وهذا يضر بهذه الثروة وبمصالح الصيادين في محافظة حضرموت.. الاستحقاق المالي للإدارة الفلانية لم يورد إليها من الإدارة المحصلة.. الاخوة في وزارة المالية لم يصرفوا الاعتماد المقرر للمشروع الفلاني.. التخطيط المعتمد للحي الفلاني يتم مخالفته.. وكثيرة هي الشكاوى من هذا القبيل، وهي مذلة.
وفي أحد اللقاءات تكلم رئيس الوزراء عن هؤلاء تقريباً ولكن دون تعيين، وفهمت - إذا كنت قد فهمت حقاً - أن يعتبر أي مسؤول له سلطة اتخاذ القرار وله صلاحيات ثم لا يستخدم سلطاته ولا يقوم بمسؤولياته، مسؤولاً فاشلاً..
تقول مثلاً إن هناك إضراراً جائراً بالثروة السمكية في محافظتك من قبل سفن صيد أجنبية.. فلماذا لم تتصرف لمنع الضرر وحماية حقوق الصيادين المحليين.. ولديك قانون يخولك بذلك وبيدك سلطة اتخاذ القرار وتحت إمرتك جهات رقابة وضبط وخفر سواحل.. لماذا تشكو الأمر الى رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء، هل على أحدهم أن يقوم بدورك نيابةً عنك؟!
أنت لم تتابع وزارة المالية بشأن الاعتماد المالي للمشروع الفلاني ثم تشكو من عدم وصول الاعتماد، فهل على رئيس الوزراء أن يعمل لديك بوظيفة متابع أو علاقات عامة.. تشكو من البناء العشوائي المخالف للمخططات الحضرية، بينما عليك أن تمنع ذلك لا أن تشكو.. أنت صاحب سلطة وقرار..
المسؤولون عُيّنوا في مواقعهم للقيام بمسؤوليات وليس لكي يشكوا.. إما أن تقوم بمسؤولياتك أو تستقيل ليحل محلك من لا يشكو.
هؤلاء المسؤولون الشكاؤون البكاؤون يريدون من الرئيس ورئيس الحكومة أن يقوما بكل شيء نيابةً عنهم.. نظام السلطة المحلية أعطاهم صلاحيات وخولهم باتخاذ قرارات وحمَّلهم مسؤوليات، وفي الوقت الذي يتم تطوير نظام السلطة المحلية الى حكم محلي يصر هؤلاء على تكريس المركزية أو انتظار «المركز»!! ما هذا؟ يريدون من رئيس الوزراء أن يقوم بمهامهم وكالةً عنهم!
أحد المتذمرين في المهرة قال لي: هذي المحافظة مظلومة، فليس لها وزير في الحكومة ولا وكيل ولا مدير عام في العاصمة «يتابعوا لها».. قلت له: لو صح هذا الربط لقلنا إن التخلف في المحافظة الفلانية سببه وجود وزراء ونواب ووكلاء ومديري عموم وكبراء آخرين من أبنائها في صنعاء.. مع ذلك لا هذا ولا ذاك يصح.. الامور تقرر هنا في السلطة المحلية برجالها ونسائها.. السلطة المركزية لم يعد بيدها إلا القليل فيما يتعلق بشؤون المحافظات، والكثير من الصلاحيات والمهام والأموال نُقلت الى المحافظات.. تقول لي إن المخططات الخاصة بالشوارع تم تغييرها من قبل مهندسين من أجل الإبقاء على مساحات من الأراضي يتاجرون بها لمصلحتهم الشخصية.. هل على الرئيس أو رئيس الوزراء أن يقوما مقام المحافظ أو أي مسؤول أو إدارة معنية لمنع هذا الفساد؟ هذا لا يقول به حكيم أو حتى عاقل «عادي»!

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:05 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-19462.htm