الإثنين, 31-يناير-2011
الميثاق نت -  فيصل الصوفي -
طاعة «أولي الأمر» وردت في آية واحدة في القرآن الكريم تحث على طاعة الله ورسوله و «أولي الأمر»، وفي سياق الآية وأسباب نزولها المقصود بأولي الأمر هم قادة الجيوش.. ومع ذلك فإن هذه الطاعة لم تكن مطلقة، بل كانت مشروطة بقاعدة «لا طاعة في معصية الخالق».. وهذا هو جوهر الطاعة ومفهومها في القرآن وكلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسلوك الصحابة.. ولكن في زمن معاوية تم إطلاق مفهوم «الطاعة» وتحريره من أي شروط أو قيود لأن «الملك» كان يريد ذلك، فلبَّى له الفقهاء الطلب واخترعوا له أحاديث توجب على المسلم طاعة معاوية وخلفائه ولو سفك دمه وأخذ ماله، واستعانوا بالتراث الفارسي لترويج هذا الخلق الذميم ومنحه رداءً «إسلامياً».. ومن ثم استند أهل الحديث وحتى اليوم الى ذلك الموروث الدخيل وصاروا يروجون له ويتقربون به إلى الحكام، وزعموا أن «أولي الأمر» المذكورين في القرآن الواجب طاعتهم هم الحكام، رغم أنه في زمن الرسول لم يكن هناك حكام.. بل «أولو الأمر».
سنقبل من الجماعات السلفية اليوم تفسيرهم أن «أولي الأمر» الذين يجب طاعتهم بدون قيود هم الحكام، وليكن ذلك الرئيس علي عبدالله صالح والحكومة مثلاً بالنسبة لليمن.. فهل هم صادقون في هذا الموقف.. يقولون طاعة ولي الأمر واجبة.. ويخادعون الرئيس بهذا الكلام.. لكن ماذا يقولون ويفعلون في الفضاء الاجتماعي العام، وفي مجال السياسة كذلك؟
يقولون للرئيس أنت «ولي الأمر» وطاعتك واجبة ونحن نحث على ذلك، ولا نجوّز الخروج على «ولي الأمر».لكن في منابر المساجد وفي الصحف وفي مراكزهم وجمعياتهم، يقولون شيئاً مختلفاً تماماً.. بل عكس ذلك تماماً.
يصفون الدولة بالظالمة ويدعون الى الخروج عنها.. يعتبرون الدستور غير اسلامي والانتخابات كفراً والديمقراطية كفراً والتعددية الحزبية كفراً، ومشاركة المرأة في السياسة وتولّيها المناصب العامة كفراً، وحرية الصحافة والتفكير حرية كفر.. فماذا أبقوا من «طاعة ولي الأمر»؟
أليس هذا كله دعوة لتكفير «ولي الأمر» الذي يحكم بموجب دستور ويرعى الدستور والقانون والتعددية والديمقراطية والانتخابات ومشاركة المرأة، وإصدار قرارات جمهورية بتعيين نساء في مناصب وزارية ودبلوماسية؟
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-19576.htm