الإثنين, 28-فبراير-2011
الميثاق نت -  د. علي مطهر العثربي -
< إذا كانت النوايا غير سليمة، وإذا كانت الأفعال إجرامية، وإذا كانت الأقوال أكثر جرماً، وإذا كان الجهلاء هم من ينفذ ويسيطر على القوى السياسية، وإذا كانت حكمة العقلاء والعلماء في اللقاء المشترك قد غابت، فماذا ننتظر من أناس مشاريعهم إشعال الحرائق وقتل الحياة بكل مقوماتها ونهب الممتلكات العامة والخاصة؟ وماذا يمكن ان يستقدموه لنا من خارج حدود البلاد؟ وماذا يمكن أن يفعل الجهلاء بمستقبل البلاد والعباد؟ وماذا ينتظرون بعد لاستجلابه ومحاكاته وتقليده لترويع الآمنين، وقطع أرزاق الناس وإخافة السبيل وإهانة المجتمع اليمني.
إن ما شهدته الساحة الوطنية خلال الايام الماضية عبارة عن صورتين متناقضتين كلتاهما تروجان للمشاريع المستقبلية التي يحاول أصحابهما أن يضعوهما لأجيال اليمن، فالصورة الاولى التي قدمها المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه حملت معاني ودلالات الأمن والاستقرار والوحدة والسلام الاجتماعي والعزة والكرامة والالفة والمحبة والوئام الاجتماعي والاعتصام بحبل الله وحماية الدماء والحرمات والاموال العامة والخاصة وصون السيادة الوطنية، وإتاحة الحرية والتعددية السياسية والاصرار على التحديث والتغيير عبر الطرق السلمية التي تصون الكرامة والأمن والاستقرار عبر صناديق الاقتراع الحر المباشر.
أما الصورة الاخرى فقد قدمها اللقاء المشترك وشركاؤه وتحمل معاني ودلالات التدمير والإرهاب والرعب والخوف وإشعال الفتن والحرائق في كل مكان والقضاء على المنجزات وإيقاف عجلة التنمية والتطوير والتحديث، وقتل النفس المحرمة التي يندرج في إطارها استباحة كل شيء أمام منفذي مشروع اللقاء المشترك وشركائه الذين لا يميزون بين الغث والسمين، والذين لا يمتلكون إرادتهم وغيبوا عقولهم وباتوا أدوات يحركها الإعلام الخاضع للقوى الاستعمارية الذي كُلف بإشعال الحرائق في كل أرجاء الوطن العربي والذين لا يجيدون أكثر من المحاكاة والتقليد وتنفيذ الأجندة الخارجية لقوى العدوان على مقدرات الأمة العربية والاسلامية.
إذاً نحن اليوم أمام مشروعين أحدهما عنوان للفتنة والخراب، والآخر عنوان للعزة والكرامة والشموخ، وعلى الشعب أن يختار، وعدم اتباع الهوى والقضايا الشخصية وأن يفكر بالمستقيل وينظر بعين الاعتبار فالمشروعان على درجة عالية من الوضوح، وقدم كل طرف بياناً عملياً بلغ حد الإقناع، ولا يجوز أن نسمع لمن يحاولون لي عنق الحقيقة أو حجب ضوء الشمس.. وعلى الشعب أن لا يقبل التفسيرات والتبريرات مطلقاً، لأن البيان العملي الذي قدم لا يحتاج الى توضيح فالفعل المسجل بالصوت والصورة اكبر برهان على صحة المشروعين، وعلى الشعب أن يدرك تماماً أين يكمن مستقبل اليمن ومن الذي يمكن أن يكون أميناً عليه.
إن الشعارات الزائفة التي استخدمت في الشارع لم تعبر عن المستوى الحضاري لبلادنا وإنما عبرت عن مستوى الانحطاط والفشل الذي وصل اليه الدافعون للشباب لرفعها والصراخ بها وارتكاب الجرائم المصاحبة من قتل وحرق ونهب وترويع للسكينة العامة، كما ان أولئك المغرر بهم من الشباب لم نجد لديهم مشروعاً ينطلق من ذواتهم ويعبر عن مطالب مشروعة، بقدر ما وجدنا تخبطاً وتلعثماً وعدم وضوح وانحيازاً للشيطان والرد على أي استفسار بألفاظ مشينة لا تعبر الا عن عدم الاحترام، وانعدام الوعي لدى أولئك المغرر بهم الذين لا يميزون بين الحق والباطل، والذين يسيئون لأنفسهم قبل غيرهم.. ولذلك فإن الواجب النظر لهذين المشروعين بعين الإنصاف والاتجاه نحو الخير والسلام، وترك البذاءات والأحقاد.. والعمل من أجل الوطن والاعتصام بحبل الله.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 05-فبراير-2025 الساعة: 08:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-19999.htm