الأربعاء, 06-أبريل-2011
الميثاق نت -   احمد الظامري -
هل يجوز للإعلام أياً كانت اتجاهاته ودوافعه إثارة الناس وتأجيج الأزمات عبر الاستخدام الرخيص لدموع طفلة لم يتجاوز عمرها الست سنوات؟ هل يجوز الدفع ببراءة طفلة إلى منصة ساحة التغيير لاستخدامها في معارك الكر والفر بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك؟ أتحدث هنا كمواطن عادي حزين لما أنجر إليه الوطن من فتن وإراقة دماء زكية.

الإعلام بالطبع سلاح خطير وفتاك لترجيح كفة على كفة في الأزمات السياسية لكن ما شاهدته من قناة سهيل يخرج عن إطار اللعب النظيف الذي يوصي به الفيفا في مباريات كرة القدم ليدخل في إطار "الخبيث" الإعلامي غير "الحميد" باستغلال دموع طفلة لم تتمالك نفسها وهي تتحدث عن وفاة والدها في مشهد مؤثر وغير إنساني.

العقل والقيم وحتى منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" دعت كافة الأطراف السياسية في اليمن إلى حماية الأطفال وتجنيبهم أحداث العنف وعدم الزج بهم في صراعات الراشدين وعبرت المنظمة الدولية في بلاغ صحفي أصدره مكتبها بصنعاء عن بالغ قلقها لتعرض الأطفال لأعمال عنف وأن يصبحوا ضحايا له، وفي خضم أية اضطرابات أو التجاذبات السياسية الحالية في اليمن.

ولفتت المنظمة الدولية في البلاغ إلى تقارير أخرى أظهرت مؤخراً أن أطفالاً ويافعين يشاركون في المظاهرات وتعرض بعضهم لإصابات في مواجهات مباشرة حدثت خلال الأسابيع الماضية في بعض المدن اليمنية، معتبرة هذه التقارير بأنها تشكل قلقاً كبيراً لليونيسيف خصوصاً وأن الاحتجاجات التي تتميز بالعنف تعرض صحة وحماية وتعليم الأطفال في اليمن لخطر كبير وتضاعف محنتهم.

الأمر لم يقف عند حدوث بث مشهد هذه الطفلة في قناة سهيل بل تعداه لقناة الجزيرة التي أعادت بثه في أمر يعكس التنسيق الإعلامي الواضح بين القناتين اللتين لم تراعيا خطورة هذا الأمر وقبحه.. ولعلي لا أتصور أن أحداً من مسئولي هاتين القناتين سوف يسمح بتصوير طفله أو طفلته لاستخدامها في معارك الساسة.

تجليات أحلام أطفال تبحث عن الأمن والاستقرار والتعليم والصحة ولا يفهمون معنى للرحيل أو البقاء المكتوبة على جوههم الطرية.. ومثلما أشار الزميل عبدالله الصعفاني إلى أن العلم الوطني الذي يحضر في كل الساحات لا يستحق من بعضنا أن نرسم عليه الجمجمة والعظمتين وإنما نرسخ بألوانه الخير والحب لكل أبناء الوطن.

شيء غريب مراسلو قناة سهيل في المحافظات هم من تتصل بهم الجزيرة للتعليق على الأحداث في اليمن؟؟؟
أخلاق الثورات ومبادئها لا تستخدم التعابير المسيئئة أو تبشر بالانتقام والحروب أو تساهم في تمزيق الأوطان.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 03:10 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-20626.htm