محمد انعم -
التوقيع على المبادرة الخليجية سيفشل المؤامرة على اليمن بكل تأكيد وان رفضتها قيادات المشترك فلا جديد في الأمر بعد ان كشفت المبادرة في لحظاتها الأولى عن وجود أطراف إقليمية تسعى للعب بأمن اليمن، وعيونها تتربص شراً بدول شقيقة.. ولقد بات واضحاً أن تنفيذ ما جاء في المبادرة الخليجية بالتأكيد لن يرضيهم.. وسيعملون عبر أذيالهم على إفشال جهود الأشقاء بشتى الطرق.. لأن المؤامرة تستهدف المنطقة وليس فقط النظام في اليمن.. خصوصاً وان صنعاء ظلت عصية أمام مثل تلك المؤامرات.. وبسببها فشلت كل المشاريع التفتيتية، لذا لاعجب أن يزداد المتآمرون ضراوةً على اليمن والبحرين لأنهم يحاولون عبرهما إيجاد منفذ يتسللون من خلاله إلى دول أخرى..
إن ما يجري الآن من مراوغة من قبل قيادات المشترك، واصرار مفزع على سفك الدماء هو من أجل تفخيخ مبادرة الأشقاء، ورغم ذلك لقد تعامل النظام بحكمة وصبر ورفض الانجرار لمواجهة مسلحة.. انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية الوطنية والدينية وإدراكاً لخطورة المؤامرة على المنطقة.. وأمام هذه التداعيات على الأشقاء أن يدركوا أن الذين يتنكرون للرئيس علي عبدالله صالح هم أكثر الناس استفادةً منه.. ولن يترددوا أن يكرروا نفس الجحود مع سواه طالما وهناك من سيدفع أكثر.. ليس هذا فحسب بل عندما يملك إغراء أفضل مثل دعمهم للوصول إلى حكم اليمن بطريقة انقلابية تشبه الأسلوب القطري..
إن خارطة اليمن السياسية لما بعد التوقيع على المبادرة لن تجعل حل الأزمة شأناً محلياً مهما تمسكنت قيادات المشترك وراوغت حتى لا تثير غضب الأشقاء رغم أنها قد حققت مكاسب جمة ودعماً قطرياً إيرانياً مالياً وسياسياً واستخباراتياً لايستهان به، خصوصاً وأن هناك معلومة تؤكد أن أحد أطراف المشترك تلقى 500 مليون دولار دفعة أولى، هذا خلافاً عن دعم السفراء المستقيلين وغيرهم وتجنيدهم لتنفيذ مؤامرة لا تستهدف نظام صنعاء فقط.. وإنما جميع مَنْ في المنطقة..
أعتقد أن محاولة إثارة الأزمة اليمنية في مجلس الأمن في ظل الحوار حول المبادرة الخليجية لم يكن بعيداً عن نفس المخطط، بل لقد كان إعلان حرب على مبادرة الأشقاء.. ومايزيد الشكوك هو تزامن ذلك مع مقتل جنود سعوديين الأسبوع الماضي بالحدود على يد متسللين- كما جاء عن المصادر السعودية، وكذلك حادث اختطاف الدبلوماسي السعودي في صنعاء والذي لا يمكن فصله عن سيناريو المؤامرة التي لايمكن أن تكون ايران بريئة منها..
إذاً لابد أن يدرك الجميع مخاطر وأبعاد هذه التداعيات قبل فوات الأوان.. ولن ترضى أحزاب المشترك بحل الأزمة اليمنية لأن لديها أجندة أخرى.. والأيام ستكشف الحقائق لمن لا يريدون أن يفهموا حقيقة أبعاد ما يحدث.
من يلعب بالمبادرة..؟!