الميثاق نت - القاعدة في اليمن- الميثاق نت

الخميس, 09-يونيو-2011
علي الشعباني -
لم تكن عيون أصدقائنا في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الصديقة والشقيقة وحدها التي ذرفت الدموع على ضحايا الإرهاب الذي أدمى القلوب قبل الدموع وجعل العالم في حالة ذعر لا مثيل لها مازالت مستمرة منذ تفجير برجي التجارة العالمي بأمريكا وحتى اليوم والسبب هو تنامي قدرات القاعدة واستمرار تزايد عناصرها وقواها خاصة في الدول النامية كالصومال والعراق واليمن التي كانت ومازالت سباقة في محاربة الارهاب وقوى الشر انطلاقاً من قناعة وإرادة صلبة لا تلين لليمنيين الشرفاء..
ولعل أحداث زنجبار (أبين) خير دليل على ذلك، فقد خسر اليمن خلال اليومين الماضيين فقط (87) بطلاً من منتسبي القوات المسلحة والامن بالإضافة إلى تشريد ما يزيد عن (8) آلاف مواطن من منازلهم بسبب الإرهاب وجرائم عناصره.

لقد أثبت اليمن أنه لن يكون ملاذاً آمناً للقاعدة وسيتصدى لكل المؤامرات والفتن التي من شأنها تهديد الأمن والاستقرار على الصعيد الداخلي والخارجي وقد تجلى ذلك الموقف الصامد للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بشكل واضح في الآونة الأخيرة بمدينة زنجبار التي استولت عليها عناصر القاعدة بمساندة الانقلابيين العسكريين وقيادات حزب الاصلاح بمحافظة أبين وتسببوا في ترويع المدنيين ونزوحهم وتدمير ممتلكاتهم ونهبها بعد أن سيطروا على المباني الحكومية وتمترسوا فيها، وخرجت تلك العناصر تهتف بمكبرات الصوت بإعلان إمارة «أنصار الشريعة» الاسلامية وتدعو جميع المواطنين للعودة الى مساكنهم ومحلاتهم ولكنهم رفضوا ذلك وفضَّلوا النزوح والتشرد على العيش تحت إمرة عناصر القاعدة وانصارهم من حزب الاخوان لأنهم يدركون جيداً مرارة العذاب والتنكيل والذل الذي سيطالهم من قبل تلك الجماعات إذا ما حكمتهم.
فقد حرموا كل شيء على الناس وأجازوه لأنفسهم حتى على مستوى المأكل والمشرب والملبس وأشهروا سيف شريعة الجهل على الضعفاء والأبرياء من المواطنين، بينما قياداتهم وأُمراؤهم أمثال المدعو طارق الفضلي فإن من حقه أن يشرب الخمر والسيجارة الامريكية ويتلذذ بالمحرمات ويرفع العلم الامريكي على قصره دون أن يتجرأ أحد من عناصر القاعدة الذين يتشدقون بالشريعة الاسلامية على التفوه معه بكلمة، ليس لشيء سوى أنه أمير التنظيم وسلطانه في أبين.
ولعل ما يبعث على السخرية ويثير الاشمئزاز هو وقاحة الانقلابيين وتلك الافتراءات التي جاءت في بيانهم رقم (1) والذي عكس مدى الانهزام والضعف والغباء لدى أولئك المعتوهين الذين اثبتوا للعالم ببيانهم ذلك أنهم أمراء القاعدة وممولو الارهابيين في اليمن وخارجه بالأسلحة والاموال، فبعد أن كلف علي محسن صهره المعتوه الفضلي بالسيطرة على زنجبار وعينه سلطاناً عليها خرج علينا ليتهم السلطة بتسليمها للعناصر المسلحة من تنظيم القاعدة، معتقداً أن العالم سيصدقه ولكن على العكس من ذلك تأكد للعالم أنه زعيم الإرهاب في اليمن باستثناء قطر العظمى التي تتفق عقلية أميرها غير الشرعي بعقلية المنشق علي محسن وأحزاب اللقاء المشترك التي صفقت لذلك البيان ولمن أعلنه من خونة القسم العسكري والوطن وممن رُفع عنهم القلم وأصبحوا في حكم المتردية والنطيحة وما أكل السبع وما أُهل لغير الله به.
اتساع رقعة الإرهاب
يرى الكثير من المراقبين والمختصين ان الاستراتيجية التي يسير تنظيم القاعدة وفقها في اليمن باتت معظم أوراقها مكشوفة بعد أحداث زنجبار وإعلان بيان المعتوهين رقم «1» والتي ظلت غامضة وصعبة التفكيك والتحليل على مدى سنوات رغم ظهور بعض التسريبات والمعلومات التي تشير الى أن المدعو علي محسن هو من يقف وراء تنظيم القاعدة وعملياته وتمويله وتسليحه ومن داخل مخازن الفرقة الأولى مدرع التي يقودها كما كان يفعل مع الحوثيين ايضاً.
وهنا نستذكر ولو بشكل سريع بعض الاحداث والعمليات التي نفذتها القاعدة في اليمن خلال الفترة الماضية ونمعن التفكير في بعض ملابساتها التي فسرها الكثير من الباحثين والمهتمين وأخرجوها من الدائرة المغلقة التي كانت تدور فيها، وأهمها نوعية السلاح المستخدم في بعض عمليات الاغتيال الفاشلة للدبلوماسيين بصنعاء كالبعثة الدبلوماسية البريطانية التي استهدفت بصاروخ من نوع «لو» واكثر من عملية اغتيال لضباط وقيادات عسكرية وأمنية في المحافظات الجنوبية استخدمت فيها نفس الاسلحة التي تستخدمها عصابات أولاد الأحمر والمنشق علي محسن الاحمر اليوم في منطقة الحصبة وفي زنجبار.
ملحمة تاريخية
لقد شهدت زنجبار وبعض المناطق المجاورة لها ملحمة تاريخية ضد الارهاب، سطر فصولها أبطال القوات المسلحة والأمن وصقور الجو الذين كبدوا القاعدة وعناصرها خسائر بشرية لم تتكبدها قط في أي مكان بالمنطقة، فعلى مدى الاسبوع الماضي وبشائر النصر والفداء تقتص للعالم من الارهابيين، فقد تمكن ابطال القوات المسلحة والأمن من قتل واعتقال مئات الإرهابيين وتكبيدهم خسائر فادحة في المعدات والامكانات، وهو ما يثبت للعالم أن اليمن ماضية في حربها ضد الارهاب دون تهاون ولن تسمح بأن تكون أراضيها الطاهرة ملاذاً للإرهابيين يدنسونها بجرائمهم البشعة التي حرمها الله في كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
خسائر القاعدة
تكبدت العناصر الارهابية خلال الايام الماضية من الاسبوع المنصرم خسائر فادحة في الجوانب البشرية والمعدات، حيث تم تدمير 80% من الأوكار التي كانوا يتحصنون فيها بمدينة زنجبار وأسفر عن مقتل أكثر من (70) ارهابياً خلال يومين وما يزيد عن (24) إرهابياً كانوا على متن (3) سيارات تم تدميرها بالكامل، ونتيجة لتلك الضربات الموجعة اضطرت مجاميع من الارهابيين للفرار الى مناطق مجاورة لزنجبار (حصن شداد) والكود ومنطقة العمودية ولكنها لم تستطع التمركز في تلك المناطق نظراً للضربات الجوية من صقور الجو والتصدي القوي الذي تلقوه من قبل المواطنين المساندين للقوات المسلحة والأمن الرافضين لتلك العناصر الارهابية.
قيادة الفرقة.. و القاعدة
لم يكن البيان رقم (1) للعسكريين المنشقين فقط هو من فضح أكذوبة القاعدة ومسلحيها الذين هاجموا زنجبار وشردوا أهلها بل إن معلومات مؤكدة نقلتها مصادر إعلامية ممولة من قبل الانقلابيين كـ«المصدر أون لاين» أفادت أن قوات من الفرقة قد وصلت بقيادة المنشق فيصل رجب لمواجهة المسلحين التابعين للنظام- حسب قولهم- وتطهير زنجبار، ولكن الحقيقة على أرض الواقع أن تلك القوات ليست سوى مجاميع مسلحة انشقت عن الجيش وغيرت ملابسها العسكرية الى مدنية ودخلت زنجبار وقامت بالاستيلاء عليها وتدميرها، ولعل محتوى الخبر الذي نشره ذلك الموقع يؤكد ذلك خاصة عندما ذُيل الخبر بأن أفراد تلك القوة هم من أبناء زنجبار ومحافظة أبين، أي أنهم من عناصر القاعدة ولكنهم انتهوا من تدريباتهم داخل معسكر الفرقة وخرجوا لقتل أبناء زنجبار ورجال القوات المسلحة والأمن وبأسلحة الدولة التي كانت بحوزتهم، كما أن المدعو عسكر زعيل لسان المنشق علي محسن لم يبخل في الدفاع عن عناصر القاعدة في زنجبار لأنه يعلم أنهم من عناصر الفرقة، وسانده في ذلك الموقف ما يسمى بائتلاف الشباب للدفاع عن حقوق الانسان.
إحباط شحنة أسلحة
الاسبوع المنصرم أحبطت الأجهزة الأمنية شحنة أسلحة تحتوي على قرابة «100» صندوق مليئة بقذائف (بي10) كانت في طريقها للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة التي اتخذت من بعض المباني الحكومية متارس حربية لها بمدينة زنجبار.. وتجدر الإشارة الى أن قذائف (بي10) هي أحد الاسلحة المفضلة لدى تنظيم القاعدة في العراق وهي مضادة للدروع والدبابات ويمكن أن يستخدمها شخصان أو ثلاثة ويحدث أضراراً بالغة بالمعدات الحربية.
إرهابيون أجانب
كشفت المواجهات التي شهدتها مدينة زنجبار عن وجود عناصر أجنبية تقاتل ضمن صفوف القاعدة تحمل جنسيات أفغانية ومصرية وسعودية وصومالية وهو ما يؤكد التوقعات التي طالما حذرت اليمن منها وهي تحول المناطق الملغمة بعناصر تنظيم القاعدة في بعض المحافظات الجنوبية الى ثكنات ارهابية تستقطب الارهابيين الفارين من دول المنطقة.
وفي هذا الصدد كشف المسؤول عن اللواء المكلف بحماية القصر الرئاسي الصومالي توجه المقاتلين الارهابيين من حركة الشباب المجاهدين والتي تتمركز في الصومال وتضم الآلاف من عناصر القاعدة ومن مختلف الجنسيات الى اليمن بحراً وهو ما يزيد من خطورة تزايد عدد عناصر القاعدة في اليمن وتحويلها الى صومال جديد.
ضحايا الإرهاب
اسفرت المواجهات بزنجبار عن استشهاد واصابة ما يزيد عن (87) ضابطاً وجندياً من منتسبي القوات المسلحة والأمن البواسل وفيما يلي أسماء من استشهدوا اثناء المواجهات مع ارهابيي القاعدة :
- عقيد ركن/ فضل عبدالجبار دماج.
- عقيد/ محمد علي صالح مهدي.
- مقدم/ عبدالرقيب محمد سليمان.
- مقدم/ علي احمد صالح الأشول.
- رائد/ محمد صالح الغبسي
- نقيب/ عبدالرزاق عبدالله حومي
- مساعد/ محمد أحمد زيد الصباحي.
- مساعد/ سعيد هادي صالح أحمد.
مساعد/ محسن مساوى محمد علي الحسني.
- مساعد/ أحمد صغير محمد قطيعان.
- رقيب/ علي زيد محمد الصوفي.
- رقيب/ دحان عبده صالح وحشان.
- رقيب/ نبيل محمد سعيد الصبري.
- رقيب/ محمد ناصر محمد جبر.
- رقيب/ أكرم منصور أحمد.
- عريف/ عبده محسن راجح .
- جندي/ علي مسعد ناجي الحويلي.
- جندي/ صدام صالح ناجي المنصوب.
- جندي/ سهيل علي سهيل.
- جندي/ وليد محمد حسين الحشيشي
- جندي/ فارع علي يحيى فارع الضياني.
فيما أصيب 34 آخرين من بينهم العقيد الركن / أحمد محمد حزام الشامي والعقيد/ عبدالله صالح الجبري.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 06:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21591.htm