الإثنين, 04-يوليو-2011
الميثاق نت -  فيصل الصوفي -
< منذ محاولة الاغتيال السياسي الجماعي الفاشلة في مسجد النهدين مضى الى الآن شهر كامل.. رئيس الدولة منذ ذلك الوقت يعالج في السعودية.. غائب عن البلاد ونائبه يقوم مقامه.. رئيس مجلس النواب.. رئيس مجلس الوزراء.. رئيس مجلس الشورى.. نائبا رئيس الوزراء، ووزراء أيضاً غائبون عن البلاد.. مع ذلك الدولة لاتزال قائمة..
الدولة لاتزال قائمة في ظل الغياب الطويل لرجالها الكبار.. الدولة لاتزال قائمة في ظل وجود أوسع وأقوى تحالف في تاريخ الدولة اليمنية يسعى لاسقاطها.. تحالف يضم أحزاب المشترك واللواء علي الأحمر الذي يتحكم ويقود جزءاً كبيراً من ألوية ومعسكرات الجيش.. وتنظيم القاعدة والجهاديين.. والمخربين في الشوارع.. وشيوخ آل الأحمر ومن «اليهم». هذا التحالف المدمر والجهنمي رغم قوته واتساع نطاقه ونفوذه عجز عن اسقاط الدولة رغم أنه استخدم شتى صنوف العنف والارهاب والحصار والتدمير.. عجز عن ذلك في ظل غياب رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة.. عجز عن ذلك حتى الآن، بينما كانت أطراف هذا التحالف قد احتفلت احتفالاً كبيراً عشية نقل المصابين للمشافي السعودية.. احتفلت في تلك العشية بما سمته «رحيل النظام» ولم يبقَ سوى الاحتفال في الليلة التالية «برحيل بقايا النظام».. ومن ثم الجلوس على العرش في اليوم الثالث.. ما هو شعوركم في هذا الصباح..؟ رموز الدولة كلهم خارج البلاد، وأنتم كلكم بتحالفكم العريض الكبير القوي موجودون هنا.. والدولة قائمة.. ومحاولاتكم ومساعيكم غير المشكورة خابت.. هل فهمتم الرسالة؟ هل سألتم أنفسكم.. لماذا لا تزال الدولة قائمة رغم كل هذه المصايب؟ الأمر لا يتعلق بفرد.. ولا حكم فردي.. في اليمن مؤسسات تعمل.. الحكم للمؤسسات وليس للأفراد.. هذه المؤسسات هي التي حافظت على بقاء الدولة التي عمل تحالفكم على هدمها.. المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم أثبت لكم أنكم كنتم تخدعون أنفسكم عندما ظللتم تتحدثون عنه بأنه حزب هش وأنه لا وزن له ولا تأثير إلا لأن الرئيس رئيسه.. نائب رئيس الجمهورية الذي طالما قلتم إنه نائب «صوري» وأنه غير معين بقرار.. وانه لا يمتلك أي صلاحيات.. وإنه.. وانه .. وغير ذلك من العبارات والأوصاف التي تقلل من دوره ومكانته، ها هو اليوم ومنذ شهر يدير شؤون البلاد إدارة كفؤة رغم التحديات والعقبات التي تواجهه.. وهي كلها من صناعتكم.. في البداية امتدحتم نائب الرئيس مديحاً زائفاً ومخادعاً لعلكم تفلحون.. والآن تهاجمونه وترفضون أوامره لمجرد أنه أصر على التزامه بالتصرف كرجل دولة.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 23-يونيو-2024 الساعة: 02:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21876.htm