الإثنين, 19-سبتمبر-2011
الميثاق نت -    عبدالولي المذابي -
لسنا بحاجة اليوم إلى دليل لاثبات هوية من ينفذون الاعتداءات اليومية على منشآت الكهرباء ويقطعون الطرق لمنع امدادات النفط والغاز، فمن يقوم بالاعتداء على حرم التعليم في المدارس والجامعات ويحرض المدرسين على عدم القيام بواجبهم في تعليم طلاب العلم، هم أنفسهم من يحرضون تلك العصابات المسلحة على ضرب منشآت الكهرباء وقطع الطرق، وهم المسئولون أيضاً عن مسلسل الأزمات المستمرة التي شهدها البلد منذ نحو ثمانية أشهر..
ولاشك أن ضرب الكهرباء أهون كثيراً من ضرب التعليم، وقتل الثقافة ورغم أهمية الكهرباء كسمة رئيسية للحياة المدنية إلاّ أن استهداف التعليم يعتبر جريمة قتل للمجتمع، والأبشع من ذلك أن تنفذ هذه الجريمة تحت مسمى ثورة التغيير.. ومتى كانت الثورات ضد العلم!؟
وكيف يمكن لشباب مثقف أن يرتكب مثل هذا العمل المشين بحق العلم، وقد كان العلم دائماً المحرك والمحرض على قيام الثورات ضد الجهل والتخلف، كما يؤكد تاريخ الثورات في العالم ومنها الثورة اليمنية التي وضعت على رأس أهدافها القضاء على الجهل، أما الثورة المزعومة التي يتحدث عنها هؤلاء فهي ثورة مضادة يقودها الجهلاء ورموز التخلف والرجعية، ضد العلم والعقل، فكانت بدايتهم تحويل المدارس والجامعات إلى معسكرات وثكنات مسلحة تنفث الحقد والنار والفتن ولا تنتج سوى الويلات والدمار والدماء..
لقد دفع العلم شباب مصر إلى المطالبة بالحرية فخرجوا مسالمين ونجحوا لأن لديهم قضية أقنعت أغلبية الشعب بتأييدها، أما الثوار على شاكلة علي محسن وحميد الأحمر فقد دفعوا بالجهلة والمغفلين والمستغفلين للقضاء على حريات الآخرين وهدم الديمقراطية ورفض الانتخابات وعدم احترام إرادة الآخرين خرجوا علينا حاملين السلاح فاقتحوا مؤسسات الدولة وقتلوا الجنود الأبرياء ودمروا البنى التحتية وممتلكات الشعب..
أي ثورة يزعمون وهل هذا هو التغيير المنشود الذي يتحدثون عنه؟!
بعد ثمانية أشهر من الكذب والتضليل صارت أقصى طموحاتنا اليوم أن تعود الكهرباء إلى سابق عهدها، وعودة سعر البنزين إلى ما قبل اعتصاماتهم، وعودة أبناءنا إلى المدارس والجامعات.. تلك هي نتائج ما يسمونها ثورة، وبدلاً من أن نطمح إلى تحسين خدمة الكهرباء وتخفيض الأسعار وجودة البنزين بنفس السعر، وتحسين التعليم.. صار أكبر أهدافنا أن نعود إلى ماضي عهدنا ومتى كانت الثورات عودة للخلف؟
ولكن لا غرابة عندما يقف وراء هذه المؤامرة أباطرة الفساد والنهب ومصاصي دماء اليمنيين.
الطلاب معتصمون في ساحة كلية الآداب والعلوم ومعهم المدرسون يستغيثون ويناشدون من داخل حرم الجامعة القديمة من أجل استمرار الدراسة في الجامعة.. فيما مليشيات الإصلاح ومجاميع من فرقة علي محسن تحاصر الكلية وتغلق الأبواب لمنع دخول الطلاب إليها..
كل ذلك يدعونا للتساؤل عن أسباب وخفايا هذا السلوك المريض والجدوى التي يتوقعها خفافيش الجهل وأدوات التدمير من منع التعليم وما هي المبررات التي سيقدمونها للناس وهم يرتكبون هذه الجرائم بحق جيل من الشباب المتطلع للتغيير نحو الأفضل وهل يمكن أن يكون الجهل هو غاية التغيير المزعوم والثورة المخدوعة..؟!

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 13-مايو-2024 الساعة: 02:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22981.htm