الإثنين, 19-سبتمبر-2011
الميثاق نت -   علي عمر الصيعري -
في ربيع العام 1999م، كتب البروفيسور أحمد أبو زايد لمجلة «العربي» مقالاً عنونه بـ«البشر.. قنافذ وثعالب» وعن الصنف الأخير قال: «هم يتميزون بالمكر والدهاء، وسرعة الحركة، والتقلب حسب الظروف، وكثرة الانتقال بين الشيء ونقيضه، والقدرة على التلون وتغيير أسلوب الحياة إلى أشكال متناقضة ومتضاربة، بقصد تحقيق الغايات التي يهدفون إليها..». ومؤخراً، في يمن الحكمة والإيمان، كشفت متغيرات الحياة والنزوع اللاأخلاقي إلى القفز على السلطة، وشراهة الوصول إليها بأي ثمن، كشفت عن اصناف عجيبة من هذه الثعالب تفوق ما تخيله البروفيسور أبو زايد عن تلك الثعالب البشرية، إذ جمعت ثعالب اليمن بين المكر والدهاء وبين الغدر والكيد لأبناء جلدتها وفي ذات الغابة نفسها وأمام تلك الطريدة عينها. وقد بدأ «التحول» عند هذا الصنف منذ العام 2009م، وأول من أصيب بهذا الفيروس الجهبذ حميد الأحمر، عندما أفصح للسفير الأمريكي بصنعاء- آنذاك- عن مشاعره العدائية تجاه حليفه اللواء علي محسن الأحمر، واصفاً إياه بالرجل غير المأمون جانبه، على خلفية ما تيقن له عن الأخير من أنه يطمع في السلطة.. وبالمقابل لعب الزنداني وجناحه المتطرف دوراً في تأجيج التنافس بين الطرفين فتشكلت في أعقاب ذلك تحالفات وتكتلات في أوساط أحزاب اللقاء المشترك والقبائل الموالية وأولاد الأحمر ومنافسهم علي محسن جذبت إليها قادة الحراك الجنوبي وفئة من المثقفين والصحفيين وغيرهم. وبلغ مستوى المكر والدهاء عند هذا الصنف من الثعالب مداه عندما استقر رأيهم على تأجيل منافساتهم وسباقهم الرئاسي، والتوجه نحو تفجير الوضع وإشعال ما يسمى بالثورة الشبابية بعد أن واتتهم رياح ثورات التغيير في تونس ومصر، كما تجلت حبكة الكيد والخداع عند منافسهم اللواء الأحمر في الدفع بحميد للتكفل بمصاريف ساحة التغيير بالجامعة بأربعة مليارات ريالات- لايزال إلى هذه اللحظة يطالب بالأخذ بعين الاعتبار لما خسرها- كما دفع اللواء الأحمر بالزنداني بإرسال طلبة جامعته «الإيمان» إلى ساحة التغيير، ودفع بقادة الإصلاح إلى توجيه منتسبي حزبهم للاعتصام في تلك الساحات في فبراير هذا العام. وبعد ذلك بشهر، وبعد أن تأكد للواء الأحمر من أنها مواتية له أعلن انشقاقه وفرقته الأولى مدرع عن القوات المسلحة وتأييده لما سماه بالثورة الشعبية السلمية وحمايته لها، ثم بدأ في الاستحواذ عليها خطوة خطوة ليدفع بمنافسه حميد إلى ما وراء الأكمة ويخطف عليه الأضواء بما فيها اضواء «سهيل» التي يملكها هذا الشاب الغرير حميد وذلك باسباغه على تلك الفئة من الإعلاميين والصحفيين الذين انجذبوا بداية إلى «مهجل» المغامرة الانقلابية من دون أن يدري البعض منهم بما ستؤول إليه الأمور، فيالها من ثعالب!! ويا لهم من دهاة سخروا أرواح الشباب ودماءهم وقوداً لنزعاتهم وشراهة الوصول إلى السلطة بأي ثمن كان!!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 09-مايو-2024 الساعة: 07:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-23006.htm