الثلاثاء, 01-نوفمبر-2011
الميثاق نت -
الأشباح يستوطنون الحصبة

هناء الوجيه



الخوف والرعب والنزوح شبح يسيطر على منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء ويمتد نحو مناطق أخرى من العاصمة.. واقع مخيف.. شوارع مغلقة ومتاريس تنتشر بالشوارع واسطح المنازل والنوافذ.. أصوات رصاص وقذائف.. قتل للأبرياء وتدمير للمساكن والمنشآت.. أطفال ونساء أرهقهم الخوف وسلبهم القدرة على التحمل .. مأساة متى ستنتهي.. سؤال لا يجد جواباً لديهم .. تحدثت بعض الاخوات من ساكني حي الحصبة ومازدا وحي صوفان عن مأساتهم بالتالي:

۹ بدايةً قالت الأخت أمة الكريم مطهر : تعبنا وضاقت أحوالنا، كل يوم يمر من عمر أطفالنا وهم يستقون الرعب والخوف، وبعيدون عن الامن والامان ليس بالامر السهل، لقد انعكس الخوف على تصرفات أبنائي، أصبحوا يخافون من الخروج الى باب المنزل، يخافون الظلام، يخافون البقاء في غرف المنزل بمفردهم، يتساءلون برعب: هل ستأتي القذيفة الينا، هل سنموت؟ أي حال وصلنا اليه.. ومتى ستنفرج الامور.. تتعالى أصوات الرصاص والقذائف في أوقات مختلفة لا ندري متى تهدأ الامور وعلى أي أساس تندلع المواجهات، ولماذا..؟ نعرف عناوين الحرب وأطرافها ولا ندري لماذا يتقاتلون.. وما الذي يريدون.. أما من ليس لهم ناقة ولا جمل في هذا الصراع.. فهم من يدفعون الثمن..

سطو ونهب

۹ وعن ذات المأساة تقول الاخت إيمان الصلوي: لم نستطع التحمل خرجت مع اسرتي من منزلنا تاركين كل الأثاث لم نأخذ معنا الا الاشياء الضرورية، استأجرنا منزلاً نعيش فيه وهو شبه خالٍ من الأثاث، لم نستطع شراء شيء لأن الوضع الاقتصادي أصبح لدى العديد من الناس معروفاً، لم نكن نفكر في الخروج مطلقاً رغم اصوات الانفجارات المرعبة التي ننام عليها أغلب الليالي ولكن حين أصيب والدي بشظايا من إحدى القذائف لم نستطع التحمل لأننا قد نفقد أرواحنا أو أحد أفراد الاسرة خرجنا لا ندري متى سنعود.. نخشى على المنزل من السطو والنهب، ومع ذلك لن نعود حتى تنفرج الامور لأن الوضع لا يحتمل.

ضحايا أبرياء

۹ أما الاخت تيسير منصور فتقول: أُرهقت أعصابنا وتعطلت أعمالنا وتوقفت حياتنا .. ما يجري من ارهاب للسكان وخاصة الاطفال والنساء جرم لا يجب السكوت عليه..، جارتي أصيبت بجلطة من شدة القلق والرعب والآن غادروا منزلهم حتى يتمكنوا من معالجتها ولكي لا يصاب البقية منهم نفسياً وصحياً إذا لم تصل اليهم القذائف والرصاص.. نحن هنا في حي الحصبة ننتظر لا حول لنا ولا قوة لا ندري ما الذي سيحل بنا، فالقذائف تصل الى منازل ومناطق لا يتوقع سكانها ان تصل اليهم، الى متى سيستمر هذا الوضع وأين العقلاء في بلاد الحكمة .. لماذا لا ينادون بوقف هذه المأساة ولماذا لا يضبط الجناة والمخربون؟! اطفال ونساء وضحايا أبرياء يموتون دون ذنب اقترفوه ولا يعرفون من غريمهم.

الموت والحياة

۹ الى ذلك قالت الاخت أمرية فضل: لن نغادر منازلنا لأننا في بداية القصف على الحصبة خرجنا مجبرين من ضغط الوضع ولكنا أرهقنا مادياً ومعنوياً وحين يضيق الحال يتساوى الموت مع الحياة .. لن نغادر منازلنا ولنا الله في هذه المحنة التي أرهقت الجميع وضاق معها الحال، فالرعب والقصف من جهة ووقف الحال والاعمال من جهة أخرى، فكم من المحلات أُغلقت أبوابها وهي مصادر رزق أصحابها، أنا وعائلتي كان لدينا بقالة في منزلنا والآن لا يمكن فتحها في المكان الذي نحن فيه وإن فُتحت من سيشتري منها.. أصبحت الحارة والشوارع كالمهجورة وهذا الحال وأمثاله يُعاني منه العديد من السكان الذين ينتظرون الفرج والمخرج من هذه المحنة.

الأمن والاستقرار

۹ ونختتم حديثنا مع الاخت تهاني عباس والتي تقول في البداية كانت المحنة مقتصرة على حي الحصبة، أما اليوم فقد امتدت لتصل الى احياء ومناطق متعددة في العاصمة .. هذا الامر زاد من حدة الرعب والخوف لأن بعض الاهالي من سكان الحصبة كانوا يلجأون لبعض ذويهم في المناطق الاخرى حين يشتد الوضع تأزماً.. على علماء البلاد وحكمائها وعقلائها ان يعملوا على ايقاف هذا التأزم غير المعروف اهدافه واسبابه وعلى من يقومون بتصفية حساباتهم على حساب أمن وسلامة الابرياء الذين لا ذنب لهم ان يتقوا الله في وطنهم وفي أبنائه الذين لا ذنب لهم وأن يحافظ الجميع على الامن والاستقرار.







تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 12:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-23742.htm