الميثاق نت - حمل الشيخ شرف القليصي خطيب جمعة (وان عدتم عدنا ) اليوم بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء – حمل - حكومة الوفاق الوطني مسئولية إعادة الهدوء إلى مؤسسات ومرافق الدولة التي تطالها اليوم أعمال الفوضى والتخريب.<br />
وطالب خطيب جمعة "وإن عدتم عدنا" رئيس وأعضاء الحكومة بسرعة انجاز التدوير الوظيفي وتحقيق المطالب المشروعة وتحقيق مبدأ الثواب

الجمعة, 30-ديسمبر-2011
الميثاق نت- ماجد عبد الحميد -
حمل الشيخ شرف القليصي خطيب جمعة (وان عدتم عدنا ) اليوم بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء – حمل - حكومة الوفاق الوطني مسئولية إعادة الهدوء إلى مؤسسات ومرافق الدولة التي تطالها اليوم أعمال الفوضى والتخريب.
وطالب خطيب جمعة "وإن عدتم عدنا" رئيس وأعضاء الحكومة بسرعة انجاز التدوير الوظيفي وتحقيق المطالب المشروعة وتحقيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع.

كما طالب القليصي جميع الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية تحمل مسئولياتها التاريخية والوطنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في الوطن والابتعاد عن تصفيات الحسابات الشخصية التي يسعى إليها أصحاب النفوس الضعيفة.
وقال: لقد استبشرنا خيرا بالخروج من هذه الأزمة من خلال التوقيع على المبادرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية والدخول في تسوية سياسية وسارع العقلاء من المؤتمر الشعبي العام والقيادة السياسية إلى اصدار توجيهاتهم للتهدئة وايقاف المهرجانات الجماهيرية في عموم مناطق اليمن لكن أحزاب المشترك ضنت أنه خوف ، فمضت في خيار التصعيد في خطابها الإعلامي والعمل على تعطيل المؤسسات العامة وقامت بمسيرات من محافظات إلى أخرى وهذا إن دل فإنما يدل على رفض التهدئه والتنصل على المبادرة الخليجية من خلال تملك المسيرات وغيرها.

وتابع: تصرفات احزاب المشترك الأخيرة تؤكد عدم احترامها لوعودها وعدم احترامها لا لتزاماتها وكذا عدم احترامها للمبادرة ودول الخليج والمجتمع الدولي الذين رعوا هذه المبادرة.
مشيراً إلى أن تلك الأحزاب لم تتوقف عن المسيرات والاعتصامات وقال : لقد ظهرت بعض قيادات تلك الأحزاب لتعلن رفضها القاطع للمبادرة الخليجية وتوجه السباب والشتائم للدول التي رعتها وتبنتها على مرأى ومسمع الجميع حتى وصلت بهم إلى أنهم استهدفوا بعض السفراء بالسب والطرد.
واعتبر أن هذا خرق واضح للمبادرة الخليجية وخلق مشين لا يعبر عن اخلاقيات الشعب اليمني العظيم.
وأضاف: كان لا بد أن نعود إلى ساحة ميدان السبعين وإقامة الجمع من جديد لنرفع اليوم شعار و"إن عدتم عدنا" لكبح جماح كل من تسول له نفسه التنصل عن المبادرة الخليجية الرامية لإخراج، اليمن من أزمته الراهنة.
وقال: لا بد أن نرفع اليوم شعار و "إن عدتم عدنا" لنواجه به اليوم بكل بسالة وصبر وجلد كل المؤامرات والحركات الانقلابية التي تستهدف الوطن من خلال إجهاض المبادرة الخليجية.

مشيراً إلى أن كل الشرفاء من أبناء اليمن سوف يواجهون التحدي بالتحدي والحجة بالحجة والكلمة بالكلمة والشارع بالشارع طالما وأن المشترك لا يفقه إلا لغة الشوارع فسوف نتعامل معه اليوم بنفس الطريق التي يتعامل بها.

وخاطب القليصي قيادات المشترك قائلاً: ياهؤلاء إن ارتضيتم بمنهج الحوار والإخاء لتجاوز الأزمة والتزمتم بالمبادرة الخليجية دون مماطلة أو انتقائية فنحن معكم يداً واحدة للمضي قدماً في تحقيق ذلك حرصاً على مصلحة الوطن والمواطنين وإن كان غير ذلك فنحن لن نقف مكتوفي الأيدي فلكل فعل رد فعل يساويه القوة ويغايره بالاتجاه. وقال لهم: وإذا عدتم إلى نشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار ومحاولة اجتثاث الأخرين والانقلاب على مؤسسات الدولة ومحاولة اجتثاث الآخرين من الحياة السياسية فإننا نقول لكم "وإن عدتم عدنا".

مبيناً إن الشرفاء من أبناء الوطن سيكونون لكم بالمرصاد وسوف يتعاملون معكم المثل بالمثل والبادئ أظلم فالعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص ، بل سيتصدون لكل أعمالكم الفوضوية في كل شارع وسوف يواجهونكم بالمكاتب والشوارع وفي كل مكان تحاولون فيه إثارة الفوضى والتخريب، فالشعب اليمني وأبناءه الاوفياء هم الصخرة التي تتحطم على ساحاتها كل قوى الشر فلا تختبرون صبر هذا الشعب.
وحذر خطيب جمعة "إن عدتم عدنا" قيادات المشترك من التفكير في التطاول على المؤسسات العسكرية والعمل على زعزعتها من خلال نشر الإشاعات والأكاذيب، وقال: إن ذلك رهان خاسر فلا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. وخاب وخسر كل من أنهزم واندحر كل من يعادي الأسود.
لافتاً إلى أن المؤسسات العسكرية ستظل الدرع الحصين لأمن واستقرار الوطن وستظل كما هي المؤسسة الوفية والصامدة التي تؤدي عملها وواجبها الوطني بكل تفانٍ وإخلاص.

وطرح الخطيب عدة أسئلة حول من الذي يريد اليوم الانقلاب على المبادرة الخليجية ومن يمول الاحتجاجات الغير مشروعة ومن يرفض اليوم توجيهات اللجنة العسكرية في إزالة المتارس وإعاقة مهام اللجنة ومن يريد تحويل حكومة الوفاق الوطني إلى حكومة اقصاء وتهميش وتصفية حسابات وتعسف ضد الموظفين والإعلاميين اتهموا بأنهم وقفوا مع المواطنين في محنتهم وفضحوا كل المؤامرات والدسائس التي كانت تحاك ضده.
وتابع لقد وجه إعلام المشترك كل السباب والشتائم والتحريض والعمل على تدمير كل ماهو ايجابي في هذا الوطن ولم يحاسبهم أحد. محذراً من أي تصرفات تطال كوادر الدولة والمؤتمر الشعبي العام في كل الوزارات والمرافق الحكومية بسبب مواقفهم الوطنية.
محملاً رئيس حكومة الوفاق الوطني وكل الوزراء المسئولية الكاملة كون ذلك سيجر البلاد إلى مربع الفوضى والعنف والتفكك كما سؤدي إلى المعامله بالمثل. واعتبر أن مثل هذه التصرفات لا تخدم الوطن والمواطن، فلا تجعلونا نضطر إلى ردود الافعال المعاكسه لان النتائج ستكون كارثية على الجميع.

وخاطب خطيب جمعة "وإن عدتم عدنا" من وصفه بالشانئ الابتر: إن من طالت لحيته خف عقله .. ياهذا أنك تطالب بمحاسبة الشعب فأين ستحاكم ومتى ستحاكم وانتم الاولى بالمحاكمة .. يامن أثرتم الفتن وحرضتم على ذلك ودفعتم بالشباب إلى مجازر ومعارك لا ناقة لهم بها ولا جمل ..ولا تدغدغوا عواطف السلفيين أهل السنة والجماعة فإنهم أدرى الناس بكم وأعلم الناس بمواقفكم ونواياكم ويفهموا مغزى خطاباتكم الرنانة وإن ما يحدث اليوم في دماج تستنكره القلوب الشريفة ونستنكره ونرفضه جميعاً ولا تقره شريعة ودين .. وما يحدث في دماج نثق بالعقلاء وأصحاب الحكمة من الطرفين بأنهم سوف يتجاوزوا الوضع وتحقن الدماء وتعود المياه إلى مجاريها بإذن الله سواء من أنصار السنة والجماعة الذين من حقهم أن يأمنوا على أموالهم ودمائهم وأبناءهم وينشروا فكرهم أو من أنصار المذهب الزيدي فلقد عاش المذهبان على تعايش وتغلب العقلاء على كل دعاة الفتنة وتجار الحروب الذين يسعون لإشعال الفتنة، ونقول أيضاً للشانئ الأبتر الذي تكلم عن الهاشميين وعن الزيديين وعن محارمهم وشريفاتهم الشريفات العفيفات الطاهرات المؤمنات إن الهاشميين والزيديين سيكونون شوكة في حلقك وحلق دعاة الفتنة وأسياداً لك وأن ما قلت فيهم وأعراضهم وأنسابهم ونسائهم ما يضر السحاب من نباح الكلام، فهم أحفاد وأبناء وأشرف وأطهر من أرسله الله ونبراس الهدى ومشاعل العين ودعاة المحبة والإخوة .. لن يترفعوا على أحد بنسبهم ولا بشرفهم ولا بدعوتهم ولا بأصلهم،، واضاف الخطيب القليصى: إن الهاشميين عاشوا ومازالوا في عهد الرئيس علي عبدالله صالح معززين مكرمين تقلدوا أعلى المناصب الإدارية والعسكرية والقيادية في الدولة ويشهد لهم بذلك العدو قبل الصديق حماة للدين وللوطن وللثورة والوحدة والأمن والاستقرار فما مسهم الضر والاساءه والبذاءه كما خرجت اليوم من الستنكم وأفواهكم وما طعن أحد في شرفهم ونسبهم ولا أعراضهم كما فعلتم أنتم.. هذا وأنتم لم تتسلموا مقاليد الحكم بعد فكيف لو استلمتم ذلك وأنتم تخرجون اليوم مافي قلوبكم من حقد دفين على الهاشميين والزيديين وتبغون الفتنة في أوساط اليمن. ألا شاهت وجوهكم وخرت نواياكم وأعمالكم البغيضة "قد بدت البغضاء من أفواهكم وما تخفي صدوركم أكبر، في قلوبهم مرضاً فزادهم الله مرضا".
وواصل الشيخ القليصي : ونقول لخطيب ساحاتهم من هدد وانذر حكومة الوفاق بأنه سيرميهم بمزبلة التاريخ فليسمع رئيس الحكومة اليوم ماهو مصيرهم عند ساحة الستين وماهي مكانتهم وهي مزبلة التاريخ بحسب خطيب جمعة الستين الماضية ونقول لهم أن مزبلة التاريخ لن يرمى فيها إلا كل إرهابي متطرف إلا كل من يحلم بإعادة الشعب إلى مربع الفتنة والاقتتال والتناحر من جديد وكل من يحاول أن يتنصل عن المبادرة وآليتها التنفيذية ويلتف عليها وينقلب عليها ويحرض عليها ولا يرمى فيها إلا كل من ينقض العهد والميثاق ولا يفي بعهد ولا بوعود ويخرج عن الاجماع الوطني ، وكل من خرج عن الصف وفارق الجماعة وسعى بين المسلمين بالوقيعه ،
واضاف: ان حكومة الوفاق الوطني حكومة تاريخية جاءت في ظرف تاريخي مفصلي وهام في ظل أحداث جسام وكوارث عظام وهي حكومة نقول عليها اليوم أن تتحمل مسئوليتها التاريخية في إخراج البلاد إلى بر الأمان وإعادة الأمن والاستقرار وتوفير حياة كريمة للمواطنين لذلك فنجاحها سيسجل لها في أنصع صفحات التاريخ وفشلها سوف يتحمله وتتحمله مسئوليته القوى المتطرفة في الأحزاب المشاركة فيها.. ولذلك فنحن نقول لا ترهبكم التهديدات ولا تخافوا من شيء ياحكومة الوفاق الوطني لا تكونوا متقمصين ومتقوقعين لشخصيات أحزابكم ومن أوصلكم لتلك الكراسي بل أنكم اليوم تمثلون الشعب اليمني ، باكمله أنتم حكومة للجمهورية اليمنية ولستم لطائفه أو لحزب ولا لاشخاص ، ولن نكون حجر عثرة ، بل سنكون لكم عونا وسنداً وسنقف معكم صفاً واحداً لانجاح أعمالكم في خدمة الوطن أرضاً وإنسانا بل سنقف داعمين ومساندين للجنة العسكرية وفي مهامها وأعمالها.

وقال خطيب جمعة وان عدتم عدنا : يا شباب اليمن يا شباب الإيمان والحكمة يا جيل الثاني والعشرين من مايو يا أحفاد أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا قرة العيون، يا مهج الأرواح يا فلذات الأكباد يا شريان الحياة، يا قلب اليمن النابض بالمحبة والأخوة والتسامح والتآلف والتراحم والتعاون، المترفع عن الأحقاد والعداوات والبغضاء..
أيها الجيل المتسلح بالعلم والنور والهداية حكموا عقولكم واحذروا مرضى القلوب وتجار الحروب ومروجي الفتن.. انتبهوا يا شباب اليمن، استيقظوا يا شباب اليمن انظروا إلى المسيرات التي يسيرونها ويدعمونها، منها ما استقدم من تعز إلى العاصمة ظاهرها فيه الرحمة سميت مسيرة "الحياة"، وباطنها من قبل العذاب فكانت مسيرة "الموت" والقتل والمواجهة.. ماذا كان الهدف منها؟ بعد أن دخل الناس في التهدئة السياسية ووقعوا على المبادرة وآليتها!! ألم يكن الهدف منها المزيد من المتاجرة بالدماء والأشلاء من أجل الضغط لإسقاط بعض المسئولين الأمنيين في الدولة وإفشال حكومة الوفاق والتنصل من المبادرة وآليتها.. إنهم يستخدمون دماؤكم يا شباب اليمن، إنهم يستخدمون دماؤكم شهداؤكم وأشلائكم من أجل الوصول إلى تحقيق مطالب شخصية لأنهم لا يؤمنون بالطرق السلمية والقانونية، والحوار، وطرق الديمقراطية المشروعة للوصول إلى السلطة والتغيير.
ألم تكن المسيرة مجرد غطاء إعلامي لانسحاب المليشيات المسلحة التي كانت تريد إسقاط تعز فعاثت في الأرض فسادا ونهبت وسلبت وقتلت وأحرقت.. فكانت المسيرة عبارة عن تغطية لانسحاب مليشياتهم إلى أمانة العاصمة وعودتها من جديد.. ألم تكن المسيرة مجرد غطاء إعلامي للفت الأنظار وإشغال الأجهزة الأمنية بالمسيرة من أجل القيام بتوزيع الأسلحة على عدد من عناصرهم في جنوب العاصمة، لإسقاط جنوب العاصمة لتكون بأيدي مليشياتهم كما هو الحال في شمال العاصمة.. وما حدث بالأمس في جولة 45، وفي شارع تعز خير دليل وشاهد على ذلك. ولذلك طالبوا في قنواتهم الإعلامية في تحرير ما أسموه "جنوب العاصمة" من قبضة النظام.
ألم تسألوا أنفسكم يا شباب: أليس هذا الأسلوب هو نفس الأسلوب في مجزرة "جمعة الكرامة"، وجولة "كنتاكي"، و"بنك الدم"، و"الزبيري"، و"الستين".. هو نفس المخطط، فقط هذه المرة الزحف من مدينة إلى أخرى ومن محافظة إلى أخرى، ومن تعز إلى العاصمة صنعاء.
إنهم أرادوا بهذه المسيرة نقل المعركة إلى جنوب العاصمة وتفجير الأوضاع.. اللهم إنا نبرأ إليك من كل قطرة دمٍ سفكت، نبرأ إليك ممن حرض ودعم وشجع وشارك في مجزرة ضد شبابنا وأبناء شعبنا.. اللهم إن حاكمناهم إليك فاكفنا شرهم بما شئت وكيف شئت يا رب العالمين.
ثم اعلموا معاشر الإسلام أنه لما خيب الله آمال المرجفين في الأرض وأفشل خططهم ومآمرتهم وكشفت أوراقهم وكفى الله المؤمنين القتال وانقلب الفاسدون والإرهابيون، ففشلت مسيرة "الموت" التي خططوا لها في تنفيذ أهدافها المرجوة، في فتح بؤرة قتال جديد في جنوب العاصمة والسيطرة عليها والزحف إلى دار الرئاسة.. فلما فشلوا في ذلك لجئوا إلى التصعيد في إعلامهم، والإرهاب الفكري والتهديد، والمطالبة بتحرير جنوب العاصمة وإقالة بعض القيادات الأمنية والعسكرية.. ففشلوا في ذلك أيضاً، ثم صعدوا مرةً ثالثة ونجوا أخيراً إلى محاولة إسقاط مختلف مؤسسات ومرافق الدولة الحكومية ومحاولة الإطاحة بقيادة تلك المكاتب والمؤسسات والدوائر الحكومية تحت شعارات محاربة الفساد والمطالبة بالحقوق الوظيفية وغيرها من الأقاويل..
(إن عدتم عدنا) ونقول لكل من يحاول الانقلاب على عقبيه ويحدث نفسه بنقض العهود والمواثيق والانقلاب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. إننا اليوم نقول له إن الله عز وجل قد توعد أولئك الذين ينقضون العهد والميثاق باللعنة والطرد من رحمته وجعل قلوبهم قاسية، لأنهم يحرفون الكلمة عن مواضعها، لأنهم يأولون تأويلات بحسب أفاههم، وبحسب مصالحهم، وبحسب إرادتهم، ولأنهم تركوا كتاب الله وسنة رسوله ونسوا حظا مما نزل في ذلك..

أيها المؤمنون.. نعم طرد الله كل من ينقض في العهد لأنه عميل لأجنبي، عميل لكل خائن وماكر..
اسمعوا.. اسمعوا أيها الإعلاميون في قنوات الفتنة والتحريض اسمع يا "ثمن"، اسمع يا من تقيم برامجك المعكوسة، وتقوم بعملية اللصق والقطع، والقص واللصق لكلمات وخطابات ومواقف لرموز الدولة ولشرفاء الوطن.. اسمعوا يا عاكسي القيم والمبادئ والموازين.. اسمعوا يا محرفي الكلمة عن مواضعه، يا أصحاب برامج عكس القيم وتحريف الحقائق وبرامج منبر الفتنة ومشعل الحروب، يا من جعل الله وجهوكم وقفا أجسادكم سواء، ومن لم يستحِ فليصنع ما يشاء. اسمع ماذا يقول الله عز وجل (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً)، لذلك لم يعودوا يتأثروا بمشاهد الدماء ولا المجازر ويدفعون بالشباب إلى المحرقة تلو الأخرى (وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) فترى الذين في قلوبهم مرض، ضعاف النفوس، الخائفين على مناصبهم أو على وظائفهم، أو ممن يغروا بالأموال المدنسة المجلوبة من قطر الشيطانة..
نعم (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ).. نعم (وإن عدتم عدنا).

أيها المؤمنون.. يا عباد الله نحن قومٌ لا نوقع باليمين ونثير الفوضى بالشمال، نحن قومٌ إذا وقعنا نحترم كلمتنا، نحترم توقيعنا، لا نسعى إلى إعادة الشعب إلى مربع الفتنة والاقتتال من جديد. ونقول لأولئك الواهمين الذين يتمترسون ويقفون اليوم خلف تأجيج الشارع بالمظاهرات والمسيرات من جديد لا تحلموا يا هؤلاء، ولا تراهنوا على أنكم ستأخذون النصف الآخر للحكومة والسلطة بالإضرابات والمظاهرات والاعتصامات والشغب والانقلاب، بعد إن أخذتم النصف الأول بالتوافق بحسب المبادرة الخليجية.. فهناك نظام وقانون ينظم عملية الوصول إلى الحكم. وإن تعطيل عمل الناس وتفريغ المؤسسات والوزارات العامة من محتواها ووظيفتها ومحاولة الزحف عليها أو إيقاف أعمالها رهان خاسر.. فقد اتضحت وانكشفت أوراقكم للعيان وألاعيبكم وحيلكم أصبحت واضحةً أمام الشعب اليمني. ويكفي الشعب ما وصل إليه من تردِ الوضع المعيشي والاقتصادي والبطالة وتعطيل مصالح الناس والتضييق عليهم في حياتهم ومعاشهم. ولن يسكت الشعب على ذلك طويلا (وإن عدتم عدنا).
أيها المؤمنون.. إن ما يقوم به البعض اليوم من تظاهرات وتسيير مسيرات واعتصامات وتوقيف أعمال مؤسسات الدولة بحجج المطالبة بتحسين الأوضاع أو تلبية بعض المطالب الحقوقية لبعض الموظفين أو محاسبة من أخلوا بواجبهم الوظيفي أو يتهمون بالفساد كما يزعمون.. إن هذا الأسلوب التعطيلي، التهميشي، التدميري، التوقيفي لعمل أجهزة الدولة المختلفة ليس أسلوباً حضاريا ولا قانونيا ولا أخلاقيا.. فالحقوق والمطالب وتصحيح الأوضاع ليس بالطريقة الفوضوية، فهذه هي (الفوضى الخلاقة) لإسقاط مؤسسات الدولة المختلفة وعرقلة سير العمل فيها.. وهذا لا يخدم الوطن وليس في مصلحة أحد.
إن الأسلوب الأمثل لتصحيح الأوضاع أو الحصول على الحقوق أو محاسبة المقصرين هو عبر النظام والقانون، هو عبر مؤسسات الدولة القانونية والرقابية والمحاسبية.. يا هؤلاء هناك قانون، هناك نظام، هناك قانون إداري وجزائي ومدني في البلاد، هناك نيابات عامة، ونيابة أموال ونيابة إدارة، هناك محاكم وقضاء يلجأ الناس إليه، هناك جهاز مركزي للرقابة والمحاسبة، هناك هيئة عليا لمكافحة الفساد، هناك رئاسة وزراء، ومجلس نواب، ورئاسة الجمهورية، هناك نظام وقانون في البلاد ما زال قائماً وثابتاً منذ أحد عشر شهرا يتزلزل ولم يسقط، وخاب رهان المراهنين. ليس الأمر بهذا الارتجال والتصرفات الفردية التي يحركها بعض أمراض النفوس ممن لا يريدون استقرار البلد والالتزام بالمبادرة الخليجية.
ونحن نقول هنا للشباب وللموظفين، ولكل من كان لديه مطالب حقوقية: لا تنساقوا وراء الفوضى، لا تنساقوا وراء من يدفعونكم اليوم بطريق مباشر أو غير مباشر للإضرابات بالمؤسسات فذلك ليس في مصلحة أحد وليس في مصلحتكم بالدرجة الأولى، ولن تنالوا ما تريدون بهذه الطريقة. ونقول لمن يقف خلفهم ويؤجج اتقوا الله يكفي عبث بمؤسسات الوطن، يكفي عبث بالأمن والاستقرار، يكفي استخفاف بعقول الشباب وعواطفهم، يكفي استغلال لمطالب الشباب وتسخيرها لمصالحكم الشخصية والحزبية، عيب عليكم الاستهزاء بالشباب عندما تتفقون على اقتسام الكعكة وثروات الوطن تهدئون الشباب وتقنعونهم بحكومة الوفاق والالتزام بالمبادرة وآليتها التنفيذية، وعندما تختلفون مع الفرقاء السياسيون والحزب الحاكم تستخدمون ورقة الشباب للضغط والتظاهر والمسيرات والاعتصامات والتهديد بإسقاط مؤسسات الدولة وكلهم من شبابكم ومن تنظيمكم ومن أفراد حزبكم.. فهل جعلتم الشباب لديكم أضحوكة ولعبة بين أيديكم تستخدمونهم ككروت وقت الحاجة ثم ترمى الكروت الحارقة خارج حلبة الصراع السياسي وأنتم تستأثرون بالمواقع السياسية والنصيب الأوفر وثروات الوطن، والشباب لا ينال إلا التهميش والإقصاء والاستبعاد.
إنني أحذركم أيها المتلاعبون بالشباب من صحوة الشباب فهي قريبة ويعرفون اليوم من يتلاعب بمطالبهم وحقوقهم، ويعرفون اليوم من يتاجر بقضيتهم ومن يتاجر بدمائهم وأشلائهم وجماجمهم ويستخدمونها سلماً للوصول إلى أغراضهم..
ونقول لإعلام الفتنة والضجيج الإعلامي والمواقع الإعلامية: كفوا عنا جشاؤكم يا هؤلاء، يكفي إثارة للنعرات الطائفية والمناطقية والمذهبية والحزبية، يكفي إثارة للفوضى، يكفي تشجيع على العنف والشغب، يكفي دغدغة لعواطف الناس، يكفي بث للكراهية والتحامل على الأبرياء، يكفي حقداً على هذا الشعب المسلم البطل، يكفي كراهية للوطن وخيراته وأمنه واستقراره، واتقوا الله في ذلك، ولا تضنوا أنكم الوحيدون في الساحة، فكما أنكم تملكون قنوات فضائية فنحن لدينا قنوات فضائية وكوادر إعلامية متخصصة وإن كان لكم مواقع إخبارية فلدينا مواقع إخبارية وكفاءات إعلامية، وإن كان لديكم صحف، فلدينا صحف. وإن كان لديكم منابر، فلدينا منابر. لكن الفارق بيننا وبينكم أننا نسخرها لقول كلمة الحق، والدعوة إلى الخير ولم الشمل والإصلاح بين الناس والدعوة إلى السلام وبناء الأوطان وترسيخ الأمن والاستقرار، وبث روح الأخوة والمحبة والتسامح والتصافح بين الناس.. نحن قومٌ نحترم مواثيقنا وعهودنا واتفاقياتنا ومبادئنا.. نحن قومٌ نحترم توقيعاتنا ولا ننقض عهودنا ونحترم كلمتنا.. (وإن عدتم عدنا).
أما أنتم فماذا عملتم منذ توقيع المبادرة.. ماذا عملتم، ماذا قدمتم في إعلامكم وفضائياتكم وصحفكم ومواقعكم ومنابركم وخطب جمعكم.. نعم وأترك الجواب لشرفاء الوطن ليجيبوا على ذلك.. أترك الجواب لأشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي ليجيبوا على ذلك، وليجيبوا على سؤال من الذي يسعى اليوم لإفشال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ويلتف عليها ويتنصل منها.. أترك الجواب لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة؛ فمن الذي يحرك المظاهرات والمسيرات اليوم للانقلاب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. من الذي يحرض ويعين ويدفع ويمول تلكم المسيرات في الوقت الراهن؟ وما هي أهدافكم المشبوهة من وراء تسيير مثل هذه المظاهرات بعد أن دخل الناس في تنفيذ المبادرة الخليجية؟ هل أصبحت العاصمة صنعاء مباحةً لكم للنهب والسلب والتخريب؟ هل أصبحت العاصمة اليوم مستباحة كما كانت في أول الثورة؟ هل يريدون حرباً طاحنة في العاصمة صنعاء؟.. أترك الجواب لكم يا دول العالم اليوم، أترك الجواب لكم أيها الأشقاء والأصدقاء. وأتساءل من الذي يرفض توجيهات اللجنة العسكرية والأمنية ويقف عائقاً أمام تنفيذ مهامها؟ من الذي يرفض اليوم إزالة المتارس والمواقع العسكرية والخنادق والمظاهر المسلحة والمجاميع المسلحة من العاصمة؟ من الذي يحاول اليوم تحويل حكومة الوفاق الوطني من حكومة وفاق إلى حكومة إقصاء وتصفية حسابات حزبية أو شخصية ضيقة؟ من الذي يقوم اليوم بعزل وتغيير وإقصاء الموظفين من مواقع أعمالهم الإدارية داخل الدولة، وخاصةً في وزارة الإعلام؟ هل هذه حكومة الاتفاق والوفاق الوطني يا وزير الإعلام؟ هل هذا ما نصت عليه المبادرة الخليجية يا رئيس الوزراء؟ هل تفصلون الإعلاميين والإعلاميين وتوقفونهم عن أعمالهم بسبب خلافات شخصية سابقة، أو بسبب مواقف وآراء شخصية، أو بسبب إنهم استضافوا يوماً في قنواتهم من تطاول على شخصكم أو سبكم كما تزعمون؟ فإذا كان الأمر كذلك فقد سبيتم وشتمتم وتطاولتم على رمز الوطن وقامته وهامته الثابتة شخص رئيس الجمهورية، وسبيتم كل مخالفٍ لكم في الرأي وتوجه حزبي وقلتم كل أنواع الشتائم والسباب والقذف في جعبكم وقواميس أخلاقكم وقنواتكم الفضائية.. فما تعرض لكم أحد، ما تعرض لكم أحد بأذى بسبب ذلك، ما قطعت وظائفكم وما فصلتم منها، ولا قطعت مرتباتكم ، ولا قطعت ألسنتكم، ولا سجنتم، ولا سلحتم، ولا اعتقلتم ولا عذبتم.. فهل ضاقت صدوركم اليوم بالرأي الآخر وبمثل هؤلاء الإعلاميين الأحرار؟.. هل هذه حكومة التسامح والأخوة والوفاق الوطني؟
وإني أحذر من هنا (وإن عدتم عدنا)، أحذر من هنا وبشدة من أي تصرفات أو قرارات تعسفية إقصائية أو تهميشية تطال كوادرنا في كافة وزارات ومؤسسات ومرافق الدولة الحكومية بسبب مواقفهم وآرائهم..
وأني أحمل رئيس الوزراء شخصياً وأعضاء حكومته مسئولية نتائج مثل هذه القرارات، لأن ذلك سيجر البلاد والعباد إلى مربع التقاسم والانقسام من جديد، وسيؤدي إلى تحويل حكومة الوفاق من حكومة وفاق إلى حكومة إقصاء ونزاع وتفكك وانشقاق، وسيؤدي إلى المعاملة بالمثل، وتكريس ثقافة الكراهية وإعادة المشكلة إلى مربع الفتنة من جديد ولكن بصورة أكثر شراسة من ذي قبل. فليحذر الجميع من الوقوع في مثل هذه التصرفات التي لا تخدم الوطن وأمنه واستقراره، ولا تؤشر ببوادر الخير والانفراج. وأرجو ألا يفهم من خطابي هذا أي إساءة أو تهديد لشخص بعينه، أو الدفاع عن أحد بشخصه، فليس كلما يعلم يقال، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، ولكن يكاد المسيء أن يقول خذوني. وإنني لا ولم ولن أدافع عن أي فاسدٍ في يومٍ من الأيام فكل أمرءٍ بما كسب رهين، ألا فليذهب الفاسدون من كانوا وحيث ما كانوا إلى الجحيم، ألا فليذهب الفاسدون إلى الجحيم، وليذهب تجار الحروب وقتلة الأنفس إلى الجحيم، وليذهب الفاسدون ونهابي الأراضي وتجار السوق السوداء وتجار السلاح إلى الجحيم، وليذهب المتاجرون بدماء الأبرياء وأشلاء الضحايا إلى الجحيم. وليحيى يمننا ووطننا بأبنائه الشرفاء والأوفياء عزيزاً شامخاً آمناً قوياً مستقراً موحدا.. (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ).. (وإن عدتم عدنا).
ونهيب بحكومة الوفاق سرعة إنجاز قانون التدوير الوظيفي ليطبق على كافة الموظفين في كل مؤسسات ودوائر الدولة الحكومية ويتيح الفرصة للكفاءات والخبرات والقدرات الإدارية الكفوءة والنزيهية وتدوير الوظيفة العامة في إطار التوافق السياسي المنصوص عليه في المبادرة الخليجية.
كما نهيب بالحكومة سرعة العمل على تحقيق المطالب المشروعة لبعض موظفي الدولة في مختلف المرافق الحكومية، وانصاف الناس في مظالمهم وحقوقهم ورفع المظالم عنهم، وتحسين مستواهم الوظيفي والإداري بالطرق القانونية والمشروعة بدون ضررٍ ولا ضرار وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع.

ونحمل الحكومة ووزارة الداخلية إعادة الهدوء والاستقرار في جميع المؤسسات المختلفة والمرافق العامة للدولة التي تطالها اليوم أعمال الفوضى والتعطيل وعرقلة سير عملها، وحماية تلكم المرافق الحكومية من أية أعمال تخريبية قد تطالها بحزمٍ وصرامةٍ على الجميع، فالكل متساوٍ أمام القانون.
ورسالة أخيرة إلى كل الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وجميع الأحزاب السياسية في الساحة (وإن عدتم عدنا)، ونهيب بهم تحمل مسئولياتهم التاريخية والوطنية في الحفاظ على سفينة الوطن من الغرق في أمواج الفوضى والعنف والانتقاء السياسي والتصفيات الحزبية المقيتة، أو الشخصية الضيقة التي يسعى إلى تحقيقها بعض أمراض النفوس وأصحاب المطامع الشخصية لزعزعة أمن اليمن واستقراره، وتفكيك نسيجه الاجتماعي المتماسك، وبث الفرقة والخلاف والفتنة بين أبنائه.. لا بلغهم الله مناهم (وإن عدتم عدنا).
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-24510.htm