السبت, 24-مارس-2007
الميثاق نت - لا ينبغي أن تمر الذكرى الرابعة للغزو الأمريكي البريطاني للعراق من دون إشارة إلى ما اقترفه المحتلون في حق هذا البلد العربي بخاصة وفي حق الوطن العربي بعامة. فلم يكن احتلال العراق بما رافقه من تقتيل وتخريب ونهب سوى تهديد ومقدمة لفرض الوصاية على بقية الأقطار وفي مقدمتها تلك التي ساعدت الاحتلال وأمدته بكثير من التسهيلات مكنته من قصف عاصمة الرشيد وحتى بعد سقوط بغداد ودخول الغزاة إليها لكي يعملوا على إحياء ما كان يصنعه البرابرة والمغول حين يدخلون إلى مدينة من مدن العالم القديم من تدمير وإحراق وتقتيل د. عبدالعزيز المقالح -
لا ينبغي أن تمر الذكرى الرابعة للغزو الأمريكي البريطاني للعراق من دون إشارة إلى ما اقترفه المحتلون في حق هذا البلد العربي بخاصة وفي حق الوطن العربي بعامة. فلم يكن احتلال العراق بما رافقه من تقتيل وتخريب ونهب سوى تهديد ومقدمة لفرض الوصاية على بقية الأقطار وفي مقدمتها تلك التي ساعدت الاحتلال وأمدته بكثير من التسهيلات مكنته من قصف عاصمة الرشيد وحتى بعد سقوط بغداد ودخول الغزاة إليها لكي يعملوا على إحياء ما كان يصنعه البرابرة والمغول حين يدخلون إلى مدينة من مدن العالم القديم من تدمير وإحراق وتقتيل... إلخ.

أربعة أعوام مرت على العراق وهو في قبضة الاحتلال وكأنها كابوس متواصل الحلقات يبعث الرعب في النفوس ويبدد كل حلم بمستقبل يليق بالإنسان الذي دخل منذ سنوات قليلة إلى القرن الحادي والعشرين تحدوه آمال عريضة بمستقبل تتحول معه الأرض إلى جنة تكون مقدمة لجنة الآخرة.

لكن ما حدث في بداية قرن الأحلام والآمال العريضة بدد كل تصور جميل ووضع البشرية كلها في حالة من الرعب المخيف على المستقبل القريب والبعيد وأثبت بوضوح تام أن الاحتكام إلى الحروب واستخدام القوة في حل المنازعات السياسية والاقتصادية هو الكارثة بعينها.

وإذا كان الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق قد لقي وفي أسرع وقت ما يستحقه من مقاومة تكبد ولا يزال يتكبد معها خسائر لم تكن متوقعة فإن ذلك لا يعني أن هذا الاحتلال قد استوعب الدرس وبدأ التفكير في اختيار طريق آخر للتعامل مع شعوب الأرض، والدليل على أنه لم يستوعب الدرس ولم يستفد من تجربة المستنقع العراقي أنه لا يزال يهدد ويتوعد بالانتقام من بعض الشعوب المجاورة للعراق انطلاقاً من مفهوم “وداوني بالتي كانت هي الداء” وبعبارة غير شعرية اعتقاداً منه بأن ما لم يتحقق من غزو العراق سوف يتحقق من غزو أقطار أخرى هي بالنسبة له “محور الشر”!

إن الخوف كل الخوف على العالم من القوة العمياء، تلك التي يقودها رجال مصابون بالعمى السياسي والفكري والنفسي. والذين يتوهمون أو بالأحرى يعتقدون أن معالجة أخطائهم الفادحة لا تتم إلا بمزيد من الأخطاء القادمة، وغرورهم بالإضافة إلى ثقتهم المطلقة بالقوة تجعل منهم الخطر الأول والأهم على العالم، يستوي في ذلك من يضعونه في قائمة “محور الشر” أو في قائمة “محور الخير” ليس لأنهم متقلبون ولا يطمئنون إلى أحد فحسب وإنما لأن غرورهم الزائد يصور لهم أنهم ليسوا بحاجة إلى من يقف إلى جوارهم ما داموا يمتلكون كل هذا القدر من فائض القوة العمياء.

نقلاً عن الخليج الاماراتية
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 02:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2541.htm