الخميس, 29-مارس-2007
الميثاق نت - جمــال‮ ‬عبد‮ ‬الحميــد‮ جمــال‮ ‬عبد‮ ‬الحميــد‮ -
‬لن‮ ‬نتحدث‮ ‬عن‮ ‬الإدارة‮ ‬الحديثة‮ ‬كما‮ ‬تعلمناها،‮ ‬بل‮ ‬وكما‮ ‬تعلموها‮ ‬مثلنا‮ ‬وقبلنا‮ ‬من‮ ‬بطون‮ ‬الكتب‮ ‬وفي‮ ‬قاعات‮ ‬المحاضرات‮ ‬في‮ ‬الجامعات‮.‬
ولن نعيد الذاكرة لمفهوم الادارة الحديثة لهؤلاء الذين »يتربعون« اليوم على كراسي السلطة في الوزارات والشركات والمؤسسات وفي كل أجهزة الدولة المختلفة وعلى مدى عقود طويلة، حتى صار هذا »التربع« عند هؤلاء حقاً مكتسباً غير قابل للتنازل عنه إلاّ للورثة الشرعيين من ذريتهم‮ ‬وأقاربهم‮.‬
وتلك‮ ‬لعمري‮.. ‬بلية‮ ‬بلانا‮ ‬الله‮ ‬بهؤلاء‮ ‬وزاد‮ ‬أن‮ ‬جعلهم‮ ‬سيوفاً‮ ‬مسلطة‮ ‬على‮ ‬رقابنا‮ ‬لعقود‮ ‬مضت‮ ‬وأخرى‮ ‬مازالت‮ ‬قادمة‮.‬
تلك هي الحقيقة.. وهي من الحقائق الغريبة والعجيبة.. وأغرب ما فيها أنها صارت تترسخ في أذهان هؤلاء كمعتقد بل وعقيدة وهنا تكمن الخطورة.. وتلك والله جل الحكاية وأصلها.. مقاعد وثيرة وفرص مغرية ومثيرة.. وليلة قدر حاصلة ومتحصلة.. والشاطر فيها من يستغلها ويستحوذ ويسيطر‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬شاردة‮ ‬وواردة‮ ‬من‮ ‬الأصول‮ ‬السائلة‮ ‬والثابتة‮ ‬وبكل‮ ‬جرأة‮ ‬و‮»‬عيفطة‮« ‬وبعين‮ ‬حمراء‮ ‬غاضبة‮.‬
نعم.. تلك هي أصل الحكاية.. فالإدارة الحديثة عند »حمران العيون« لا تعدو أن تكون مجرد »شطارة« ومضخاً مغرياً وطمعاً وجشعاً تجاوز كل حدود وتخطى وسحق كل مفهوم للإدارة هم قرأوه وحفظوه ونالوا الشهادات العلمية العالية من أرقى وأشهر الجامعات الأمريكية والأوروبية التي‮ ‬فيها‮ ‬درسوا‮ ‬وتخرجوا‮.. ‬فكل‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬نظرهم‮ ‬فلسفة‮ ‬وتنظير‮ ‬وكلام‮ ‬كتب‮ ‬وكتاب‮ ‬لا‮ ‬يؤكل‮ ‬عيشاً‮ ‬ولا‮ ‬يسمن‮ ‬ولا‮ ‬يغني‮ ‬من‮ ‬جشع‮ ‬وطمع‮ ‬وجوع‮ ‬هؤلاء‮ ‬الفاسدين‮.‬
- مفارقة غريبة لحكايةٍ مشاهدها عجيبة والتاريخ شاهد اثبات على البعض من أولئك الذين بعثوا وعلى حساب الوطن درسوا لينالوا أعلى الدرجات والمؤهلات في مختلف التخصصات العلمية ليعودوا الى أرض الوطن وليقدموا خلاصة ما اكتسبوه من المعارف والعلوم المختلفة لخدمة هذا الوطن والارتقاء به الى آفاق رحبة.. وهذا ما كان يأمله الوطن وعلى قاعدة الولاء والطاعة المطلقة له كل ما كان يرجوه من كل عائد.. هكذا يفترض.. بل هكذا ما يجب أن يكون.. ومع ذلك وبكل أسف عادوا ويا ليتهم ما عادوا.. فلم يجنِ الوطن من عودة البعض منهم إلاّ الويل والثبور‮ ‬وعواقب‮ ‬الأمور‮.‬
‮- ‬عادوا‮ ‬قياصرة‮ ‬وأباطرة‮ ‬ليمارسوا‮ ‬أفعالاً‮ ‬مدمرة‮.. ‬وليدوسوا‮ ‬بأقدامهم‮ ‬القذرة‮ ‬كل‮ ‬القواعد‮ ‬والقوانين‮ ‬السائدة‮.. ‬وبدون‮ ‬أي‮ ‬اعتبار‮ ‬للعواقب‮ ‬والنتائج‮ ‬ومن‮ ‬أي‮ ‬حساب‮ ‬عاجل‮ ‬أو‮ ‬آجل‮.‬
وغير‮ ‬عابئين‮ ‬بسلطة‮ ‬الدولة‮ ‬وقوانينها‮ ‬الماثلة‮ ‬بل‮ ‬وبكل‮ ‬مواثيق‮ ‬وقوانين‮ ‬العالم‮ ‬مجتمعة‮.‬
‮- ‬خلاصة‮ ‬الحكاية‮.. ‬حقيقة‮ ‬مرة‮.. ‬لواقع‮ ‬أكثر‮ ‬مرارة‮ ‬وهو‮ ‬محصلة‮ ‬إدارة‮ ‬عتيقة‮ ‬تقليدية‮ ‬وضحلة‮ ‬ويرأسها‮ ‬فجرة‮.‬
هذا‮ ‬هو‮ ‬المشهد‮ ‬وتلك‮ ‬هي‮ ‬الصورة‮.. ‬وهنا‮ ‬ليسدل‮ ‬الستار‮ ‬عن‮ ‬واقع‮ ‬مطحون‮.. ‬وقادم‮ ‬مجهول‮ ‬ووطن‮ ‬مطعون‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 07:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2593.htm