الإثنين, 02-يوليو-2012
الميثاق نت -    د./ علي مطهر العثربي -
< لا يكتشف الخطر الا من يدافع عن الصواب ولا يقع في الخطأ إلاَّ من سلَّم عقله لغيره، ولا ينجح في الحياة السياسية والاجتماعية من يظهر غير ما يبطن أو يستخدم الدين وسيلة لتحقيق الغاية العدوانية، ولا يحقق الرضا والقبول الا من يجعل من السياسة وسيلة لخدمة الدين والوطن والانسانية، ولا يفوز برضا الله والناس الا من طلق المصالح الذاتية وغلب المصالح العامة للناس كافة، وقدم درء المفسدة على جلب المصلحة.
أحمد الله سبحانه وتعالى أنه لم يكن لي في الحياة السالفة من عمري أي انتماء سياسي لغير المؤتمر الشعبي العام على الاطلاق، واعد ذلك من نعم الله الذي جعلني مخيراً ولست مسيراً، فقد شهدت خلال المرحلة من بداية 2011م وحتى اليوم ما يشيب له رأس الصغير قبل الكبير من جور التعصب الحزبي الذي جعل منه البعض غاية وقدراً ومصيراً لا تستقيم الحياة بدون ذلك، وحاورت شباباً من كل الاطياف السياسية ولم أجد اعتدالاً وعقلانية وهدوءاً وتغليباً للصالح العام في غالب المنظور الحزبي الا في الشباب الذين غلبوا المصالح العليا للبلاد والعباد وقدموا درء المفسدة على جلب المصلحة، وأغلبهم من المؤتمر والمناصرين والمؤازرين له والى جوارهم كوكبة أخرى من الشباب الذين لم يقبلوا بإلغاء عقولهم ولم يمكنوا الغير من تسيير حركاتهم وسكناتهم وتعبئتهم بالأفكار الخاطئة التي ألحقت الضرر بالوطن والمواطن وتجاوزت حدود الله.
إن تجربة الحياة السياسية والاجتماعية تجعلني أقول إن الشباب وخصوصاً صغار السن منهم في حالة من الخطر الذي يقودهم الى الهاوية والبعد عن جوهر الاسلام عقيدة وشريعة نتيجة لما يتعرضون له من جور التعبئة الخاطئة التي تتعمد بعض القوى السياسية فعلها، الامر الذي يجعلني أقول بأن المؤتمر الشعبي العام، الذي اعتمد الوسطية والاعتدال وحقق بها رضا الله سبحانه وتعالى ثم رضا الناس، يتحمل المسؤولية الكبرى في مجال حماية الشباب من الانحراف الفكري الذي يتعرضون له نتيجة لتركهم فريسة سهلة لتجار الحروب وصناع الأزمات والفاشلين في الحياة السياسية والاجتماعية الذين يتصيدون الشباب لملء عقولهم بالجهل والظلام.
إن المرحلة المقبلة من الحياة السياسية تحتاج من المؤتمر الشعبي العام تركيزاً شديداً على الشباب ورعايتهم وتقديم المفيد النافع لهم، فقد أدرك المؤتمر الشعبي العام هذه المسؤولية الوطنية الكبرى وأنشأ أمانة عامة لقطاع والشباب والطلاب، وهو مؤشر يقود الى أن المؤتمر الشعبي العام الذي يمثل السواد الاعظم من جماهير الشعب يسير في الطريق السليم رغم المنغصات والاخطاء والسلبيات التي مازلنا نعاني منها.
إن المؤتمر الشعبي العام يتحمل المسؤولية أمام الله والناس أجمعين في مجال حماية ورعاية الشباب وعدم تركهم نهباً للأفكار الظلامية وعلى أجهزة الدولة المعنية بالشباب والطلاب أن تدرك بأن المسؤولية الاكثر وطأة تقع على عاتقها في مجال رعاية الشباب وحمايتهم من الانحراف الفكري، وعلى كل القوى السياسية التي لا تريد النجاح أن تدرك بأن الحزبية وسيلة وليست غاية وأن تربية الشباب على الفكر المستنير أهم من الاحقاد والغايات الخاصة، فلتتكاتف الجهود من أجل يمن خالٍ من الارهاب.

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 05:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-27322.htm