الجمعة, 27-أبريل-2007
الميثاق نت -
التجربة الديمقراطية اليمنية التي دشنت في 27 أبريل 93 حظيت باهتمام واسع تجاوز الأطر الإقليمية إلى الدولية التي تابعت مدى الأعوام الماضية تتابع عن كثب مفردات التطور اللافت في التعاطي اليمني مع تجربة الديمقراطية التعددية الوليدة. ويرى كثيرون أن نموذج التعاطي اليمني مع مفردات ثقافة الديمقراطية تجسد اكثر في نجاح اليمن بأجراء ثلاثة انتخابات نيابية منذ العام 1993 إلى أربع تجارب انتخابية للمجالس المحلية والإنتخابات الرئاسية . ويشير هؤلاء إلى أن هذا النجاح وإن كان قوبل بإشادة إقليمية ودولية ألا انه مثل في تقييمات العديد من المراقبين بداية تحول حقيقي في المنطقة صوب الديمقراطية باستلهام التجربة الديمقراطية اليمنية الرائدة التي امتازت بخصوصية وطنية . وكالة الأنباء اليمنية "سبأ " استطلعت آراء نخبة من الشخصيات الأكاديمية اليمنية والعربية حول التجربة الإنتخابية اليمنية الديمقراطية كثقافة حاضرة في تحديد بوصلة الاستقرار السياسي والاجتماعي ودلالة وأبعاد التجربة اليمنية في تقديم نموذج لكيفية الارتكان إلى التنافس السياسي الديقمراطي في بناء المستقبل . العصف الديمقراطي الخلاق الدكتورعبد الرحمن الشرجبي الأكاديمي اليمني والناشط في العديد من منظمات المجتمع المدني يوضح في رؤيته لأهمية الديمقراطية كوسيلة لتجنب العنف السياسي ودلالات التجربة اليمنية كنموذج للمقارنة بين تأثيرات حضور وغياب الممارسة الديمقراطية " أن نجاح اليمن في تقديم تجربة حقيقية ومعاشة في كيفية التعايش مع مفاهيم وتقاليد الديمقراطية كان السبب الرئيسي في ضمان عدم اندلاع شرارة العنف السياسي . ويضيف الدكتور الشرجبي " اليمن ورغم تركيبتها الديمغرافية المعقدة التي تتسم بالطابع القبلي لم تدخل في دوامات عنف كالتي تعصف الان بالعراق والصومال وأقطار أخري في العالم لأنها اعتمدت مبدأ الانفتاح على الديمقراطية كالتزام وأى كانت الشوائب التي لاتزال عالقة على مفاصل التجربة اليمنية ألا أن هذه الشوائب أو أوجه القصور بحد ذاتها تعد من وجهة نظري جزء لايتجزء من العصف الديمقراطي الذي سيثمر تطورا تدريجيا ومرحليا لمستوي الحراك الديمقراطي في اليمن بالارتكان إلى حقيقة أن مستوي الوعي الاجتماعي والسياسي بأهمية ترسيخ تقاليد الممارسة الديمقراطية يرتفع باضطراد في اليمن فلا يمكن المقارنة مثلا الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالانتخابات التي جرت في العام 1999م هناك تطور للتجربة وللممارسة وهذا سيمثل اكبر ضمانة لديمومة الاستقرار السياسي في اليمن " إبداع التجربة اليمنية ويشير الأكاديمي اليمني عبد العزيز زين السقاف المتخصص في مجال السياسة المقارنه "أن اليمن استفادت من تجاربها السابقة ..ومن تاريخها المعاصر المثخن بالتجارب القاسية والعنف لذلك نجد أن التجربة الديمقراطية اليمنية في تطور مستمر والديمقراطية بحد ذاتها أصبحت خيار لارجعة عنه كما يؤكد ذلك دائما فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ولولا الديمقراطية لما استطاعت اليمن تجنب الدخول مجددا في دوامة الصراع الداخلي ". ويلفت الدكتور السقاف أن "هناك أبداع في التجربة اليمنية يتمثل في القدرة الخلاقة على استيعاب كافة الأيدلوجيات السياسية بما في ذلك الأحزاب والتنظيمات ذات الطابع الأيدلوجي العقائدي أو ما يطلق عليها الان مصطلح " الأحزاب الإسلامية " لليمن تجربته المتفردة التي تمثل بالفعل درس لتجنب كوارث العنف السياسي التي خلفت حتى الان مئات الآلاف من الضحايا في العراق مثلهم من المشردين واللاجئين في الصومال " ويري أن الأسباب الكامنة وراء ظهور مآسي إنسانية بالغة كالتى تبرز حاليا على ملامح المشهد العام في العراق والصومال ناتجة عن سوء ممارسة الديمقراطية " . ويضيف " ميزة التجربة الديمقراطية اليمنية كما أسلفت اعتمدت الانفتاح على كافة الأيدلوجيات والتباينات الاجتماعية وهذا ما ولد بالضرورة حالة متطورة من التعايش السياسي الذي قطعا لا يخلو من المنغصات ..وبالنظر إلى ما يحدث في العراق تتجلي لنا حقيقة واضحة ان ثمة سوء ممارسة للديمقراطية بمعني تجزئة الديمقراطية او حصر التعددية في قالب من الشعارات وافراغها عن مضمونها الواقعي لاعتبارات التمييز العرقي او الطائفي أو المناطقي الأمر الذي تسبب في ازدياد حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي أيضا الصومال تفتقد في مشكلتها المزمنة لحلول ترتكز على تغليب الخيارات الشعبية في تحديد هوية السلطة هناك فوضي غير خلاقة طبعا واعتقد ان الديمقراطية كحل للصراع المزمن في الصومال لا يقل أهمية عن قطعة الخبز التي يجب توفيرها لحل المشكلة الإنسانية والمتفاقمة". العنف سياسي الدكتور جلال ابراهيم المنذر أكاديمي عراقي متخصص في مجال السياسية الدولية ومن واقع معاصرته لتجربة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في اليمن تبلورت لدية بعض المشاهدات الخاصة حيال ما وصفة " بالمشكلة الكامنة وراء اندلاع الصراعات السياسية في البلدان غير الديمقراطية ". ويقول "المآسي الناجمة عن الصراعات المسلحة من اجل الاستحواذ القسري على السلطة هي خلاصة طبيعية لغيات الديمقراطية يمعني ان الديمقراطية تحولت فعلا إلى ضمانة حقيقة للأمن والاستقرار الاجتماعي وللتعايش السياسي الآمن بين مختلف الأيدلوجيات وفي اعتقادي اليمن قدمت تجربة جادة ولافتة في كيفية تطويع الديمقراطية لخدمة وتعزيز الأمن الاجتماعي والتعايش السياسي . ومن خلال اطلاعي عن كثب على تجربة الانتخابات الرئاسية الأخيرة ترسخت لدي حقيقة أن العنف السياسي الذي يخلف وراءه بالضرورة كوارث إنسانية واجتماعية هو نتاج لتخلف الخيار الديمقراطي وتغييبه عن الخارطة السياسية لأى بلد يعيش مآسي كالتي يعيشها الان العراق . ويضيف " الديمقراطية الحقيقية والصحية تكفل استيعاب كافة القوي والأيدلوجيات في بوتقة تنافس شريف لا يفسد للود قضية وبالتالي تنعدم فرص الاقتتال الطائفي او العنف السياسي والنتيجة تكون عكسية تماما حين تغيب الممارسة الديمقراطية لأنه بغيابها يكون المجال مفتوحا لاحتمالات الصراع المسلح والاقتتال والدمار واليمن في نظري قدمت درسا يجب استيعابه وعلى اليمنيين ان يحافظوا على ريادتهم في هذا المجال بتأصيل وترسيخ الفكر والممارسات الديمقراطية " ثقافة الديمقراطية ضياء الدين جاسم النابهي وهو كاتب صحفي عراقي مقيم في دبي اعتبر من " الكوارث الإنسانية التي مرت بها ولا تزال أقطار في المنطقة والعالم عززت من الشعور العام بأهمية انتهاج الديمقراطية كخيار آمن لضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي . ويقول " لقد اتسعت دائرة او نطاق التعاطي مع الديمقراطية كثقافة وسلوك سياسي واجتماعي في العالم العربي خلال العقد الأخير ..والعديد من الأقطار العربية بما في ذلك الأقطار التي يتسم نظامها السياسي بكونه ملكيا أو وراثيا بدأت تتعاطي مع الديمقراطية بشكل مضطرد .وهذا يقدم دلالة واضحة تؤكد أن الديمقراطية تحولت إلى خيار لابد منه للمجتمعات التي تنشد الاستقرار فهي بالفعل الوسيلة الوحيدة لتجنب العنف السياسي لأنها تؤمن حقوق التداول السلمي للسلطة وهذه الحقوق بترسيخها كتوجهات جادة تكون ضمانة ضد الاقتتال الأهلي والانقلابات المباغتة التي تعصف بأمن واستقرار الشعوب ". استلهام الحكمة اليمانية وحول تقييمه للتجربة الديمقراطية اليمنية ودلالاتها الواقعية في تقديم نموذج لكيفية تأصيل الخيارات السلمية الضامنة لتجنب العنف السياسي يقول " لست ملما بشكل واسع وعميق بتفاصيل التجربة الديمقراطية لكنني استطيع كمثقف عربي أن اجزم أن اليمن امتلكت أسباب ومقومات استقرارها الداخلي وازدهارها المستقبلي من اللحظة التاريخية التي انتهجب فيه الخيار الديمقراطي .. واذا ما كانت الحكمة ضالة المؤمن فليكن لنا أن نستلهم الحكمة من بلد الحكمة وان نستفيد كأقطار عربية من تجربة اليمن الديمقراطية الرائدة ". الديمقراطية وسيلة وغاية الأكاديمي والباحث الكويتي المتخصص في مجال العلوم السياسية ناصر راشد الأنصاري يري من جهته أن " الديمقراطية باتت مطلبا ملحا لمواجهة استحقاقات القرن الواحد والعشرين وكذا التحديات التي تحيط بالمنطقة العربية مشيرا إلى ذلك بالقول " لقد تحولت الديمقراطية إلى مطلب ملح وحيوي لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة لان الديمقراطية تمثل عضد فكري للحمة الداخلية لاى مجتمع من المجتمعات فالجميع يلتف حول مصلحة الوطن والتنافس يكون للحصول الشرعي على حق التأهل السياسي لقيادة منظومة المصالح الوطنية ..الديمقراطية ليست فقط وسيلة لتجنب المآسي الناتجة عن اندلاع العنف السياسي ولكنها أيضا غاية لتحقيق الأمن والاستقرار الداخلي وفي تقييمي الشخصي فأن اليمن ودولة الكويت قدمتا تجربتين تستحقان التعميم كنموذج للتعاطي العربي الخلاق مع استحقاقات الديمقراطية التي بالممارسة الحقيقة لها كواقع وليس شعارات تكون بمثابة واق لأي مجتمع عربي من الفتن والاحتراب والاقتتال الذي تولده المطامع في الوصول إلى السلطة . المصدر: سبانت
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 02:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2864.htm