الإثنين, 19-نوفمبر-2012
استطلاع/ هناء الوجيه -

آن الأوان لنتساءل عن حقوق المرأة في الريف اليمني ومطالبها وطموحها وتطلعاتها وأين هي في مطالب التمكين والمشاركة والتواجد..؟! وأين موقعها في قائمة المعنيين بقضايا المرأة، وهل يعرفون مستوى معيشتها وهل هناك مساعٍ للتخفيف من الأعباء التي تثقل كاهلها.. عن ما تعانيه المرأة الريفية من مشاكل ومعانات والتي نقدم نماذج من ذلك في هذا الاستطلاع..

< الاخت أمة السلام يحيى من منطقة القابعي أحد أرياف محافظة عمران تقول: لديَّ ستة وعشرون رأس غنم وثلاث بقرات اصحو قبل أذان الفجر وأبدأ رحلتي اليومية في انجاز مهام البيت ورعاية الاغنام والمشاركة في أعمال الزراعة وتوفير الماء والاعلاف وغيرها من المهام الكثيرة التي لا تنتهي إلا مساء كل يوم، أشعر بالارهاق الشديد..
متى يكبر أبنائي ليتزوجوا فتأتي من تساعدني وتخفف عني هذه الأعباء، وتتمنى من الحكومة ان يتوفر مشروع ماء لمنطقتهم لأن جلب الماء مرهق وبالذات في أيام الشتاء حين تجف البرك ونضطر لجلب الماء من أماكن بعيدة وذلك يأخذ منا جهداً ووقتً كبيرين وتعب مضاعف.
قيود عديدة
< أما الاخت ليلى منصور من منطقة الهجر فتقول: أنا طالبة في الصف الأول من المرحلة الثانوية واعتبر نفسي الأكثر حظاً لأن والدي سمح لي بالدراسة في حين ان الكثير من صديقاتي أجبرن على ترك المدرسة بعد الصف الخامس أو السادس، من أجل المساندة في الأعمال داخل المنزل وخارجه والبعض الآخر بسبب عدم وجود مدارس خاصة بالبنات،.
وأضافت: أنا أدرس في صف مختلط مع البنين والسبب أننا ثلاث فقط من الفتيات ندرس في المدرسة ومن الصعب أن يفتح صف خاص بنا، وبالتأكيد داخل الفصل علينا قيود عديدة فنغطي الوجه كاملاً ومن العيب ان نستفسر أو نسأل عن شيء خلال الدروس وبالتأكيد لانتمكن من المشاركة ولا تجرى لنا اختبارات شفوية مطلقاً وحيث يسألنا المعلم ما إذا كنا قد فهمنا الشرح أم لا نهز رؤوسنا ايجاباً او نفياً ومن تكسر هذه القيود منا قد يتم حرمانها من الحضور الى المدرسة، نتمنى ان تخصص للفتيات فصول خاصة بهن وان يكون هناك معلمات لعل ذلك يخفف من المعاناة وربما تقتنع بعض الاسر وتوافق على السماح لبناتها بمواصلة التعليم.
مصير محتوم
< وتقول امة الخالق محمد من منطقة بني هراوة: عدد أولادي من الذكور والاناث ثلاثة عشر لايفصل بينهم إلا فترة الحمل والولادة، الاولاد يدرسون اما البنات فلا استطيع الاستغناء عنهن كون أعمال البلاد كثيرة، البيت والزراعة والماء والغنم كله يحتاج، وفي النهاية مايفعل التعليم.. البنت مصيرها تتزوج وتقوم بأعمال داخل البيت وخارجه وهذا حال أهل الريف بشكل عام.
صعوبة الحياة
< بدورها قالت هند الفقيه معلمة في مدرسة العروبة منطقة القزعة محافظة عمران: انا أدرس منذ خمس سنوات بالمدرسة تطوعاً وانا الوحيدة معلمة عملت هنا بعد اتمام دراستي الثانوية التي استطعت ان اكملها كوني كنت اسكن في المدينة مع والدتي التي بذلت جهداً كبيراً وثابرت على دراستي، ولكن والدي المنفصل عن والدتي من أهل الريف وأصر على تزويجي من أهل القرية ليرتبط مصيري بمصيرهم مجدداً.. في هذه القرية صعوبة في الحياة ووعورة في الطريق.. النساء يعملن بجهد كبير ويتحملن أعباءً كبيرة ويشاركها الرجل تلك الجهود لأن طبيعة الريف تفرض الشقاء على الجميع، في المدرسة لديَّ عدد بسيط من الطالبات والأغلبية منهن لا يحضرن إلا حسب القدرة احياناً بعض الحصص وأحيانا يوم أو يومين في الاسبوع حتى أنا أصبحت أشعر ان الدراسة والتعليم من الأعباء التي لن تجد الفتاة هنا وقتاً لها، كما ان الاسر تحتاج فعلاً الى الابناء في الأعمال الزراعية وغيرها والتي تعتبر من مصادر الدخل والحياة لديهم.
جهود متواضعة
< نختتم مع رئيسة اتحاد نساء اليمن الاخت رمزية الارياني والتي تحدثت عن هذه المشاكل والمعاناة ودور الاتحاد قائلة: مازالت المرأة في الريف تعاني من أشياء كثيرة من ذلك الظلم والاجحاف وحرمانها من معظم حقوقها، هناك جهود تبذل من جانب بعض المنظمات الحقوقية ولكنها جهود لاتصل الى مستوى الاهتمام المطلوب، بالنسبة لاتحاد نساء اليمن فهو يبذل جهوداً ولكنها مازالت متواضعة وفعلاً لايصل الاتحاد الى كافة المديريات والمراكز، ربما يعود ذلك الى شحة الامكانات ومع ذلك يظل العمل متواصلاً في هذا الاطار ونتمنى في المستقبل ان نصل الى مستوى نجاح مناسب في احتواء المناطق الريفية أو على الأقل نتمكن من ملامسة بعض هموم ومشاكل المرأة الريفية بتسليط الضوء على الاحتياجات والمطالب التي تفتقر اليها، في المرحلة الحالية نحن نركز على تمكين المرأة في المدن والحضر عموماً وربما يكون ذلك اساساً للانطلاق نحو الاهتمام بالمرأة الريفية، ودعت المعنيين عموماً حكومة ومنظمات الى تنفيذ مشاريع خدمية وتنموية للمناطق الريفية والالتفات الجاد نحو قضايا المرأة في الريف لأنها تستحق كل الاهتمام والرعاية فهي كالجندي المجهول الذي يبذل ويضحي دون ان يشعر أحد بمدى عطائه وتضحيته، ووجهت رسالة للتجار والمستثمرين وفاعلي الخير دعتهم الى توجيه جزءاً من أنشطتهم لدعم مشاريع في الريف كالمدارس والمراكز الخدمية ومشاريع المياه والكهرباء وأي مشروع من شأنه ان يخفف جزءاً من الأعباء الملقاة على كاهل الأسر الريفية عموماً.



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 10:35 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29198.htm