الميثاق نت -

الثلاثاء, 11-ديسمبر-2012
-

حذر عدد من الاكاديميين من مخاطر فشل مؤتمر الحوار الوطني، مؤكدين ان الحوار هو الحل والمخرج الوحيد للأزمة.. آملين ان تكون جميع الاطراف السياسية عند مستوى المسئولية، ويستشعرون بأن تطلعات الشعب اليمني تكمن في نجاح الحوار.
داعين كافة القوى السياسية المتحاورة إلى تغليب مصلحة الوطن فوق المصالح الذاتية والحزبية، وان يقبلوا على الحوار بقلوب لينة، مستعدة لتقبل الرأي الآخر وان يدركوا أن لكل طرفٍ الحق في قول رأيه بحرية وبدون إقصاء..
جاء ذلك في سياق هذا الاستطلاع «الميثاق» مع عدد من.. الأكاديميين فإلى التفاصيل:
لقاءات: فيصل الحزمي
< في البداية تحدث الدكتور محمد ابوبكر المفلحي - وزير الثقافة السابق قائلاً: الحوار بالنسبة للمجتمع اليمني يعد الخيار الوحيد للخروج من الأزمة الحالية، لأنه إما الحوار أو العودة الى بداية الأزمة التي شهدها الوطن في 2011م.
واضاف: كل شعوب العالم تحاول ان تتجاوز مشاكلها من خلال اللجوء الى الحوار، لكن الحوار له متطلبات من أهمها القبول بالرأي والرأي الآخر، ولايمكن للانسان ان يحاور اذا كان يشعر بأن رأيه غير مقبول من الطرف الآخر، أو ان رأيه لن يحقق أثراً على الطرف الآخر.. ومن المهم جداً ان يكون لدى الأطراف المتحاورة احساس بأن كل طرف له الحق بأن يقول رأيه ويعبر عن مشاكله وتطلعاته بحرية وبدون إقصاء او تعنت من أي طرف يشعر بالقوة او الاستقواء.
داعياً جميع الأطراف السياسية ان يكون لديهم احساس انهم سيتحاورون من أجل اخراج الوطن من الأزمة وليس لمكاسب ذاتية ضيقة، صحيح ان المتحاور يسعى نحو تحقيق مكاسب معينة ولكن ماهو أهم هو المكسب النهائي للوطن كله، وكيف نستطيع من خلال الحوار ان ننقذ الوطن.
حقوق وواجبات
وقال المفلحي: يجب أن يكون المتحاورون جميعاً عند مستوى المسئولية وأن يدركوا أن تطلعات أبناء الشعب اليمني ترنو نحو بناء مجتمع ديمقراطي عادل فيه مواطنة متساوية للجميع..
وأضاف: عندما يشعر المتحاورون بهذه المشاعر اعتقد ان بإمكانهم ان يصلوا الى نتائج ايجابية تحقق الاستقرار للوطن باعتباره المطلب النهائي الذي على ضوئه سيحقق الوطن التنمية والتطور والاستقرار ولتحقيق ذلك نحتاج الى متحاور حذر يستطيع ان يحقق مكاسب دون إلغاء الآخر، ويجب ان يعرف المتحاورون ان لكل طرف حقوقاً وعليه واجبات.. وتابع قائلاً: نحن بحاجة الى ان نرفع من مستوى الوعي لدى المواطنين ولدى المتحاورين بحيث يكون للحوار معنى ونتائج نهائية تتضمن حلولاً للمشكلات المطروحة في المجتمع..ودعا المفلحي كافة الأطراف المتحاورة إلى ان يكون اليمن أولاً فوق كل الاعتبارات الذاتية والمناطقية والحزبية.
وقال: إنه اذا وضعنا مصلحة الوطن فوق هذه الاعتبارات فإنه مهما كانت الصعوبات والمشاكل التي سنواجهها فسنستطيع الوصول الى حل يرضي كافة الأطراف.
ويرى الدكتور المفلحي ان الحوار يحتاج الى وقت والى مراحل يتعرف فيها المتحاورون على آراء كل طرف ومشاكله التي قد لايدركونها، مثلاً : القضية الجنوبية كثير من الناس لايدركون ماهي المشكلة، وما الذي يعانيه أبناء الجنوب.. فإذا أردنا ان نطرق هذا الباب علينا ان نتعرف على المشكلات التي يعاني منها الناس ثم نبدأ بتقبل آرائهم حتى إنْ كان فيها كثير من الشطط أو المطالب التي نعتقد انها غير معقولة وغير منطقية، ولكن من خلال الحوار نستطيع الوصول الى حل وسطي يمكن ان يوصلنا جميعاً الى بر الأمان.
الحوار مُخ الديمقراطية
< من جانبه يرى الدكتور محمود البكاري ان الحوار من حيث الأهمية يمثل مخ الديمقراطية وبدونه يستحيل وجود الديمقراطية لأنه البديل الموضوعي للعنف، ومن هذا المنطلق يمكن القول ان الحوار مطلوب بشكل عام ومطلوب أكثر في ظل الأزمات..مشيراً الى ان التذرع بعدم ملاءمة الأجواء للحوار هو هروب من الحوار ذاته، وعليه فإن مشكلتنا الحقيقية تتمثل في أننا نريد ديمقراطية جاهزة ناجزة دون ان نأخذ بأدواتها وأهمها الحوار بدليل ان هناك من يتصور ان الحوار معركة يستعد لدخولها وهذا خطأ.. الحوار مدرسة نتعلم منها وجوب احترام الآخر اياً كان موقعه أو رأيه فالحوار يعكس.
اذاً عقلية حضارية سابقة ومتقدمة بكثير على ما نحن عليه، وإذا استوعبنا هذا المعطى يمكن لنا ان نتحدث عن ديمقراطية راسخة او آخذة بالترسخ في الواقع السياسي والمجتمعي، وهذا ما يجب على المتحاورين إدراكه قبل ان يبدأ مؤتمر الحوار الوطني بحيث لايكون مجرد تظاهرة سياسية عدمية الجدوى.
الحوار الحوار
من جانبه قال الاخ د/ فتحي احمد السقاف :
لا تخلو الحكمة من اليمنيين وسوف تصدق نبوءة الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما قال: «الايمان يمان والحكمة يمانية».
فالحوار الوطني القادم هو عمل الأنبياء، ومن صفات العلماء، والمفكرين، والقادة السياسيين، ورجال الأعمال، والمربين، وهو أساس لنجاح الأمة والنهوض بها.
لقد ميز الله -عز و جل- الانسان بالعقل وخص اليمنيين بالحكمة والحوار وهو لغة التخاطب والتواصل مما يسهل تبادل المفاهيم بين اليمنيين انفسهم فمن واجب اليمنييين نحو لجنة الحوار ان يبادروا الى نشر ثقافة الحوار وعلى اللجنة التالي:-
اولاً- حسن الاستقبال ويعد من أهم شروط التواصل الناجح مع الآخرين ويفيد الطرفين في استمرار الحوار والتواصل ومن ثم الاستماع الجيد حيث يشعر المتحدث بارتياح واطمئنان وعلى اعضاء اللجنة الاستماع والفهم الجيد والإلمام بموضوع الحوار كي يستمر المتحدث في سرد قضايا الوطن والامة ويمعن في الاسترسال ويستمر في الحديث فيصل بالمتحدث والمستمع الى الحوار بين أفراد المجتمع بمعنى نصف رأيك عند أخيك ويجب ان يسود الاتفاق على مبدأ المحافظة على وحدة الصف الوطني ووحدة البلاد, ونتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه،ونتفق على تطبيق مبدأ المدافعة الذي يمنع الفساد وينمي الخير عملاً بقوله تعالى :( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )البقرة 251.
ونقف عند قاعدة ( قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب فالحق ضالة المؤمن أن وجده فهو أحق به، وضالة كل عاقل هو الحق) وهنا يجب ان نلتزم بالتالي:-
1- الابتعاد عن أسلوب الشك ووضع الأفكار موضع التمحيص والتدقيق والاختبار بالمجرب والقياس، واحترام الرأي الآخر وعدم إسقاطه او تجاوز او اقصىه البتة.
2- البدء في الحوار بالأفكار المشتركة ولنبدأ في كل حوار بالمساحة المشتركة بينك وبين الآخر، ولا تقفز إلى المختلف فيه .
3- إنهاء الحوار السلبي بالإيجابية والاتفاق على ماينفع الامة بالخير فقط.
4- الابتعاد عن الحوار السلبي والمؤثرات السيئة في سلوكنا وفي مسيرتنا الحضارية.
5- تجنب الحوار العدمي والتعجيزي وتجاوز السلبيات والأخطاء والعقبات والابتعاد عن الإحباط .
6- تجنب حوار المناورة وأسلوب الكر والفر .
7- الابتعاد عن الحوار المزدوج والحوارات الجانبية لكثرة ما يحتويه من التورية والألفاظ المبهمة وإرباك الطرف الآخر .
8- تجنب الحوار السلطوي واعتماد مبدأ النسبية ويجب علينا تطبيق قاعدة اسمع واستجب وعدم تغليب القدرات الإبداعية للطرف المقهور فيؤثر سلبياً على الطرفين وعلى الأمة بأكملها .
9- الابتعاد عن الحوار السطحي ونغوص في اعماق المشاكل من اجل الوصول الى الحل الجذري ولنقترب من الأعماق كي لاتغرق.
10- لا داعي للحوار الذي يؤدي الى الطريق المسدود (فلن نتفق )
وهو اعلان احد الاطرف منذ البداية باشياء متضادة تغلق الطريق منذ اول الحوار وهو نوع من التعصب الفكري وانحسار مجال الرؤية .
11- يجب تجنب الحوار الإلغائي أو التسفيهي (بمعنى كل ما عداي خطأ ) وهو الاصرار على ألا يرى شيئا غير رأيه.
12- عدم الدخول في حوار البرج العاجي وهو أن بعض المثقفين تدور مناقشتهم حول قضايا فلسفية أو شبه فلسفية مقطوعة الصلة بواقع الحياة اليومي وواقع مجتمعاتهم دون محاولة إيجابية لإصلاح الواقع.
- ويجب ان يكون بمواصفات الحوار الإيجابي :
- حوار متفائل
- حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها
- حوار متكافئ يعطي لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الإختلاف في الرأي بين البشر وآداب الإختلاف وتقبله
- حوار واقعي يتصل إيجابياً بالحياة بموضوعية الواقعية وتفهم التغيير وإلاصلاح
- حوار موافقة الهدف النهائي له ثوابته الحقيقة
- حوار تسوده المحبة والمسئولية والرعاية وإنكار الذات.
وبذلك نصل الى ثقافة الحوار وهو أن الحوار أعلى المهارات الاجتماعية قيماً وقيمةً.
وتكون مبادئ الحوار الإيجابي :
وللحوار الإيجابي عدة صفات، منها:
موضوعي : يهتم بالموضوع وليس الشخص .
واقعي : يبحث في الوقائع قبل أن يقفز إلى تأويلها .
متفائل : لا يفترض سوء الظن، ويتلمس الأفضل.
صادق : لا يخادع، ولا يكذب .
متكافئ الفرص : يحترم فيه كل طرف الطرف الآخر ولا يستعلي عليه.
يفتح باب المحبة، ويقلل من مساحة الخلاف .
ليكن منطلقك في كل حوار : البحث عن الحق لأتباعه .ان يكون له مرجعية وان يتكلم به العقلاء: لابد لكل حوار من مرجعية، وإلا تحول إلى جدال مذموم.
تفاؤل
< الى ذلك يرى الدكتور علي العماري ان الحوار هو المخرج الوحيد لحل الأزمة الخانقة التي تعاني منها بلادنا.. وقال: ان جميع المشاكل التي يعاني منها الوطن لايمكن حلها إلا بالحوار، لذا يتوجب على جميع الأطراف السياسية أن تكون لديهم نية صادقة للتحاور وان يتركوا التشدد في الرأي..
واضاف : يجب على المتحاورين ان يجعلوا مصلحة اليمن فوق كل الاعتبارات والمصالح الخاصة والشخصية.
وأعرب الدكتور العماري عن أمله الكبير بنجاح الحوار قائلاً : لديّ أمل كبير بنجاح الحوار الوطني المرتقب كون جميع الاطراف تعلم عواقب فشله، لأنه المخرج الوحيد لما تعانيه بلادنا من أزمات..
وأضاف: هناك بوادر كثيرة تبشر بنجاح الحوار منها الاتفاق على كثير من القضايا الخلافية.
ودعا العماري الجميع إلى عدم التشبُّث بآرائها، وإلى تخفيف الطلبات التي ليس لها داعٍ في هذه المرحلة، وان يقبلوا الى طاولة الحوار بنوايا صافية وصادقة وان تكون قلوبهم لينة متقبلة لآراء الآخرين ومستعدين للتنازل عن بعض الأشياء من أجل الوصول الى حل يرضي الجميع ويجنب اليمن الحرب والاقتتال.





تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29576.htm