الأربعاء, 09-مايو-2007
الميثاق نت - العلاقات الدبلوماسية الدولية تتعزز بقوة من خلال الزيارات الرسمية المتبادلة بين رؤساء الدول، بحيث تكون همزة وصل لا همزة قطع، وإذا كان أول خطاب سياسي رسمي في العالم قد تبودل بين الملك سليمان وملكة سبأ »بلقيس« فإن آخر خطاب سياسي رسمي لم يكتب بعد ولن يكتب إلاَّ‮ ‬قبل‮ ‬قيام‮ ‬الساعة‮ ‬بلحظات‮.‬ وهذا يعني أن العلاقات السياسية  علي صالح الجمرة -
العلاقات الدبلوماسية الدولية تتعزز بقوة من خلال الزيارات الرسمية المتبادلة بين رؤساء الدول، بحيث تكون همزة وصل لا همزة قطع، وإذا كان أول خطاب سياسي رسمي في العالم قد تبودل بين الملك سليمان وملكة سبأ »بلقيس« فإن آخر خطاب سياسي رسمي لم يكتب بعد ولن يكتب إلاَّ‮ ‬قبل‮ ‬قيام‮ ‬الساعة‮ ‬بلحظات‮.‬ وهذا يعني أن العلاقات السياسية بين الدول مستمرة ما استمرت الحياة قائمة على وجه الأرض.. كما أن زعماء العالم يحتاجون إلى اللقاءات المباشرة بين فترة وأخرى ليعززوا الثقة فيما بينهم وبالتالي فيما بين شعوبهم، وبتعزيز الثقة تنتهي الهواجس والمخاوف، ويرتفع مستوى العلاقات إلى التعاون المشترك اقتصادياً وسياسياً وعلمياً وثقافياً..إن عالم اليوم قد أصبح قرية صغيرة بفضل وسائل الاتصال، يسهل فيها التواصل الشخصي والجماعي والرسمي، لكنه أيضاً عالم يمتلئ بالهواجس والظنون وبالمكايدة والوشاية، ولهذا لابد من أن يلتقي الزعماء والرؤساء والملوك والأمراء الذي هم على قمة هرم السلطة في دول العالم المتعددة.. ففي لقاءاتهم تنزاح تلك الهواجس وتتضح حقائق العلاقات فيما بينهم كزعماء وفيما بين حكوماتهم ومؤسساتهم وشركاتهم فالتبادل التجاري والصناعي والزراعي، والثقافي جزء لايتجزأ من العلاقات المتبادلة‮ ‬بين‮ ‬الحكومات‮ ‬والشعوب‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬أجمع‮.‬ وزيارة فخامة الأخ الرئىس علي عبدالله صالح لواشنطن والتقاؤه بفخامة الرئىس الأمريكي جورج بوش وبكبار المسئولين الأمريكيين ينصب في خانة تعزيز العلاقات الرسمية بين الحكومتين اليمنية والأمريكية لما فيه خدمة مصالح البلدين.. وإذا كنا هنا في الجمهورية اليمنية لانتفق مع السياسة الرسمية للحكومة الأمريكية في معالجة الأوضاع في فلسطين والعراق فإن ذلك راجع إلى شعورنا بأن الحكومة الأمريكية الدولة العظمى في عالم اليوم قادرة على أن تتبنى سياسة مرنة وحازمة تؤدي إلى التسريع بحل القضية الفلسطينية وايقاف الاحتلال الإسرائىلي عند حدوده وتسليمه للأرض العربية والفلسطينية المحتلة عام 1967م، وإقامة الدولة الفلسطينية بجانب الدولة الإسرائىلية، ذلك أننا لانشك في إمكانية وقدرة الولايات المتحدة الأمريكية على تحقيق ذلك ان اقتنعت بالقيام بهذا الدور. لهذا كانت دعوة الأخ الرئىس علي عبدالله صالح للرئىس جورج بوش إلى الوفاء بالتزاماته بإقامة الدولة الفلسطينية قبل انتهاء فترة رئاسته ليخلده التاريخ باعتباره الرئىس الأمريكي الذي أوفى بوعده. ودعوة الأخ الرئىس تلك لم تأت من فراغ بقدر ما أتت معبرة عما أقرته القمة العربية التي عقدت مؤخراً بمكة المكرمة، ذلك أن الزعماء العرب لم يكونوا دعاة حرب وشقاق بقدر ما يسعون إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائىلي حتى وإن كان الجرح غائراً لاستلاب الحقوق العربية والفلسطينية منذ وعد بلفور عام 1917م، واتفاقية سايكس بيكو. كما أن الأوضاع في العراق تحتاج إلى معالجة شاملة وتفهم كامل ولملمة للجرح الدامي المثار بين الطوائف والملل والمذاهب، فالمشكلة السياسية هي لب المشاكل، والاعتراف بها يفتح الباب لحوار صريح وبناء بين مختلف الطوائف والأحزاب وبين كل قوى المجتمع العراقي من جهة وبين دول الجوار والمحتل الأنجلو أمريكي ومن معه من جهة أخرى، فبالحوار البناء يمكن التوصل إلى الحلول الوسط سياسياً والتي تحوي اجماعاً سياسياً عليها تدفع إلى تحقيق الأمن والسلام بين فرقاء الصراع وبتحقيق ذلك ينضبط ايقاع سير الحياة في الدولة العراقية ليبدأ عهد جديد من عهود التعاون الاقليمي والدولي وعلى كافة المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.. هذا ما نراه واضحاً وجلياً وما نرجو ان يتحقق عملياً في واقع حياة منطقتنا الممتدة من باكستان شرقاً وحتى المغرب العربي غرباً.. ليشمل منطقة ما يسمى بالشرق الأدنى والأوسط‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 05:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3006.htm