الإثنين, 18-فبراير-2013
الميثاق نت -   د.علي العثربي -

يأتي الالتزام بالثوابت الوطنية في مقدمة الوفاء للوطن اليمني الكبير، ولا يستطيع أحد أن ينكر على اليمنيين وفاءهم لقدسية ترابهم الوطني، وقد يظهر شاذ تأخذه الأنا الذاتية وتسيطر عليه الأوهام، وتقوده الأهواء أو النزعات غير السوية، إلاّ أن ذلك الشاذ لا يمثل اليمن ولا يُعبر عن المكون البشري لليمن لأن الأرض اليمنية طاهرة لا تقبل غير الطاهر النقي التقي الذي نما جسده من أصل التراب اليمني، وقد نجد عاصياً وعنيداً، ولكن لا يمكن أن نجد جاحداً ومنكراً للوطن.
إن الحوار الوطني الشامل يجمع أجزاء الجسد المبعثر من أجل الالتقاء حول كلمة جامعة مانعة تحقق عزة اليمن ومجد أبنائه، وتسمو فوق الجراحات وتداوي كل وهن وتزيل الضعف والانكسار، وتقوي الوحدة الوطنية وتعزز بناء الدولة اليمنية الحديثة وتحمي سيادة الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وتطوره، وتجود المشاركة السياسية، وترسخ التداول السلمي للسلطة وتمكن الشعب من امتلاك السلطة وممارستها بروح المسئولية الدينية والوطنية والانسانية.
إن الذين يغردون خارج سرب الحوار الوطني لا يمتون بصلة الى قداسة التراب اليمني، ولا يمثلون سوى أنفسهم المصابة بداء التمزق والشتات والقبول بالذل والانكسار والارتهان للغير، أما الأباة النبلاء والكرماء والعظماء فإن مكانهم في الحوار الوطني الشامل يساهمون في صناعة المستقبل ويضعون ملامحه المشرقة.
إن شرف الانتماء الى قدسية التراب اليمني الطاهرة يحتم على الكافة القيام بحق الانتماء والوفاء بواجب البذل والعطاء في اعزاز وإكبار واجلال اليمن، وتحديد مكانته بين الأمم، وهذا يتطلب المبادرة العاجلة الى الاشتراك في الحوار الوطني وتقديم النافع والمفيد الذي يحقق الخير العام للوطن اليمني الكبير بأمانة واخلاص، لا يساوره التررد أو ينال منه الانكسار.
إن الحوار الوطني إرادة شعبية متجددة، ونزعة انسانية خالدة لا يسلكه إلاّ من تدثروا برداء الوطن واستنشقوا عبيره الفواح فطابت خطاهم وحقق الله مسعاهم، والحوار أمر إلهي أمر الله به من فوق سبع سموات، لأنه اعتصام بحبل الله المتين لا يتخاذل عنه إلاّ خارج على المبادئ والقيم الروحية والوطنية والانسانية غلب عليه الهوى وقاده شر الغوى واستحكم عليه الشقاء، وحط من قدره الجفاء، وباعد بينه وبين اخوانه الغباء وأصاب بصره وبصيرته العمى.
إن حق الانتماء لقدسية تراب اليمن يتطلب الجد والمثابرة والصبر والتحمل من أجل مستقبل الاجيال القادمة، وليحظى كل وطني غيور بشرف الاسهام في صناعة سفر التوحد والقوة والعزة، الذي يعزز تجميع عناصر ومكونات القوة القومية والوطنية للدولة اليمنية الحديثة.
إن على الذين مازالوا يعانون من مرض الوهم والتشظي أن يدركوا تمام الادراك أن عالم اليوم لا يحترم إلاّ القوي الموحد، وليعلم الجميع أن الذئب لا يأكل إلا القاصية من الغنم، فلا نمكن العدو من احكام السيطرة على مقدراتنا ليزرع فينا الفرقة وينال من شموخ الوطن ويحبط من قدر السيادة الوطنية، ولنجعل من الحوار الوطني الشامل انطلاقة المجد والألق اليماني الذي شغف العالم حباً واحتراماً.. ولنجدد العهد بالوفاء لوطن الثاني والعشرين من مايو 1990، من أجل قوة الدولة ووحدة الأرض والانسان وعزة اليمن بإذن الله.

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 22-مايو-2024 الساعة: 10:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-30757.htm