الإثنين, 04-مارس-2013
الميثاق نت -   د.علي العثربي -

< إن الاحتفاء بالسابع والعشرين من فبراير احتفاء بالتداول السلمي للسلطة الذي أرسى تقاليده المؤتمر الشعبي العام من خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير من العام الماضي، وقد رسم المؤتمر الشعبي العام لوحة وطنية أذهلت العالم في ميدان السبعين واسقطت رهانات أولئك الذين لا يجيدون غير الكذب والزيف ولا يقبلون بالتعايش مع الآخر ولا يحترمون الشعب، ولا يرون سوى أنفسهم المأزومة والمصابة بداء التسلط وعفن الاحقاد والكراهية وإثارة الفتن.
إن اللوحة الوطنية التي رسمها المؤتمر الشعبي العام وضمت قواعد وأنصار ومؤازري المؤتمر والتحالف الوطني قد أعطت رسالة وطنية مفادها أن المؤتمر الشعبي العام صمام أمان الوحدة الوطنية والتعددية السياسية وهو بيت اليمن الكبير، لا يضيق صدره مما يخدم الشعب ويحقن دماء أبنائه ويصون كرامتهم ويمنع المساس بالسيادة الوطنية، وأن المؤتمر في كل تضحياته التي قدمها خلال الأزمة لم يكن ضعيفاً بل كان حرصه على سلامة أبناء اليمن ومنع التدخل الخارجي هو الهاجس الذي جعله يقدم التنازلات المتعددة، كما أن إدراكه خطورة المؤامرة على الوطن كانت الدافع الذي جعله يقدم كل ذلك ليفوت الفرصة على المتآمرين والحاقدين والطامعين.
كما أن المؤتمر الشعبي العام قد وجه رسالة من خلال تلك اللوحة الحضارية والانسانية الى العالم العربي والخارجي مفادها أن المؤتمر- حضارة وقيماً انسانية- يرفض الارهاب والعنف ويؤمن بالتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة والمباشرة من خلال صناديق الاقتراع، ويقبل بالتعايش مع الآخر مهما كان، وأن الحوار منهج حياة ولا سبيل للاستغناء عنه، وأن الديمقراطية في فكر المؤتمر الشعبي العام قيم إنسانية تتيح للجميع حق المشاركة في الحياة السياسية بعيداً عن الإقصاء والتهميش.
إن فعالية المؤتمر الجماهيرية في 27 فبراير الماضي علامة جديدة في فكر المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصاره ومؤازريه وعشاقه، أثبتت أن المؤتمر الشعبي العام يمثل السواد الأعظم من جماهير الشعب، وأن على الذين يخادعون بالكذب والزيف أن يكفوا عن ذلك الخداع والكذب والزيف، وأن يدركوا أن محاولة تزوير الحقيقة لن تطول، لأن الشعب قادر على كشف الزيف ومحو آثاره المخجلة.
إن إرساء التقاليد والقيم الانسانية لا يمكن أن تأتي ممن أفلسوا أخلاقياً واستمرأوا الكذب والزور، ولا تأتي الا ممن استطاع أن يقدم مصلحة الوطن على المصالح الذاتية وممن آمن بأن التعددية الحزبية وسيلة وليست غاية وأن لدماء أبناء اليمن قدسية ينبغي الحفاظ عليها ومنع سفكها أو المتاجرة بها.. وذلك هو المؤتمر الشعبي العام الذي حقن دماء أبناء اليمن ومنع الاحتراب وفوت الفرصة على أعداء اليمن.
إن المؤتمر الشعبي العام مدرسة للديمقراطية ينبغي الاستفادة من فكره المستنير الذي جنب البلاد والعباد ويلات الحروب الدموية، وينبغي أن يدرك الجميع أن إرساء تقاليد الديمقراطية التي سعى اليها المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصاره من أعظم الإنجازات الإنسانية، وأن تثبيت مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة والمباشرة من خلال صناديق الاقتراع قد حمى الشرعية الدستورية وأرسى تقاليد إنسانية قدمت أنموذجاً يحتذى به.. وكما أن الحوار منهج الحياة فإنه كذلك جسر العبور الى فبراير 2014م بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 26-يونيو-2024 الساعة: 08:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-30994.htm