الإثنين, 27-مايو-2013
الميثاق نت -   اقبال علي عبدالله -


أنا شديد الاختلاف مع الذين ينظرون ويقرأون المشهد الحالي في بلادنا خاصة بعد أزمة العام قبل الماضي بكثيرٍ من التشاؤم، حيث يذهب البعض منهم الى أن الوضع أصبح خطيراً في كل النواحي ويصعب حله أو حتى حلحلته.. وفي نفس الوقت اعترف أنني في كثير من المشاهد التي نراها اليوم على الواقع أختلف فيها حتى مع نفسي خاصة المشهد الأمني الذي- أصبح مصاباً بـ«حمى الضنك» وكذلك المشهد الاقتصادي الذي ينذر بخطر الانهيار بفعل عدة عوامل أبرزها الفساد المنتشر كالسرطان في الجسم والعياذ بالله نسأله أن يجنب وطننا هذا المرض الخبيث.. لكن وهنا أتفق - ليس مع كل هؤلاء المتشائمين فقط بل مع نفسي أيضاً - بأن مقولة أو عبارة «كل ما نصنعه اليوم نحصد نتائجه غداً.. وأعني بذلك أن كل من يشاهد بعض المسيرات التي تسمى بـ«المليونية» والتي تنطلق بين الحين والآخر وخاصة في مدينة عدن- التي نقولها بكل أسف وحسرة- كانت الى ما قبل أزمة العام قبل المنصرم تُعرف بالعاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن وأصبحت اليوم بفعل عوامل عدة أهمها التآمر الداخلي الممول من التآمر الخارجي الذي بات مكشوفاً ومفضوح الاهداف والمرامي.. أصبحت عشاً لدبابير «الاصنام الخشبية» التي لا همَّ لها إلا القضاء على ما يُعرف بالمحافظات الجنوبية تحت مسمى ومزاعم «فك الارتباط» و«إعادة الدولة الى ما قبل المنجز التاريخي العظيم الوحدة المباركة» التي أصبحت بعد عقدين وثلاثة أعوام من إعادة تحقيقها جزءاً لا يتجزأ من جسد المواطن وصمام أمان واستقرار المنطقة الحساسة والمهمة بل والعالم أجمع. لست هنا بصدد الحديث عن ذلك بل عما هو أخطر على مستقبل الوطن الذي بدأ يتعافى بعد إعادة تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م وأقصد بما هو أخطر منظر المشاركين فيما يسمى بـ«المليونيات»، حيث نشاهد أن أكثر من سبعين الى ثمانين في المائة من هؤلاء المشاركين هم من الشباب الذين لا يتجاوزون العقد الثالث من العمر أي أن الواحد منهم عندما أعيد تحقيق وطن كان في السن السابعة من العمر وهذا يعني أنه لا يعرف معنى «الانفصال» وكيف كان الوطن يعاني شماله وجنوبه عندما كان منقسماً الى شطرين.. وهذا الأمر المهم كان مدخل عصابة «الاصنام الخشبية» التي تعيش في دبابيرها خارج الوطن حيث أدركت أن لا رواج لها الا هناك.. أقول مدخل الى عقول الكثير من الشباب الجنوبي إضافة الى عوامل لا يدرك جيداً هؤلاء الشباب أسبابها ومسبباتها ساهمت في إذكاء روح الكراهية والعداء للوحدة.. ولعل خطورة الموقف هنا ليس على الوحدة التي لن تهزها هذه «المليونيات» بل على حاضر ومستقبل الوطن برمته في كل النواحي، حيث وبعد أن فشلنا في تعريف وغرس مفاهيم وقيم الوحدة في عقول ونفوس هؤلاء الشباب وإن كانوا نفراً قليلاً، فإننا دون أن ندري بل أؤكد أن القائمين على تنفيذ هذا المخطط الجهنمي يدركون كيف سيكون مستقبل الوطن بشباب يجهل هويته الوطنية.. اعتقد أن الأمر الآن مفهوم من رسالتي هذه.. والأمر يتطلب من الجميع دون استثناء إدراك هذه الخطورة وعدم التخوف على الوحدة من مثل هذه المليونيات، بل الأهم العمل بين الشباب بعيداً عنهم.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 01:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-32355.htm