الإثنين, 01-يوليو-2013
الميثاق نت -   عبدالرحمن مراد -
< كنت تحدثت في واحد من المقالات على صدر هذه الصحيفة في عام 2011م أنّ الخاسر الأكبر من كل تموجات اللحظة السياسية التي تعصف بالكثير من الدول العربية هم «الأخوان المسلمون» كمنظومة عالمية تسعى إلى أن تكون شيئاً بعد أكثر من قرن من الوجود والتفاعلات السياسية ذات الأبعاد المختلفة والوجوه المختلفة والمناهج المختلفة وذات التعدد في التكوينات (سياسي، اجتماعي، جهادي) وها هي اللحظة في كل دول الربيع العربي تثبت مثل ذلك المذهب من القول، فحالة التضاد بين النخب السياسية الاخوانية والمجتمعات بات واضحاً وجلياً في تونس وليبيا ومصر واليمن، وحالة عدم الاستمرار في الدول التي تمكنوا من الهيمنة فيها على مقاليد السلطة بات أكثر وضوحاً كما أن خطاب الرئيس المصري محمد مرسي أوحى لكل من تابعه أنّ الاخوان لا يملكون رؤية وليس لديهم مشروع للبناء والتنمية وأن ما ألفناه منهم من نشاط اجتماعي في الجمعيات الخيرية ومن ضبابية وقفز على حقائق الواقع هو ذاته لم يتغير منه شيء، لقد شعرت وأنا أسمع مرسي أن رؤيتهم الاقتصادية لا تتجاوز الجمعية الخيرية في نشاطها وأن زيادة معدلات النمو لا تعني أكثر من زيادة المحصلات في المحلات التجارية وزيادة الشيلان في المساجد أعقاب الصلوات الخمس والأمن القومي لا يعني أكثر من استقرار الجماعة في الحكم واستمرارها فيه ولو بذلت في سبيل ذلك ما تملك وتنازلت عن كل مبادئها وقيمها فهي قد تطرد السفير السوري وتقطع علاقتها مع دولة عربية وإسلامية ولكنها في السياق ذاته قد تتودد الى السفير الاسرائيلي في القاهرة وتخطب وده، وقد تصف إيران بالرافضة وبالبلد الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة وفي السياق ذاته لا ترى ذلك في اسرائيل، كما أنها لا ترى خطراً في المفاعل النووي الاسرائيلي ولكنها تراه في المفاعل الايراني الذي يتجانس ثقافياً ودينياً معها ويختلف مذهبياً أي رؤية، ومثل ذلك التضاد يتماثل وبنفس المنهج والاسلوب مع الجماعة في اليمن، فهي قد تصرح إذا صدر قرار تعيين لأحد المختلفين معها بالقول إن الرئيس هادي يفرض عليها التمرد وإذا صدرت القرارات لصالحها واحتج الناصري والاشتراكي وصمت المؤتمر تنال من الكل وتكاد أن تلتهم الكل وتغضب على شركاء الأمس حين ينازعونها سلطان الله الذي خصها به دون غيرها وكأني بهم وقد قالوا من على منابر المساجد نحن أبناء الله وأحباؤه، ونحن من خصنا الله بالحياة وبالسلطات ومن سوانا ليس لهم من الوجود الا ما ننعم به عليه وليس من حقه أن ينازعنا سلطاننا.
وكنت قد شبهت ما حدث في 2011م بغزوة أحد التي تحول فيها النصر الى وهم ثم الى هزيمة، فالأخوان تركوا مواقعهم وشغلهم الغنائم عن استحقاقات المرحلة، فلم يكن حظهم بأوفر مما وصلوا اليه من رفض شعبي واسع ومن نكوص ومن انكسار، وإذا كان اليدومي في اليمن يتوهم السيطرة على الشارع اليمني فقد وقع في الوهم ولن يصحوا من ذلك الا بعد أن تصدمه نتائج المشهد السياسي المصري حيث وقع في يقينه منذ 2011م أن ما يحدث في مصر سيكون متحقق الوقوع في اليمن وهكذا كان يقين جل كوادره.
كل مؤشرات الواقع السياسي العربي توحي بانتهاء ربيع الاخوان وتقول ببداية خريفه، فالأوراق بدأت تتساقط وبدأت شجرة الاخوان التي كانت مورقة في زمن ما قبل (30 يونيو 2013م) تفقد أوراقها ورونقها وكل بهائها وزهوها، فالقضية الوطنية والقضية القومية وضرورات المجتمعات دلّت التجربة في العامين الماضيين أنها أكبر من أيديولوجيا الاخوان ومن رؤيتهم وأفقهم ودلت الاحداث أن أخلاقهم أضيق من سم الخياط، فهم أقرب الى التحريض منهم الى السياسة ورحم الله جماعة عرفت قدر نفسها.

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 04:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-33069.htm