الميثاق نت -

السبت, 20-يوليو-2013
علي عمر الصيعري -
أي (علي) زعيمنا وقائدنا، إمنحني فضلاً، دقيقة من وقتك الثمين كي تقرأ خلالها شيئاً مما خطته يدي عن الذكرى العزيزة في نفوسنا على جدران السابع عشر من يوليو المجيد، فهي مهداة لك مني ومن صنعاء أمنا وأم المدائن وموئل الحضارات الأول.
الكلمة الأولى :
هي العواصم.. شرّقتُ وغرَّبت في بعضها ..تجولت في كل أرجائها كثيراً من الوقت لكنني وقتها أتحاشى الخروج ليلاً منفرداً ، فليل العواصم معظمه غير آمن. ولكن «صنعاء» غير. سمعت عن ذلك قبل أن ألمسه واقعاً ،منذ أن تسلمت مقاليد أمورها في السابع عشر من يوليو من العام 1978م، أي بعد أن وضعت حداً لثقافة الانقلابات ، وانفلات الأمن والأمان.فحين يراودني الشوق كي أتجول في ليلها المخملي؛ أتسلل من فندقي وقتما شئت، فالليل يغريك بالدفء والانتشاء، حين تسير الهوينى، وحين يداعب ظلك ضوء القمر، وتأسر روحك حين تلامسها رفة من رفيف المطر، هو الأمن والاطمئنان، نعمة ليس بمقدور أي رئيس يحققها للبشر بلغوّ الكلام و«أدلجة» لا تطال القدر.
كلمة ثانية :
في الهزيع الأخير من ليلة من ليال مضين ، ناجيت صنعاء وهي مدثرة بالسكينة والأمن . تحلم.. وحين وقفت على صخرة على مرتفع ( عطَّان ) ، همست: إيه صنعاء أم المدائن، كيف ترين فتاك أخانا الذي تعمّد بالعرق المنتضى وجهد سهر الليالي .الذي تلفح هذا التراب العزيز علينا، من الروح ذات اللظى.. والشهب ذات الشرر.. من الحب حين يطل من تويج الوطن ، وحين يفاخر بين البشر؟!!. أجابت: نعم يا بُني، إنه نِعم ذاك الفتى؛ فقل ما بقلبك لا تخفِ شيئاً عن الأم.. قل ما تشاء. فقلت، بخفض الجناحين للأم، قلت لها: أتدرين حين أشرت له أن يحرر روحك ذات صباح أنيق، وقلتِ له: يا بُني تأبط جنح الرياح، وكن يا حبيبي لنا اقتداء؟!. أجابت: نعم يا بُني، ومدّت يداً مخضلة بالندى ودفء الربيع تمسّد شعري وتربت على كتفي في حنان، فقلت لها: ها هو اليوم يا أم يا أخت يا جذوة لم تلامسها ذائقات الهوى يرف بجنحيه، يحمل ما بين ضلعيه قلباً ينبض بحب لكِ أنت يا أم المدائن والقرى
كلمة ثالثة :
صنعاء أنت.. وصنعاء هو، وما بينكما مثل ما بين يوم الإياب ويوم المآب.. فأنت له ونحن له، وأطفالنا والأولى لم يروا النور بعد.. فنحن معه قلوباً وأفئدة وجباه تعالت على هزأة أن تنحني، وهل تنحني للرياح الجبال؟! وهل نستكين لمسخرة أُدلجت ذات ( بيعة) لم يرض عنها الوطن؟!!. لا ألف لا.. ولكنني ذات غمط أفقت على حالٍ أشبه من حال «طرفة» من غير ذنب، ولكن.. أجابت: أصبت بُني.. وبوركت من قلم في صفوف أخيك، فانطلق خلفه في اللظى المزفهر، ولا تلتفت لعواء الذئاب، سيأتيك يوماً إذا احتجته ويردفك خلفه.. فثق أنه لا يضيع الثواب، فهذا (علي) الذي أنجبته الكريمة بنت الكرام من رحم هذا الوطن.
إلى أين يا أم يمضي الفتى؟! سؤال تحرر من سؤدد القلب، قال وردد مثنى ثلاث: إلى أين يا أم يمضي؟!. أجابت: إلى حيث تأوي الرماح الرماح، هنالك حيث الصباح صباح، يطل على عزة لا تريم، وتعرف كل النفوس بذات القيم وذات الشمم أن عز اليمانيين بالذل لا يستقيم.
كلمة أخيرة :
سنمضي لننقش فوق جبين الشموس اسمك يا يمن.. سنمضي ولو كره الحاقدون . معاً نحو تلك المرافئ حيث الأمان وحيث الأمل، سلام (علي ).. سلام على تربة أنجبتك، وضرع غذيت به، وأم رعتك على سفح ذاك الجبل.. سلام (علي ).. ستبقى الشموس مضيئات حين يطل علينا (علي) الأمل.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 07:23 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-33454.htm