الثلاثاء, 23-يوليو-2013
الميثاق نت -  عبدالرحمن مراد -
< يبدو لنا أنّ ساسة الاخوان صمُّ بكمٌ فهم لا يبصرون وعلى قلوبهم أقفالها، فهم لا يتعظون ولا يدركون تموجات اللحظة السياسية التي تعصف بواقعهم السياسي، ففي حين يقفون في رابعة العدوية معتصمين تحملهم وتحثهم أجنحة 2011م في شعاراتهم وتفاعلاتهم ظناً منهم أنّ مثل ذلك التحجر والذي يصفونه بالثبات في سبيل الله قد يعيد لهم مجداً مفقوداً، نجدهم في اليمن يقفون في ذات المربع الذي كان سبباً في فشلهم وخذلان الله لهم، فهم ضد الآخر وضد شراكته، وحين يمتلكون القدرة والقوة لا يعترفون به وكأنهم وحدهم شعب الله المختار وأحباب الله وصفوته من خلقه بل وأحباؤه، ومثل ذلك الشعور المتعالي منكسر في حقيقته ولكنه يكابر وقد ذهبت إليه أمم من قبلنا فلم يكن حظها من الدنيا الا التيه والخذلان والشتات في الأرض، ولكن الاخوان قوم لا يقرأون وإن قرأوا فهم لا يفقهون كما أنهم لا يتعظون، فالقصص القرآني- لو كانوا يفقهون- قد بين مصير الأمم من قبلنا وأبان أن الله هو الحق والعدل وكل شيء أو.... يتضاد معها فهو الباطل والطاغوت والزيف، والاسلام الحق الواضح كالمحجة البيضاء الخالي من الزيف والباطل والأهواء والكذب الذي ينتصر للكليات الخمس.. وينتصر للحياة، ولإنسانية الانسان، الذي لا يسفك دماً، أو يهدم بناءً، ويسعى جاهداً لإعمار الأرض، وتحقيق مقاصد الله والقرآن والرسالة النبوية، لا يمكن أن يخذله الله أو يجد نفسه مهزوماً ذليلاً مدحوراً كما حدث في مصر، فالأمة المصرية التي خرجت بالملايين من المحال أن تكون على باطل.. وفي الأثر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- بالمعنى وليس بالنص، أنه قال: «لا تجتمع أمتي على باطل أبداً»، ولا يمكن أنّ تكون الأمة المصرية بكل ذلك التدفق الجماهيري على باطل، والدلالة الأوضح هي التي تقول إن الاخوة أصبحوا على باطل، فالدين أصبح لديهم وسيلة لتحقيق غايات دنيوية ليس الا بدليل أن قادة الأخوان في مصر- وفق المواقع والصحف ووكالات الانباء - أغرقوا أنفسهم بالملذات واشتروا القصور والضياع في ظرف عام واحد من الزمان وتناقص الاحتياطي العام للاقتصاد المصري الى النصف من الحال التي كان عليها حين استلامهم للسلطة.
لقد فشلوا وعليهم أن يعترفوا أن الدنيا أغرتهم فرأوا فيها غنيمة وظنوا بيت مال المسلمين نعمة وفضلاً من الله فوقعوا في سوء الظن وغاب شرع الله حين كان يفترض حضوره ولكنه يحضر حين يتوهمون غيابه، فالحق هو الله والعدل هو الله، والذين يجافون الحق والعدل فقد جافوا الله وأنكروا شرعه، ومن استعدى على خلق الله فقد وقع في الكبر، والكبر من أردية الله ما نازعه فيها أحد من خلقه الا كساه ثوب الذل والهوان.. هكذا ورد في نص الحديث القدسي، وهكذا هو حال الاخوان بعد عام واحد فقط من الوصول الى السلطة.
على حركة الاخوان أن تدرك أن الشعوب مشكلتها معهم وليس مع الاسلام، فالاسلام الحق لا يتعارض مع الفطرة الانسانية السليمة، وقديماً تحدث العقل الأصولي الاسلامي بالقول إن مصلحة الانسان في الحياة وفي العيش الكريم وفي الاعمار والنماء، أينما تحققت فثمّ شرع الله.. وأين الاخوان من هذه القاعدة الفقهية الاصولية، فالثابت أنهم في خط متوازٍ مع مقاصد الاسلام ومع الكليات الخمس، فالجندي المسلم يستهدف في حياته في سيناء وفي العريش في مصر ويستهدف في اليمن في كل بقعة وفي كل مكان ومن جماعات اخوانية.. «الفصيل الجهادي للاخوان»، كما أن مصالح المسلمين وثرواتهم تستهدف بالتفجيرات بذات الاسلوب والأدوات والآليات في مصر واليمن، والاحزمة الناسفة والعبوات تدمر كل شيء في الحياة، والمسدسات الكاتمة للصوت التركية تدخل مصر وتقتل الناس جهاراً نهاراً مثلما تدخل اليمن جهاراً نهاراً وتقتل الناس وغير ذلك من السلوكيات المشينة الجارحة في الاسلام، فالاسلام حين يتحول الى سلعة وقنينة زيت وحبوب يصبح إسلاماً زائفاً، وحين تتحول رمزيات الاسلام الى سلعة خدمية مثل عيادات التداوي بالقرآن وعيادات التداوي بالسنة النبوية التي تنتشر في كل بقاع الجغرافيا يصبح اسلاماً مضللاً وكاذباً ولا نكاد نجد الله عنده، فالله أجلّ وأعلى سبحانه وتعالى أن يكون في مثل تصورات ومعتقدات أولئك الناس من البشر وفي ظني أن الله لو علم في الاخوان خيراً ونفعاً للبشر لأتّم لهم التمكين في الأرض ولكنه علم فيهم ما سوى ذلك، فضرب عليهم الذلة والمسكنة يتيهون في الأرض منذ ثمانين عاماً ونيف ولم يتمكنوا من السلطة وليس هناك في تاريخ الحركات السياسية والثقافية من وصل الى أرذل العمر دون أن يتمكن ويحكم، ومن عجائب الله أن الاخوان هم الحركة السياسية الوحيدة في التاريخ التي عمرها الثمانون عاماً دون أن تصل الى سدة الحكم.. ولله في خلقه شؤون.. ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم.


تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 27-مايو-2024 الساعة: 12:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-33518.htm