نجيب شجاع الدين -
ليس مؤتمر الحوار الوطني وحده وإنما الإعلام هو من يقرر ما الذي يجب على الناس معرفته واثارة النقاش حوله واتخاذ موقف في شأنه.
إعلان خطوات خروج اليمن من أزمته ومشكلاته السابقة بات وشيكاً غير أن الأمر سيخضع لاستفتاء شعبي يصوت عليه المواطنون بـ نعم أو لا..
ماذا لو كانت الأخيرة خاتمة حصيلة «6» أشهر من التحاور هل سنبدأ من جديد باعتبار أن الحل الوحيد أمام البلاد والعباد لن يكون إلاّ عبر الحوار.
ليس من السهل أن تستفتي الشعب حول قضايا مستقبلية مصيرية لا يعلم عنها سوى أشياء بسيطة ملطخة بالتشويش والشائعات والمزعجات.
بكلمات أخرى.. نجاح الحوار الوطني في اليمن مرهون بالاعلام بأشكاله ووسائله واتجاهاته وتوجهاته كافة.
ينبغي عليه أن يصل الى الناس ويصل بهم الى القدرة على اتخاذ القرار بحيادية وموضوعية ونزاهة.
كسابقتيها لم تشهد البلاد خلال العام الجاري فعاليات مهمة باستثناء حوار ما يفوق الـ500 شخص وحين حان الوقت لكسر الرتابة وليروح اليمن عن نفسه قليلاً ويزيح عن كاهله أجواء الأزمات كاستراحة محارب يشارك خلالها العالم أنشطته ويوجه انظاره الى أمور بعيدة عن مكابدة أبنائه للجوع وتعرضه لمنغصات ضرب الكهرباء، قطع الطرق، تفجير منشآت، رسائل تهديد ووعيد لا تنتهي، قررت حكومة الوفاق أن تستضيف صنعاء البطولة العالمية للملاكمة العربية فئة المحترفين.. يعني «ناقصين مشاكل»..
حوار بسيط مصغر بين عدة أشخاص قادنا الى طرح قضية النشيد الوطني هل سيتغير بعد تحديد الشكل الجديد للدولة الجديدة ونظامها ودستورها الجديدين.
وفي أقل اللحظات توقعاً هل من الممكن تغيير ألحانه فقط..
لعل أحدهم يفتقد في مقاطعها أي «الألحان» الشعور بالحماسة الوطنية ويرى أنها عاجزة عن مصاحبة قوة كلمات الشاعر الفضول الأمر الذي يؤدي الى اضعافها وتحجيمها ولهذا يفضل إيجاد موسيقى أفضل ونشيد وطني حديث.
أحد الزملاء الغاوين بالفنان أيوب طارش اعترض بتطرف غير معهود ضد هذا الرأي غير البريء من وجهة نظره وقدم مبرراته المحلية والاقليمية والدولية حول أن لحن الفنان الكبير أيوب خط أحمر وقد كان آخرها أن قوى خارقة لحنت النشيد الوطني اليمني اذ ظل أيوب يحلم به عدة أيام ما اضطره لوضع جهاز تسجيل بجانبه أثناء النوم وفي الصباح استمع لتسجيل الليل فوجده يدندن بلحن «رددي أيتها الدنيا نشيدي».
ربما نجد في هذا المبرر تفسيراً منطقياً يضع اجابة مقنعة لتساؤلات تتعلق بأسباب شعور أشخاص بالنعاس عند سماعهم النشيد الوطني.. رددي.