الميثاق نت -

الخميس, 26-سبتمبر-2013
د.علي العثربي -
< لم تشهد الحياة السياسية تآمراً فاجراً كالذي حدث خلال الفترة من 2011م وحتى اليوم، بل إن الفترة شهدت انقلابات عدة على القيم والاخلاق وعلى مبادئ الدين الاسلامي الحنيف وأظهرت القوى التي كانت تدعي الوصاية على الدين أن الدين بمفهومها ليس أكثر من وسيلة لتحقيق أهداف سياسية غاية في السخف والانحدار الذي يعبر عن الانتهازية والأنانية المطلقة وانعدام مكارم الاخلاق.
إننا ونحن نحتفل اليوم بأعياد الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر واكتوبر نجد أن ما حدث من انقلاب دموي رهيب خلال عام 2011م كان يستهدف إسقاط أهداف سبتمبر واكتوبر والعودة بالوطن إلى ما قبل 1962، 1963م، وقد برهنت التحالفات الشيطانية التي شهدتها الفترة الانقلابية عملياً أن الهدف الاستراتيجي للمتحالفين من قوى الظلام والجهل هو اسقاط أهداف الثورة اليمنية المباركة سبتمبر واكتوبر، وكان من برهان ذلك أن القوى التي تحالفت على إسقاط أهداف ثورة سبتمبر واكتوبر لا يجمعها قاسم مشترك لا من قبل الثورة ولا من بعدها على الاطلاق، وإنما هي قوى ظلامية عنصرية تدعي الوصاية دون أن يجمع أياً منها قاسم مشترك يتعلق بالوطن ووحدته وأمنه واستقراره البتة.
إن تلك القوى الانقلابية تآمرت على الوطن قبل سبتمبر واكتوبر وقبلت ببقاء اليمن تحت نير الاستعمار وجور الإمامة، لأن الامامة والاستعمار كانا يمكنا تلك القوى من فرض العبودية على الشعب لمصالح تلك القوى، وعندما اندلعت ثورة سبتمبر واكتوبر وقضت على مصالح تلك القوى الظلامية فحاولت تدبير انقلابات عدة ضد الثورة خلال الفترة من 1962م وحتى 2011م ولم تنجح، لأن كل تلك القوى كانت تخطط للانقلاب بمفردها وفي 2011م وصلت تلك القوى الانتهازية والعنصرية الى قناعة بعدم القدرة على الانقلاب الفردي على أهداف ثورة سبتمبر واكتوبر ورأت رموز تحالف الشر والعدوان والتقائها على قاسم مشترك وحيد هو الانقلاب على ثورة سبتمبر واكتوبر وتدمير ما أنجزته الثورة اليمنية المباركة منذ 1962م هو الطريق الذي يوصل تلك القوى الى تحقيق غاياتها وتحالفت قوى الوصاية الدينية مع بعضها البعض وقوى الوصاية التابعة للاستعمار مع بعضها على تدمير البلاد والعباد والقضاء الكلي على إنجازات ثورة سبتمبر واكتوبر.
إن تحالف قوى الشر الذي استقوى بالخارج من أخطر التحالفات الفاجرة ضد السيادة الوطنية للجمهورية اليمنية، ورغم ذلك التحالف والاستقواء بالخارج الا أن الشعب صمد صموداً أُسطورياً أمام ذلك التحالف الهمجي وحافظ على الشرعية الدستورية التي قامت على أهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر المجيدة وسجل صفحة جديدة في تاريخ اليمن، وبرهن الشعب من خلال ذلك الصمود الجبار أن اليمن أرض الطهر والنقاء لا تقبل بالتآمر والتدمير، والدليل على ذلك وصول اليمن عبر الشرفاء والامناء الى المبادرة الخليجية ثم الحوار الوطني وما كشف عنه الحوار الوطني من خلال شرفاء ونبلاء الوطن من التآمر القذر الذي حاكته قوى الظلام والجهل.
إننا ونحن نحتفل اليوم بأعياد الثورة اليمنية المباركة سبتمبر واكتوبر نؤكد من جديد أن أية محاولة انقلابية على أهداف ثورة سبتمبر واكتوبر والتي من أبرزها وأعظمها إعادة الوحدة اليمنية التي تم تحقيقها في 22 مايو 1990م لن يكتب لها النجاح على الاطلاق لأنها تستمد قوتها من إرادة الشيطان الذي كيده ضعيف، أمام أهداف سبتمبر واكتوبر فإنها إرادة شعبية قوة خارقة تستمد قوتها من الإرادة الأهلية التزاماً بقول الله سبحانه وتعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» صدق الله العظيم.
ومن أجل ذلك نقول لكل من خان الوطن وتآمر على وحدته وأمنه واستقراره وتطوره وازدهاره بأن العار واللعنة التاريخية ستلاحقكم الى أبد الآبدين وسيحفظ الله اليمن وأهلها الشرفاء من أحقادكم وكيدكم وفجوركم الذي تفوق على الشيطان وستأتي الأيام بفضائح تلك التحالفات الفاجرة التي كانت وبالاً عليكم أنتم، أما الوطن فإنه بألف خير ووحدته محفوظة بإرادة الله ثم صمود الشعب القاهر لكل حاقد.
وكل عام والوطن اليمني الكبير واحد قادر ومقتدر وشامخ بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 05-فبراير-2025 الساعة: 12:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-34801.htm