الخميس, 21-يونيو-2007
الميثاق نت - .. أمين الوائلي -
بانتهاء الفتنة واندحارها يأخذ المنطق مجراه: اليمن أقوى من الإرهاب، وأمضى كلمة وإرادة من المرجفين في الأرض.. لم تعد ثمة إمكانية البتة للمراهنة على فعل يرتد على الجماعة وينتقص من هيبة وسيادة الدولة.
الذين شكوا أو شككوا، في الحسم النهائي كانوا يخدعون أنفسهم أو ينخدعون لها راغمين أو راغبين، قانون الأشياء دائماً يقتضي أن الغلبة للجماعة وللمجتمع، وهو يقضي بأن لا تتنازل الدولة عن شيء من الهيبة والسيادة المقترنة بسيادة الدستور والقانون، أو تدع مجتمعها عرضة لخطر يجره عليه مغامر أو مغمور مهما ظن أنه قادر على خلخلة الثقة بسيادة القانون وتسريب الخراب إلى النسيج الاجتماعي والوطني الجامع.
في زمن الحرية والديمقراطية استبدلنا الأشياء التي أرهقت الحياة كثيراً .. التعددية صارت عوضاً عن الأحادية الجامدة المتجمدة، والتنافس الديمقراطي عوضاً عن التناحر والتآمر من وراء الجدران والليل والأحقاد، وحرية الرأي والموقف والتعبير صارت هي الضمانة الحقيقية للاختلاف والتباين وتنوع الآراء وتعدد وجهات النظر عوضاً عن السرية المسكونة بالتآمرات السوداء والدسائس المجبولة على الشر وإزهاق السكينة العامة والسلامة المجتمعية.
المشروع الوطني والجماهيري والجماعي هو هذا: الدولة صاحبة الهيبة، والقانون صاحب السيادة، والمؤسسات الدستورية صاحبة الشرعية والاسناد الشعبي والجماهيري والوطني.
في إطار ذلك، يفعل ويتفاعل الجميع لأجل مصلحة أكيدة، خير آمن وغاية تتوخى مصلحة وخير الوطن الكبير والمجتمع الواحد، والجماعة الأم، لم يعد يمكن المراهنة على سلم سيادة القانون وسلطته، عند أية حجة أو فكرة ينقصها سلامة التفكير وعقلانية التقدير والتدبير والممارسة.
تنتصر إرادة الأمة لأنها الأحق والأصدق والأقوى والأبقى.. ولأنها محصنة بالأمة ذاتها، وينتصر الوطن دائماً لأن الأوطان لا تنهزم ولا تتراجع ولا ترضخ لمغامرين أو مزايدين أو متاجرين بقضاياها ومعاناتها لحساباتهم الخاصة أو لحساب شيطان مجهول يتربص بها الدوائر.
علينا أن نستلهم الدروس مما حدث ويحدث في العالم من حولنا وكيف أن المجتمعات - عربية وغير عربية- باتت، إما قوية آمنة بفضل سيادة القانون وسلطة المؤسسات ووحدة الهدف والغاية لدى الجميع، مهما اختلفوا وتباينت رؤاهم، وهذا ما نكرسه ونتكرس عليه في اليمن.. يوماً عن يوم وإما أنها محترمات في مهب العصف وانعدام الأمن والاستقرار بسبب طغيان التشرذم وضعف الولاء الجماعي، والارتداد إلى انتماءات جزيئية وفئوية مغرقة في التطرف والهزيمة على حساب الانتماء الوطني والجماعي.
ولعل ما يشهده غير قطر عربي - شقيق وعزيز- من عصف طائفي ومذهبي وفئوي وايديولوجي يؤزم ويلغم حياة الدولة والمجتمع ومستقبل الجميع دون استثناء، يشهد بفداحة تقدم المستويات الفئوية الخاصة، وتراجع المستوى الوطني في الشعور بالانتماء لجماعة أم ومجتمع أكبر من الفئة والمذهب والحزب والطائفة.
كما يشهد بغوغائية الخروج عن منطق وقانون الدولة والعقد الاجتماعي وسيادة القانون والمؤسسات الدستورية، إلى غير ذلك من الأهواء والحسابات التدميرية والعبثية.
وفي أية حال.. يبقى الدرس اليمني بليغاً في تسجيل أحقية الجماعة ومشروعها، المتمثل في الدولة والمؤسسات الدستورية وسلطة القانون، بالسير قدماً في طريق الإنجاز وتعزيز ومراكمة الحضور في المستقبل بدءاً من هنا والآن، الوحدة تعصمنا وتجعلنا أحق بالأمل والثقة.
علينا أن نمتن كثيراً للرجال الأوفياء الذين سكبوا دمهم وأرواحهم بفدائية وبطولة نادرتين، في سبيل أن نحيا ونأمن ويعيش أبناؤنا في أمن وسلام.. لشهداء الوطن أعلى درجات الخلد.. ولحماة الوطن كل محبة وامتنان.. ولليمن أمن لا تكدره الأيام.
[email protected]
الثورة
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 06:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3555.htm