الأحد, 24-يونيو-2007
الميثاق نت -  محمد انعم -
عندما قرر المؤتمر الشعبي العام كحزب حاكم أن تغادر قيادته من قمة السلطة التنفيذية، فهذه سابقة سياسية جديرة بالوقوف أمامها بتمعن ومتابعة، ومهما يكن فالتجربة تبدو مثيرة للدهشة وينفرد بها المؤتمر على المستوى العربي والاقليمي.
أن تغادر قيادات الحزب الحاكم العمل التنفيذي وتبدأ بترسيخ تجربة جديدة في الحياة السياسية يمارس من خلالها المؤتمر دوراً رقابياً على أداء الحكومة.. أي القيام برقابة مبكرة عبر الكتلة البرلمانية واجتماعات اللجنة العامة واللجنة الدائمة.. فهنا يكون التفرد واضحاً بتجربة مؤتمرية تؤكد أن بريق أضواء المناصب الحكومية ليس الهدف الأول للمؤتمر الشعبي العام.. وإنما الحرص على تنفيذ البرامج الوطنية التي التزم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية السابقة بالعمل على تنفيذها وبها نال ثقة الشعب والفوز في انتخابات ديمقراطية‮ ‬حرة‮ ‬وتنافسية‮.‬
إنه أمر طبيعي أن تتفرغ قيادة المؤتمر لممارسة العمل التنظيمي والرقابي والحوار مع بقية الأحزاب والتنظيمات السياسية.. فهذه القاعدة في الحكم ظلت غير مألوفة للأحزاب الحاكمة في العالم، إنما هذا لا يعني أن المؤتمر ترك السلطة التنفيذية لغيره من الأحزاب.. بل إنها لاتزال بيد المؤتمر وتخضع قياداتها لتنفيذ سياسات في مختلف المجالات.. وبهذه التجربة تتضح لنا عدة حقائق ومنها قيم ومبادئ عدم تمسك قيادات المؤتمر بمناصب قيادية رفيعة في التنظيم وفي السلطة التنفيذية أو غير ذلك، واطلاق الفرص امام اعضاء المؤتمر لتحمل مسئولياتهم في‮ ‬العمل‮ ‬التنظيمي،‮ ‬وسواهم‮ ‬ليمارسوا‮ ‬نفس‮ ‬هذه‮ ‬المهام‮ ‬سواءً‮ ‬في‮ ‬السلطة‮ ‬التشريعية‮ ‬والرقابية‮ ‬أو‮ ‬المجالس‮ ‬المحلية‮ ‬بنفس‮ ‬المسئولية‮ ‬سواءً‮ ‬في‮ ‬مراقبة‮ ‬أداء‮ ‬الحكومة‮ ‬أو‮ ‬السلطات‮ ‬التنفيذية‮ ‬المحلية‮.‬
^ صراحةً لقد حدد الاستاذ عبدالقادر باجمال تجربة انتقال المؤتمر الشعبي العام الى العمل الحرفي بعناوين واضحة في المقابلة التي نشرتها »الميثاق« في أعداد سابقة ولم تعد مجرد أفكار أو أنها مازالت مجرد مجسم لتجربة.. بل إننا أصبحنا نمضي ونتابع وضع اللمسات الأخيرة لها‮ ‬على‮ ‬الواقع‮.‬
فإذا كانت »الحرفية« قد أحدثت ذلك الصدى الوطني الكبير في اللجان الدائمة المحلية وبجدية القضايا التي وقفت أمامها بديمقراطية وشفافية عاليتين وبحضور الأمين العام الذي حرص على أن يعيش ويتعايش مع هذا التحول المؤتمري لحظة بلحظة، وباتت واقعاً نعيشه.
^ إن اكتمال نجاح هذه التجربة وترسيخها على الواقع ممارسة وعلى الحزبية والسياسية سلوكاً تقتضي أن يتبنى الأمين العام قراراً يقضي بتفرغ قيادات فروع المؤتمر الشعبي العام في المحافظات في السلطات المحلية التنفيذية والمجالس المحلية في المحافظات للعمل الرقابي والتنظيمي أيضاً.. وقد آن الأوان لتقوم قيادات الفروع بدورها الرقابي على أداء عمل السلطات التنفيذية بالمحافظات ومتابعة مدى تنفيذها للسياسات التي التزم بها المؤتمر في برامجه السياسية.. أما أن تظل بعض قيادات الفروع تمارس عملاً تنفيذياً وتنظيمياً أو في المجالس المحلية‮ ‬خلافاً‮ ‬للوجاهات‮ ‬الأخرى‮ ‬ففي‮ ‬ذلك‮ ‬إفراط‮ ‬مبالغ‮ ‬فيه‮ ‬وتهميش‮ ‬لأعضاء‮ ‬المؤتمر‮ ‬وتفريط‮ ‬بجماهيريته‮.‬
إن‮ ‬فروع‮ ‬المؤتمر‮ ‬لابد‮ ‬أن‮ ‬ترمي‮ ‬العجاز‮ ‬وتلتحم‮ ‬بالجماهير‮ ‬وتعيش‮ ‬همومهم‮ ‬وتتبنى‮ ‬قضاياهم‮.. ‬وهذا‮ ‬لن‮ ‬يتم‮ ‬إلاّ‮ ‬بالتفرغ‮ ‬والعمل‮ ‬الحرفي‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 06:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3589.htm