الإثنين, 03-مارس-2014
الميثاق نت -  عبدالفتاح علي البنوس -

< عندما سلّم الزعيم علي عبدالله صالح السلطة للرئيس عبدربه منصور هادي، لم يكن ذلك نتيجة ضغوطات أو خوف من أحد وإنما كان ذلك انطلاقاً من حرصه على حقن الدماء والحفاظ على الوحدة الوطنية والحيلولة دو جر البلاد الى مربع العنف والفوضى الذي كانت القوى المأزومة تعد العدة من أجله طمعاً في الوصول الى السلطة.. سلَّمها الزعيم ليجسد مبدأ التداول السلمي للسلطة وكان بإمكانه أن يستمر في منصبه وأن يصر على التمسك بحقه الدستوري وفترته القانونية،
سلَّمها الزعيم وسينصفه التاريخ بهذا الانجاز الذي ينم عن حس وطني تُخلع له القبعات احتراماً وتقديراً، ولولا عناية الله ومن ثم حرص الزعيم على إخراج البلاد من فوهة البركان لما تم التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والتي مهدت الطريق أمام التسوية السياسية، ويكذب على نفسه من يدعي أن ثورته المزعومة هي من أوجدت الحل التوافقي للأزمة، فالمبادرة كانت الحل، والمصادقة عليها من الزعيم كان مفتاح الحل، ولو ظل شباب الاصلاح ومن دار في فلكهم في الساحات عشرات السنين لما كان لهم أي تأثير على الاطلاق.
اليوم وعقب صدور قرار مجلس الأمن الذي يضع بلادنا تحت الوصاية الدولية نجد من يحاولون توظيف هذا القرار لمصلحتهم ويوجهون مضامينه الى الزعيم والمؤتمر الشعبي وأنصار الله وذلك من أجل خلق قناعات زائفة وتزييف وعي أبناء الشعب وهو سلوك دأبوا على ممارسته ونهجه من أجل الوصول الى أهدافهم وغاياتهم المنشودة، هذا الاسقاط السخيف ينم عن فكر مريض ومبادئ رخيصة وقيم مبتذلة لدى هؤلاء الحمقى الذين لم يتوقفوا عند مدلولات هذا القرار وراحوا يفسرون مضامينه وفق رغباتهم وأهدافهم..
لم يسجلوا أي مواقف مناهضة للوصاية الدولية ولم يكلفوا أنفسهم إدانة هذا التدخل السافر في شئون اليمن والذي يفتقد لأبسط المبررات القانونية، المهم عندهم أن يعاقب الزعيم علي عبدالله صالح ورموز حكمه وأنصار الله وكل المكونات والأطراف الوطنية التي تحول دون تمكينهم من الاستحواذ التام على السلطة.
وتناسوا أن القرار لم يوجه أي تهم لأي طرف كان وقد يكونوا أحد الاطراف التي قد تُحرق بنيران هذا القرار على خلاف ما كانوا يأملون، هم راهنوا على تقارير بن عمر من أجل نسف خصومهم وإبعادهم عن المشهد السياسي بقرارات دولية، وراهنوا على العملاء والمرتزقة في الداخل والخارج من أجل إقصاء الآخرين بعصا مجلس الامن، متجاهلين أن ممارساتهم على الواقع تتعارض مع المبادرة الخليجية ومع مخرجات الحوار الوطني تجعل منهم أول المتضررين من قرار مجلس الأمن، انقلبوا على المبادرة وعلى الوفاق والتوافق وجعلوا من السلطة مغنماً لا مغرماً، انقلبوا على الحقوق والحريات العامة التي كانت متاحة لهم ولغيرهم منذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة، فشلوا في إدارة الحكومة وأوصلوا الشعب الى مرحلة في غاية الصعوبة، عمدوا الى تسخير كافة مقدرات البلاد لخدمة أفراد وجماعات تدعي الوصاية تحت مسمى ثورة الشباب، رفضوا تشكيل حكومة جديدة تعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني من أجل بقاء عناصرهم الفاسدة العاجزة الفاشلة، واصلوا مسلسل الاقصاء والابعاد وجعلوا من ثورة الشباب المزعومة شماعة لنهب البلاد وتعذيب وإذلال العباد وفوق كل ذلك تراهم يحتفلون ويبتهجون بصدور قرار يضع اليمن تحت الفصل السابع.
لطالما كنا ومانزال ضد العرقلة والمعرقلين، ولا يحتاج الأمر الى فلسفة حتى تتضح هوية الاطراف المعرقلة، كلنا نعرف من قاطعوا مؤتمر الحوار ومن عملوا على إفشاله منذ تسمية المكونات والأعضاء المشاركين فيه، كلنا نعرف من رفضوا الانصياع لتوجيهات الرئيس واللجنة العسكرية بإخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة، وكلنا نعرف من عملوا على إشعال الحروب الطائفية والمذهبية ونشر ثقافة الحقد والكراهية لمنع طرف سياسي من المشاركة في العملية السياسية، كلنا نعرف من يقف وراء جرائم الاغتيال للشخصيات الوطنية المدنية والعسكرية ومن يقف وراء التقطعات والاختطافات والاعتداء على المنشآت الخدمية من نفط وكهرباء واتصالات وغاز، كلنا نعرف من يقف وراء عمليات اقتحام المستشفيات والسجون وإشاعة الفوضى والرعب في أوساط الشعب، وكلنا نعرف من يمارسون أقذر صور الاستغلال والضغط على الرئيس هادي من أجل تحقيق أهدافهم، كلنا نعرف من يقف وراء إقحام الجيش في حروب وصراعات عبثية تحمل الصبغة المذهبية والطائفية، كلنا نعرف من يرفض تسليم حديقة 21 مارس وأسلحة ومعدات قوات الفرقة الأولى مدرع، وكلنا نعرف اللصوص والفاسدين الذين سرقوا أحلام وتطلعات الشباب والذين هم اليوم يسعون لسرقة أحلام وتطلعات شعب يتوق الى غدٍ أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً، كلنا نعرف من هم المعرقلون ولا داعي لخلط الأوراق والضحك على الناس وتخديرهم، «فالكذب لا يهدى لسيسي».
المعرقلون هم من يخافون من عقوبات مجلس الامن وهم من يجب أن يعودوا الى رشدهم ويتخلصوا من داء الكذب والتدليس والاستغلال، وليعوا جيداً أن من سلّم السلطة طواعية من المستحيل أن يفكر في العرقلة وخصوصاً أنه كانت لديه أدوات ضاربة تؤهله للبقاء في السلطة، نحن ضد الوصاية وضد العرقلة وضد المعرقلين، نحن ضد الحكومة الفاسدة، وضد القوى التي تتخندق خلفها، ونحن مع استبدالها بحكومة جديدة «لنج» تعمل من أجل وطن وشعب لا من أجل حزب وجماعة، وإذا كانت المطالبة بإسقاط حكومة باسندوة عرقلة فأنا وبكل فخر أتشرف بأن أكون من المعرقلين، نحن ضد المستغلين ولصوص الثروات وتجار الحروب وصناع الأزمات، نحن ضد أدعياء الوطنية وضد عناصر الفساد التي تسعى للسيطرة على كافة مقدرات وثروات البلاد، نحن ضد الكذب والدجل وقلة الدين، نحن ضد الوصاية والعرقلة والمعرقلين.. هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله..
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 07:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-37232.htm