الإثنين, 16-يوليو-2007
‮ ‬حميد‮ ‬الارياني -
قرأت خواطر الاخ زيد الشامي الاسبوعية في جريدة »الصحوة«، حيث بدأ خواطره بديباجة وذلك لرفع الحرج عنه وعن حزبه حول استنكاره والشعب اليمني وأحزابه وجميع المنظمات المدنية بدون استثناء ما حدث في مأرب من استهداف ارهابي للسياح الاسبان.. وقد أعجبني ماكتب خصوصاً في النصف الأول من «عموده» ولكني لا أنكر انه خالجني شيء من الاستغراب وشعرت ان في الموضوع «إن» كما يقول اخواننا المصريون.. وفعلاً صدق حدسي وزال استغرابي عندما أدلج الاخ زيد الشامي في النصف الثاني من عموده مستطرداً بكلمة استدراكية مزعجة وهي «لكن» وأدركت ان الديباجة السابقة ماهي إلاّ مقدمة لهجوم امتزجت فيه الشماتة والعدائية ومشاعر الثأر السياسي، فعوضاً عن الدعوة لاستنفار الطاقات والاصطفاف الوطني ضد هذه الآفة، وجدها فرصة لإلقاء اللائمة على النظام مع كل المؤسسات الامنية والاستخباراتية.. واصفاً الجميع بالهشاشة..
ولعل‮ ‬الاخ‮ ‬زيد‮ ‬الشامي‮ ‬يعاني‮ ‬هشاشة‮ ‬فكرية،‮ ‬الأمر‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يسعفه‮ ‬على‮ ‬التفكير‮ ‬بأن‮ ‬الوضع‮ ‬لايسمح‮ ‬بالمناكفات‮..‬
عموماً‮ ‬لماذا‮ ‬يدعي‮ ‬هذا؟‮ ‬لأنه‮ ‬حسب‮ ‬زعمه‮ ‬لم‮ ‬تستطع‮ ‬أجهزة‮ ‬الامن‮ ‬والاستخبارات‮ ‬منع‮ ‬الجريمة‮ ‬قبل‮ ‬وقوعها‮..‬
هل يعرف الاخ زيد- ولا أشك انه يعرف- ان الكثير من العمليات الارهابية »وكذلك الجنائية« قد أُحبطت قبل وقوعها وبعضها كشف عنها وبعضها لم يُـكشف عنها لأسباب مختلفة لكنها وجيهة.. بل ان حوادث- بل ظاهرة الارهاب- ليست محصورة على اليمن فقط، فالاخ زيد يعلم ويسمع عن أعمال ارهابية انتحارية على سبيل المثال في مصر والمغرب وتونس والسعودية والجزائر والاردن والباكستان، كذلك في دول اوروبية كبريطانيا واسبانيا وفرنسا ناهيك عن العمليات الارهابية الكبرى والتي غيَّــرت مجرى التاريخ وهي احداث سبتمبر في واشنطن ونيويورك.. فهل نقول ان كل هذه البلدان وغيرها تعاني من هشاشة النظام وضعف اجهزة الأمن.. ثم ان هناك نقطة اخرى وهي صعوبة احباط الكثير من العمليات الارهابية الانتحارية، فكيف تستطيع اجهزة استخبارية ايقاف شخص او اشخاص يريدون قتل أنفسهم وقتل الابرياء معهم، إلاّ اذا كانت هذه الاجهزة الامنية والاستخباراتية يقظة ومتحلية بالجهوزية ونشطة كما هو الحال في أجهزتنا الاستخبارية والامنية في بلادنا المتيقظة دوماً، بينما نحن ومعنا الاخ زيد الشامي نيام.. ان زيد الشامي نائم ولايصحو إلاّ عندما يكتب لصحيفة «الصحوة» او اذا حدثت احداث مؤسفة كالتي وقعت في مأرب‮ ‬مؤخراً‮ ‬فيفرك‮ ‬عينيه‮ ‬ويشحذ‮ ‬قلمه‮ ‬ويكتب‮ ‬بشماتة‮..‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 06:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3868.htm