الإثنين, 23-يوليو-2007
الميثاق نت -   امين‮ ‬الوائلي -
وحدة الأرض والناس مسألة مفروغ منها، ولايتسرب إليها التمييز أو الفرز، وغير قابلة للتجيير أو المتاجرة وفق حسابات وأولويات طارئة على هذه أو تلك من الجماعات الحزبية والمصلحية في معترك التنافس والسجال السياسي..
في هذا الاتجاه.. لا أحد ناقش او شك في شيء، ولو يسير، من وطنية ووحدوية محافظة الضالع، وليس لأحد او جماعة ان تفعل ذلك.. وان كان فقد فعلها الذين ذهبوا للمتاجرة بقضايا ومطالب الناس في المحافظة بطريقة انتهازية ومفضوحة جسدها خطاب سياسي واعلامي حزبي قلق ومتوتر ومتأهب‮ ‬دائماً‮ ‬لاقحام‮ ‬اللغة‮ ‬التفتيتية‮ ‬والتجزيئية‮ ‬والنزوعات‮ ‬التمييزية،‮ ‬فيما‮ ‬يشبه‮ ‬مرض‮ ‬الطائفية‮ ‬والمناطقية‮ ‬المأزومة‮.‬
‮❊ ‬من‮ ‬السوء‮ ‬بمكان‮ ‬ان‮ ‬يحتشد‮ ‬خطاب‮ ‬حزبي‮ ‬منفعل‮ ‬وكيدي،‮ ‬متكلفاً‮ ‬اظهار‮ ‬المحافظة‮ ‬وكأنها‮ ‬الاستثناء‮ ‬الطارئ،‮ ‬او‮ ‬انها‮ ‬تعزف‮ ‬لنفسها‮ ‬لحناً‮ ‬فردياً‮ ‬او‮ ‬تغرد‮ ‬خارج‮ ‬السرب‮..!‬
❊ تلك وقيعة يطلبها من يذهب الى السياسة مغامراً ومقامراً.. وهم الذين يديرون التنافس بمنهجية الصراع والكيد والتأزيم المستمر.. غير انهم يخسرون ولايكسبون.. يندفعون الى حالة الصخب والضوضاء ومكاثرة عناوين القلق والتهويل، ثم يلوذون بالصمت يحصون خساراتهم.. وهكذا..‮!!‬
‮❊ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬الوحدة‮ ‬محل‮ ‬نقاش‮ ‬أو‮ ‬مراهنة‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬نوع‮.. ‬وسائر‮ ‬التراب‮ ‬الوطني‮ ‬يتساوى‮ ‬في‮ ‬القيمة‮ ‬والانتماء‮.. ‬ولاذرة‮ ‬رمل‮ ‬أثمن‮ ‬أو‮ ‬أعز‮ ‬من‮ ‬أختها‮ ‬على‮ ‬امتداد‮ ‬مساحة‮ ‬وخارطة‮ ‬البلاد‮..‬
وسواء أكانت ريمة او حضرموت، لحج او عمران، ذمار او الضالع، صعدة أو شبوة.. فإنها متساوية في الوطنية والانتماء الوحدوي.. متساوية في الواجب والحق، تماماً كما يتساوى المواطنون في حقوق المواطنة وواجباتها..
‮❊ ‬لم،‮ ‬ولن‮ ‬يطعن‮ ‬او‮ ‬يفلح‮ ‬أحد‮ ‬في‮ ‬التشكيك‮ ‬في‮ ‬وحدوية‮ ‬الضالع‮ ‬ووطنية‮ ‬مواطنيها‮ ‬البواسل‮.. ‬كما‮ ‬هو‮ ‬الحال‮ ‬في‮ ‬سائر‮ ‬المحافظات‮ ‬اليمنية‮ ‬العزيزة‮..‬
وإذا كان الحدث الانتخابي والتنافسي الرائع في الانتخابات المحلية الاخيرة قد أنتج مجلساً محلياً بتركيبة سياسية نسبية فإن ذلك محل فخر لليمن وديمقراطيتها المثمرة، وليس العكس، غير ان المجلس المحلي والسلطة المحلية عموماً لم تعد، وهي في مركز القرار والسلطة، ملك حزب او تكتل او تمثل نفسها وجماعتها، بل هي سلطة تمثل الدستور والقانون وتعمل ضمن مؤسسات وسلطات الدولة.. وهذه هي قيمة التنافس فهو ينتهي بانتهاء موسمه الانتخابي، ليبدأ العمل والتعاون.. الجميع شركاء ولا فرقاء..
❊ يحسن ويجدر بالمعارضة ان تفهم ذلك وان لاتفرض نفسها وصية أو ما شابه على منطقة او محافظة بعينها، لاعتبار عابر لايكاد يرى، من مصلحة المعارضة ان تقدم نفسها للوطن بأجمعه.. وطنية لامناطقية.. ثمة محاذير دستورية وقانونية لابد من مراعاتها..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 11:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3965.htm