الميثاق نت -

الإثنين, 05-يناير-2015
فيصل الصوفي -
منذ سنوات، وإلى ما قبل أسابيع قليلة، كنا نكرر القول بضرورة إعادة تسمية مدارسنا، وشوارع مدننا، وأحيائنا، ومياديننا، وحدائقنا، بأسماء وطنية، تخلد النساء والرجال العظماء الذين أنجبتهم هذه الأمة، وقدموا لها أفضل ما لديهم في سبيل كرامتها وتقدمها.. سواء أولئك الذين كان لهم الدور الأساسي في تحريرها من الطغيان والاستعمار، أوالذين سعوا لانتشالها من براثن التخلف، أو الذين قدموا لها خدمات جليلة في مجالات الاقتصاد والسياسة والفكر والثقافة والفنون، وحتى الإعلام والرياضة.
لقد تساءلنا مراراً: كيف اهتدت الحكومة إلى اسم الهندي، ثم الباكستاني، محمد علي جناح مثلاً، لتطلقه على شارع في العاصمة، بينما لم تهتد إلى اسم إبراهيم الحمدي؟.. وهل من العدل أن تطلق أسماء صماء جامدة، لا معنى لها، على شوارع مثل: شارع الستين، وشارع الخمسين، وشارع خمسة وأربعين، وشوارع ثلاثين، وعشرين، وستة عشر، وصفر، والدائري، بينما لدينا أسماء أدباء وفنانين مثل: البردوني، والمقالح، والسقاف، ومحمد مرشد ناجي، ومحمد حمود الحارثي، وزعماء مثل الإرياني، وسالمين، والحمدي، وفتاح، وناصر، وصالح، وغيرهم.
يوم الجمعة الأخيرة قالت لجنة أنصار الله «الثورية» إنها تتواصل مع السلطات المحلية في أمانة العاصمة، بشأن إعادة تسمية 11 شارعاً في المدينة.. ستسمي تلك الشوارع بأسماء جديدة، فهذا شارع الرسول الأعظم، وذاك شارع الشهيد فيصل عبد اللطيف الشعبي.. وشارع باسم الشهيد الحمدي، وآخر باسم احمد محمد نعمان، وثالث للشهيد حسن الحريبي، ورابع للشهيد جار الله، وشوارع أخرى بأسماء شخصيات فكرية واجتماعية.. البردوني، الشحاري، أبو شوارب.. ومؤكد أن هذا أفضل من ستين، وخمسين، وصفر، ودائري.. ولكن، عملية إعادة التسمية هذه، ينبغي أن لا تقتصر على العاصمة، وأن لا تكون ارتجالية، وأن لا تحصر في رغائب واتجاهات معينة، فما قام به «أنصار الله» يجب أن ينظر إليه بوصفه مبادرة تحرك الجامد، ويشكرون عليها، ولا يجوز أن يحتكروا هذا الأمر، فمثلاً، هم يوم الجمعة اقترحوا للشوارع أسماء ليس من بينها اسم أنثى، وهذا يريك أن لديهم مشكلة مع النساء.. نقول إن عملية إعادة التسمية هذه، ينبغي أن تكون شاملة، وأن تتولى لجان محلية، اختيار الأسماء والمسميات، وتكون هذه اللجان على معرفة كافية بالتاريخ السياسي، والفقهي، والفكري، وإلمام كاف بالشأن اليمني الحديث والمعاصر، وأسماء النساء والرجال العظماء الذين لعبوا فيه أدواراً مميزة، وأن لا تقتصر الأسماء على النساء والرجال العظماء، بل تأخذ في الحسبان أسماء الأمكنة اليمنية التي لها تاريخ.. ومن قبل، ينبغي الاطلاع على تجارب الأمم الأخرى في هذا المجال، والعودة إلى ما لدينا من تجارب محلية سابقة في هذا الشأن لمعرفة جوانب الضعف والقصور فيها، التي جعلتها غير منتجة حتى اليوم، حتى أنها لم تنجز ما يخص العاصمة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 12:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41671.htm