الإثنين, 09-مارس-2015
الميثاق نت -  عبدالرحمن مراد -
< ثمة مستجدات طرأت على الواقع اليمني، وثمة متغير قد حدث، وقد تجاوز المؤتمر الشعبي الكثير من العقبات، وتحول من موقع المدافع إلى موقع الصانع والمهاجم، وأصبح جزءاً مهماً ومفصلياً من الحاضر والمستقبل وقد تصدر المشهد السياسي وتراجع وبصورة مذهلة وبدرجات أكثر انحداراً لم نكن نتوقعها إلى مستويات متدنية في مراتب الوجود السياسي والحضور الوجداني للجماهير، وأمام مثل ذلك الواقع مايزال الأداء الإعلامي للمؤتمر يبدو تكراراً ونمطياً ومملاً لم يواكب الزمن الجديد ولا اللحظة الفارقة الجديدة،
فالصورة النمطية التي عليها قناة «اليمن اليوم» هي نفسها منذ النشأة وبسببها فقدت كل مشاهديها وبالتالي تأثيرها، واصبح وجودها يوازي عدمها واصبحت نمطية فاقدة للوظائف والأهداف، وأمام مثل ذلك لابد من الوقوف والمراجعة والتفكير فالطاقات الذهنية لا يمكنها التجدد إلاّ بتجديد الكوادر والطاقات المادية، فالألفة مع المكان في الغالب تكون حالة إعادة ولن تكون طاقة تفاعل وحيوية وتجديد، كما ان تجديد الأهداف والمنطلقات التي تلبي ضرورات المراحل تتطلب رؤية منهجية واضحة وسياسات إعلامية تعي الضرورة وتعمل على سد الفراغات، وثمة فراغات في البناء التنظيمي للمؤتمر ماتزال تأخذ في الاتساع ولم ينتبه إليها أحد، وقد كتبت حولها كثيراً ومنها الفراغ في البعد الثقافي وفي تأهيل الكوادر القادرة على تفعيل الطاقات والامكانات وبما يحقق للمؤتمر الوجود والفاعلية في البناءات الجماهيرية المختلفة، فالواقع الذي يتغير ولا تتغير معه المؤسسات يتجاوزها ويتركها أثراً بعد عين.
ما الذي يمنع دائرة الفكر والثقافة والإعلام أو قطاع الفكر والثقافة أن يعقد اجتماعات دورية مع الناشطين من الكوادر المؤتمرية ويسمع منهم، فمثل ذلك يحدث قدراً من الحركة ويحدث آصرة تواصل، المؤتمر في أشد الحاجة إليها في زمنه الجديد، كما أن الاجتماع قد يحدث دون تبعات مالية يمكن أن يكون جلسة مقيل وبه قدر من التنظيم، ومثل ذلك التفاعل سيكون له أثره على حاضر ومستقبل الحزب، فالتفرد والعزلة التي تفرضها قيادات المؤتمر أو الأمانة العامة لن تكون إلاّ تيهاً وضياعاً، ولا نرى في عزلتها إلاّ أمراً مضراً وغير محمود البتة..
لقد كتبت في مقالات عدة عن الضرورة الثقافية الغائبة في البناء التنظيمي للمؤتمر وفي نشاطه العام في مقابل كل التموجات والتفاعلات، فلم تصل صيحاتي الآذان التي تؤثر الدعة والسكينة والأبواب المغلقة على صخب اللحظة وصخب الحركة، ولا يسعني هنا إلاّ القول إن كل النجاحات التي تحققت على الصعيد السياسي مهددة بالانهيار العاصف إن لم يواكبها النشاط الاجتماعي والثقافي والتواصل الدائم والمستمر مع جماهير المؤتمر وكوادره.
وأنا أستغرب كثيراً من حالة الخمول للأمانة العامة للمؤتمر، ففي ظني أن هيكلة المؤتمر قائمة على مبادئ المؤسسة فكل قطاع ينشط في قطاعه، فقطاع السياسة لا يستغرق كل الأمانة العامة، وإذا استغرقها فمعنى ذلك أن ثمة خللاً قائماً في البناء التنظيمي ولابد من الوقوف أمامه ومعالجته وبما يكفل ضمان حسن الأداء والفاعلية والاستمرار..
لم تعد قضية المؤتمر مع جماهير الشعب قضية سلطة وترف واعتمادات بل قضية وطن وقضية مشروع نهضة وطنية شاملة اصبح لزاماً الاشتغال عليه وبلورة أبعاده الفكرية والفلسفية ومثل ذلك يتطلب جهداً مضاعفاً من قطاع الفكر والثقافة وتفعيلاً للابعاد البحثية بل والدراسات العلمية الجادة حتى تأتي النتائج ملبية لطموح المقدمات وقادرة على ترجمة أحلام الجماهير العريضة التي اصبحت ترى في المؤتمر صورة البطل الأسطورة والبطل المنقذ من بين كل تلك المشاريع المتصارعة والشاهرة لفوهات البنادق والمدافع في وجه الحياة..
كما أن وسائل الإعلام التابعة للمؤتمر بكل تعددها وطيفها يجب أن تقترب من الفئات النوعية، وقد اصبح التخصص من اسباب ومقومات النجاح في هذا العصر الذي يمتاز بحالة حضارية غير مستقرة، وفي السياق نفسه متعددة ثقافياً، والصراع يعتمد على سرعة الوصول لا الاستسلام لعوامل الذهول..
زبدة القول: إن المؤتمر أمام حالة انتقالية جديدة، وعلى قياداته أن تعي ضرورات المرحلة وتعمل على التجديد في النظم والسياسات والأهداف والخطاب وأن تعمل على تحديث كل وسائطها الإعلامية، وأن تسد الثغرات في البناءات المختلفة قبل أن تتجاوزها اللحظة الحضارية الجديدة التي تمر بها اليمن، وعلى الأمناء العامين أن يستشعروا مسؤولياتهم التنظيمية والأخلاقية ويتركوا كراسيهم الوثيرة وغرفهم المغلقة من أجل التواصل والاتصال الجماهيري.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 07:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42292.htm