الإثنين, 13-أغسطس-2007
الميثاق نت -   امين‮ ‬الوائلي -
إذا كانت هناك، بالفعل »حملة تشهيرية ضارية ضد الحزب الاشتراكي اليمني« فلا أقل من أن نسجل تضامناً مبدئياً معه، وفي جميع الأحوال نقر ونشهد بأن الحزب الاشتراكي ضرورة يمنية، كان ويبقى كذلك، ولايحتاج الأمر إلى إثارة معارك كلامية لإعادة الرأي في هذا الموضوع.. وإن كان يحتاج- الحزب- إلى التخلص من رُهاب النقد وعُصاب الآخر، الرأي أو الجهة، سواءً من داخل الحزب أو من خارجه، حتى لايظل الحزب مستأثراً لنفسه بوضعية »بابوية« تعصمه من النقد وتُحرِّم الخلاف أو الاختلاف معه وإلاَّ عُدَّت خيانة واستهدافاً و.. »حملة تشهيرية« بتعبير‮ ‬علي‮ ‬الصراري‮.‬
^ أعجزني العثور على شيء أو قليل مما يدل على استهداف للحزب أو أن حملة ما، للتشهير به، تُشَن ضده بالتزامن مع خلافات وانقسامات واقعة يعيشها الحزب، ولاتزال هي هي منذ فترات سابقة، سبقت ورافقت وتلت المؤتمر العام الأخير للحزب، وتكرَّست خلال الانتخابات الرئاسية والمحلية‮ ‬الأخيرة،‮ ‬وتفاقمت‮ ‬مؤخراً‮ ‬بصورة‮ ‬أشد،‮ ‬خصوصاً‮ ‬مع‮ ‬الضجة‮ ‬التي‮ ‬اشتعلت‮ ‬على‮ ‬قضية‮ ‬المتقاعدين‮.‬
^ ومن بديع التفسير والرأي، القول إن اعتمالات الحياة الداخلية للحزب والشروخات الحاصلة على شكل انقسامات وتكتلات حادة سبق وأفرزت اصطفافات متباينة وأجنحة متضادة داخل البيت الاشتراكي الواحد، يمكن اعتبارها دليلاً على حملة ضارية تستهدف الحزب وتاريخه من قبل السلطة! ..> سوى ذلك، وغير تباينات اشتراكية- اشتراكية، وصلت حد الردح الإعلامي والتشهير المتبادل، بضراوة غير مسبوقة تصدى لها عتاولة ورموز الحزب في طرفي النقيض والخلاف.. لم يجد المرء ما يدل أو يشير إلى حصول استهداف للحزب والتشهير به من خارجه، ولعل العُقدة هنا تكمن في أفضلية استخدام تفسير جاهز ومجاني، دأب عليه الخطاب السياسي والدعائي للحزب، لسهولته من جهة وصعوبة مواجهة الذات من جهة ثانية، وليس ذلك إلاَّ الهروب إلى الآخر وتحميله وزر ومسئولية ما يدور ويحدث داخل البيت الاشتراكي، حتى وأطراف الخلاف جميعهم على مسافة واحدة من‮ ‬الخصومة،‮ ‬وربما‮ ‬العداوة،‮ ‬مع‮ ‬السلطة‮.‬
وبالرغم‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬تظل‮ ‬السلطة‮ ‬وحدها‮ ‬متهمة‮ ‬من‮ ‬الجانبين‮ ‬من‮ ‬تيار‮ ‬مسدوس‮ ‬و‮»‬إصلاح‮ ‬المسار‮«‬،‮ ‬وتيار‮ ‬باعوم،‮ ‬وتيار‮ ‬ياسين‮ ‬ومن‮ ‬في‮ ‬صفه‮.. ‬ويظل‮ ‬نعمان‮ ‬الورقة‮ ‬الرابحة‮ ‬للحزب‮ ‬في‮ ‬الاجتماعات‮ ‬كافة‮.‬
^ كلمة السر- العلنية تقريباً- في فك العُقدة والشفرة الاشتراكية، تتركز في إحجام حقيقي لدى القيادات ومراكز القرار والسلطة داخل الحزب نفسه عن الالتفات إلى الذات ومعاينتها، عوضاً عن الهروب إلى الآخر وتشريحه طمعاً في تعافي الذات..
ومايزال المرء يستعجب.. كيف لاتكف ماكنة الحزب السياسية والدعائية عن إنتاج وتصدير النصائح والعظات في هذا الخصوص تجاه الآخرين في السلطة وحزب الحكومة أو حكومة الحزب الحاكم، بضرورة الاعتراف بأن ثمة مشاكل حقيقية ويجب معالجتها بطريقة أو بأخرى.. فيما يقع الحزب في المعضلة‮ ‬ذاتها‮ ‬ويصعب‮ ‬عليه،‮ ‬حتى‮ ‬الآن‮ ‬على‮ ‬الأقل،‮ ‬التخفيف‮ ‬من‮ ‬حدة‮ ‬وشدة‮ ‬استعداء‮ ‬الشريك‮ ‬المقابل‮ ‬واستهدافه‮ ‬بالمسئولية‮ ‬الدائمة،‮ ‬والتفرغ‮ ‬لمراجعة‮ ‬الأخطاء‮ ‬والخلافات‮ ‬المرحَّلة‮ ‬داخل‮ ‬الحزب‮ ‬وتكويناته‮ ‬وسياساته‮.‬
^ نصائح الحزب كانت دائماً تحاول إلزام سواه من القوى السياسية في الساحة الأخذ بهذه الوصفة.. وقد آن للحزب أن يستفيد هو من الوصفة السحرية وأن يحسن التعامل معها بحيث يقف لمرة واحدة وبشجاعة وتواضع المحق الواثق بنفسه، مع نفسه وسيرته وملفاته الداخلية المتداخلة بارتباك،‮ ‬يصعب‮ ‬إخفاؤه‮ ‬أو‮ ‬تهريبه‮ ‬عن‮ ‬الأنظار‮ ‬والأفهام‮. ‬
^ بات أوضح من واضح أن الحزب- الذي لانتردد في التضامن معه- يحتاج إلى حركة جريئة للتضامن مع نفسه.. الاعتراف بأن ثمة مشكلة حقيقية تعصف بالحزب وتقسمه إلى طرفي نقيض، سيكون هو الموقف الشجاع والخطوة الموفَّقة الأولى في طريق حلحلة المشكل الاشتراكي وتجاوز مصيدة الانخداع‮ ‬للذات‮ ‬أو‮ ‬بها،‮ ‬والكف‮ ‬عن‮ ‬مشاغبة‮ ‬ومشاغلة‮ ‬الآخرين‮ ‬كلما‮ ‬سخن‮ ‬صفيح‮ ‬الاشتراكيين‮ ‬تحت‮ ‬أقدامهم‮ ‬وبنيران‮ ‬حطبهم‮.‬
‮^ ‬لا‮ ‬مشكلة‮ ‬تعترض‮ ‬حزباً‮ ‬كلاسيكياً‮ ‬كالاشتراكي‮ ‬اليمني،‮ ‬أعقد‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬يتواضع‮ ‬الاشتراكيون‮ ‬ويعترفون‮ ‬بأن‮ ‬ثمة‮ ‬مشكلة‮.. ‬وبأيديهم‮ ‬حلها‮.‬
شكراً‮ ‬لأنكم‮ ‬تبتسمون
[email protected]


تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 24-يونيو-2024 الساعة: 12:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4263.htm