الإثنين, 18-مايو-2015
الميثاق نت: -
قال تقرير اللجنة الوطنية لتوثيق جرائم العدوان وتنسيق جهود الإغاثة: "إن فريق من اللجنة ظهيرة اليوم الثاني للتفجيرات العدوانية هرع الى قلب الحي الشعبي الذي ترك الكثير من القصص بعضها لا يعلم عنها شيء لانها اصبحت سراً من أسرار الجثث التي ترقد في ثلاجة الموتى، وبعضها تتبعنا خيط الدماء التي تحكي عن الجرحى وعن الرعب الذي طال الساكنين مما ذكرنا برعب يماثله حصل مع انفجار عطان في 20 ابريل الماضي".
وأضاف التقرير "الجبل الذي عاش في ظله ابناء حي نقم حارة السد كان رحيما بساكنيه فغطى عليهم من الحمم والشظايا و التي كانت تندفع بقوة هائلة الى مناطق ابعد كشارع الرقاص ،تونس وغيرها ..لكن الرعب الذي خلفته الاسلحة الفتاكة من صواريخ وقنابل القيت بحقد بالغ على تلك المنطقة ، ذلك الرعب لم يعشه احد كما فعل سكان نقم" .
ووصف التقرير حال الحي ففي السور المحاذي لحديقة برلين وبإتجاه حارة السد . يقول ساكنوها انها تضم 600 الى 700 بيت وأن أقل أسرة تتكون من تسعة افراد حيث وجد في تلك الحارة قصص الرعب التي لا زالت متناثرة كتناثر شظايا الزجاج في كل بيت ،حتى الابواب كأنها أصيبت بالرعب فانخلعت من شدة الفزع فكيف بالقلوب التي كانت كلها تبكي وتصرخ وتبحث عن طريقة للخروج من جهنم التي اشعلها العدوان بأسلحته التي تساقطت على رؤوسهم" .
وعن صورة الفجيعة التي عمت الحي وكيف امطرت السماء نيراناً وأحجاراً وشاركتها البيوت بنوافذها و ابوابها وجدرانها بالسقوط ، يحكي علاء حسين الكامل كيف شاهد الصواريخ الاولى التي هزت الحي وكيف تناثرت وبدأ الناس يخرجون في خوف ، مشيرا إلى أن الطائرة كانت تطير على علو منخفض وتسقط سلاحاً لم يتمكن من وصفه ، حيث يقول فريق اللجنة من شدة ما وصفه علاء الكامل وما فهمناه منه ان ذلك السلاح كبير الحجم وأنه لم ير شيئاً يماثله من قبل.
ووفقا للتقرير لم يتحدث علا عن نفسه كثيراً لكنه كان متوجعاً على ما أصاب النساء و الاطفال من رعب ،مستنكراً كيف يمكن لمن يحمل نفس الدين و نفس النبي و يكون مسلما ان يقتل بهذه القسوة ودون ذنب .
يقول علاء :" لو ان الذي أطلق الصاروخ سمع بكاء النساء وصراخ الاطفال وخوف الشيوخ ، لو انه رأى زوجة العديني التي ارتفع لديها السكر وفارقت الحياة ،او احد رجال الحي الذي مات بارتفاع الضغط عنده ، لو رأى اولئك كلهم لربما رق قلبه وعاتبه دينه ومنعه قرآنه من ان يفعل بنا مافعله ".
فيما تحدث المواطن ابراهيم محمد يحيى المفتي "انه كان خارج صنعاء وان زوجته و اطفاله الثلاثة كانوا في المنزل ، حين سمعوا أول ضربة اهتزت لها الدنيا ،ولم يستوعبوا ما حصل حتى لحق الصاروخ الثاني وكانت الضربة أشد من الأولى وبدأت البيوت بالارتجاج والتساقط ولف الذعر الجميع وبدأوا بالخروج من بيوتهم بحثاً عن النجاة لكن الغبار والنيران المشتعلة والركام والشظايا جعلت النزوح صعباً على كل سكان الحي كانت النيران تتقدم مسيرهم وكأنها هي الاخرى تريد أن تفر من الصواريخ والقنابل التي تنزل تباعاً.
الطالب في الصف الأول ثانوي ابراهيم ثابت يتحدث عن حالة الرعب والخوف التي حصلت وخاصة لأطفال اخيه فيصل الثلاثة ميلاف (9) سنوات ،محمد (7) سنوات ،جانيت (4) سنوات ، يقول " كنا نصرخ من الخوف انا وأخواتي وزوجة اخي والأطفال الصغار ومع الصاروخ الثاني بدا كل شيء يطير من حولنا و شعرنا اننا سنصاب بالاذى" .
وأضاف" هربنا الى منزل بيت جدتي وهناك حصل انفجار مدوي على اثره دخل ضوء احمر مثل النار و التراب ،فهربنا مجدداً مع الاولاد الى خارج الحي وكان جميع سكان الحي يخرجون كما نخرج وكأننا جميعاً نخرج من جهنم تاركين وراءنا النار و الدخان والغبار ورائحة الحريق" .
فيما لخصت الصغيرة ميلاف مامرت به هي وأسرتها في كلمة أكبر من عمرها حين قالت "مرعب " .
ربما كانت ميلاف محظوظة رغم انها تحملت أضعاف ماينبغي لطفلة في عمرها فقد كبرت سنوات في يوم واحد ، لان هناك طفلة في السابعة من عمرها في نفس الحي وفي نفس اليوم لم يستطع عقلها الصغير أن يتحمل كل هذا الجنون فغادرها .
ويحكي احمد جبير عن ابنته -دون أن يسميها- ويقول : أنها بسبب الرعب الذي عاشه الحي في اليوم المرعب أصيبت بالجنون وانه قام بربطها خشية ان تفر .
ويقول فريق اللجنة انه أمام بوابة مدرسة غمدان كان علي محسن صالح الضالعي يردد هنا ابني ، لم نجد إلا بقايا دماء فاقتربنا نسأل العم علي عن الامر ، كان الرجل مغموراً بالحزن وهو يحدثنا عن عبدالرحمن الذي كان طالباً في الصف التاسع ولم يبلغ السادسة عشرة وهو هارب من البيت مع امه وأخواته بعد أن بدأت السماء تمطر نيراناً وقنابل ،أصيب بشظية في رجله أمام بوابة المدرسة التي يدرس فيها ،لكن اصابته في رجله اليمنى كانت بالغة مما أدى الى بترها ".
وأضاف" فيما أصيبت والدته بالشظايا في رجليها وذهب بها الى مستشفى الثورة ولم يتم قبولها لأن كثرة الحالات التي كانت تصل تباعا لضحايا تفجيرات حي نقم فاقت قدرة المستشفى الاستيعابية فذهب بها الى مستشفى خاص" .
وأشار التقرير إلى أن احد سكان الحي قال انه حين افاقوا لصلاة الفجر رأوا الشارع امام مدرسة غمدان مغطى بقطع صغيرة من اللحم وأجزاء من العظام وأن الكلاب قد تجمعت لتأكلها.
وقال التقرير " انه بعد الصاروخ الاول شهد مسجد الذكر نزوحاً للنساء القريبات ظناً منهن انه مكان آمن ولا يمكن استهدافه لكن الصاروخ الثاني خيب ظن الجميع وأصاب المسجد بأضرار بالغة فتطايرت النساء هاربات من الشظايا وجبروت العدوان الذي لم يحترم هذا المسجد وكذلك فعل بمسجد الرحمة في نفس الحي" .
وأوضح التقرير أنه حسب إفادات التقارير الاولية أن أكثر من (40 ) شخصاً قضوا نحبهم جراء التفجيرات التي استهدفت حي نقم وأن هناك أكثر من (300) جريح ، وبسبب الحصار الذي يفرضه العدوان برا وبحرا وجوا فإن عدداً كبيراً من هؤلاء الجرحى ممن لا يمكن إسعافهم بمايحتاجونه من الدواء المناسب مرشحون للرقود في ثلاجة الموتى كجرائم مركبة.
ولفت التقرير إلى أنه يوجد في ثلاجة الموتى في مستشفى الثورة ثمان جثث من ضحايا العدوان الذي استهدف الابرياء في نقم ،بعضهم مجهول الهوية وبعضهم تفحمت جثته و بعضهم تناثر دماغه و البعض مفصول الرأس" .
ونقل التقرير الوضع الإنساني في بعض اقسام مستشفى الثورة العام الذي تأثر معظمه جراء العدوان الهمجي لحي لنقم ، حيث وجد في العناية المركزة بقسم الجراحة في المستشفى حسب ما قيل لفريق اللجنة أنه مراسل قناة السعيدة رضوان السماوي وهو ليس من سكان حي نقم ولم يكن مارا في ذلك الحي ساعة الانفجار . وانما داخل منزله في شقته في الدور الثالث في شارع الرقاص .
ولم يتوقع رضوان او يخطر بباله وهو يسمع أن بداية الانفجار في نقم انه هو وأمه وابنة اخته سيكونون من ضحايا ذلك الانفجار .
ويصف الطبيب عماد النجري حالة رضوان بالسيئة ويقول : المريض خضع لعملية بتر من أعلى قمة الرجل اليسرى، كما انه يعاني من تهتك شبه كلى للذراع الايمن وإذا لم تستجب ذراعه للأدوية فسيتم بترها ".
وغير بعيد عن رضوان سمع الفريق أنين الطفل محمد عصام ناصر الذي لايتجاوز السادسة من عمره أصابته الشظايا في البطن مما ادى الى تلف في الطحال و أجريت عملية لاستئصالها .
ويقول تقرير اللجنة الوطنية لتوثيق جرائم العدوان وتنسيق جهود الإغاثة ما بين الطفل الذي بدون رأس والطفل الذي بدون طحال ، والطفلة التي جنت و الاطفال المفقودين حتى اللحظة سجل طويل في قائمة انتهاكات بحق اطفال اليمن وانتهاكات اخرى بحق الانسان اليمني اينما كان" .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 02:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43059.htm