الخميس, 16-أغسطس-2007
د. عبد الستار الجنابي -
في المجتمعات الديمقراطية المعارضة حق في ظل نظام المؤسسات الذي يوفر الغطاء القانوني للجميع علي ان يكون الوطن قبل كل شيء ولا خلاف حوله. الوطن العربي دخل عالم الديمقراطية والحرية بأشكال وصيغ مختلفة. بعضها تدرج بشكل لافت للنظر من خلال الممارسات الديمقراطية التي تمثلت في الانتخابات الحرة واصبحت الثقافة الديمقراطية ونظام المؤسسات متميزة والبعض الاخر مترددة. ورسم خارطة محددة للثقافة الديمقراطية تتلائم ورؤياه للواقع الذي يريده. لا امان للاوطان الا في ظل نظام ديمقراطي مؤسساتي المعارضة الوطنية مرآة تكشف اخطاء النظام من خلال البرامج السياسية و الاقتصادية والثقافة الاجتماعية كل طرف مصدره الشعب.
الانتخابات هي الفيصل الوحيد لتحقيق شرعية المؤسسات. فالمعارضة الوطنية تعبر عن نضوج مؤسسات المجتمع المدني ولا تشكل خطرا علي النظام الديمقراطي. لان الوطن خط احمر لا خلاف حوله الخلاف حول البرامج السياسية والثقافية والاقتصادية التي تساهم في عملية التنمية ترسيخ نظام المؤسسات وتطوره ضمان الحياة الديمقراطية وسياج منيع ضد خروقات السلطة والمعارضة وانقاذ للمجتمع العربي وضمانة ديمقراطية ولكن هنالك معارضة تزرع وتنبت في ارض الاعداء ويمدها المستعمر بمقومات البقاء والتطور ماديا وسياسيا وثقافيا وعسكريا وبالتالي هي اداة من ادواته تعمل علي تخريب المجتمعات العربية وتكون مظلة للمستعمر الطامع بالامة العربية شكليا يتستر بها لتمرير المشاريع الاستعمارية وتكون المخابرات الاجنبية مرجعيتهم يبرر هذا السلوك لضعف او انعدام الممارسة الديمقراطية المعارضة للنظام حيث ان لا مجال للتعبير عن الرأي المعارض فلجأوا الي دول اجنبية ودفعوا الثمن غال.
المعارضة اللبنانية رغم وقوفها بوجه اسرائيل ولقنته درسا مريرا ساهم في خلق صراع سياسي حاد داخل المجتمع الاسرائيلي انعكس ايجابيا علي الوطن العربي الا انها استغلت الفرص الديمقراطية لتمارس نوعا من الاعتصام غير المبررة والذي ســــاهم في اضــــعاف الاقتصاد اللبناني ووفر مظلات للتدخل الخارجي واساء لسمعة المقاومة لانه نوع من انـــواع الممارسات الديكتاتورية.
المعارضة السورية جعلت من دول الاعداء مقرا لها وتتعاون معها من اجل المجيء علي الدبابات الامريكية الي سورية وتحدث الخراب نفسه الذي حدث في العراق.
المعارضة التي تمارس ثقافة الاعداء وتعميمها بأساليب تسيء لتاريخ وثقافة وحضارة الاوطان وتحرض علي ثقافة الجريمة والنعرات الطائفية التي لم يشهد مثلها الوطن العربي ويحدث في العراق ولبنان وفلسطين والسودان والصومال. سلاح العصر سلاح طائفي تخدمه جملة متغيرات انتهاكات حقوق الانسان وضعف فرص العمل مصحوب ببطالة عالية تشكل المناخ الخصب للتطرف الديني والسياسي وتفتح الابواب للقوي الخارجية للتدخل والاستثمار السياسي والامني و الطائفي.
العراق بلد الخيرات النفط والغاز والزئبق والمعادن والزراعة والصناعة اين ذهبت ايرادات النفط وصلت البطالة الي رقم قياسي والفساد الي درجة لم يشهد مثلها العراق .
ومن ملامح المعارضة التي تنتهج الدين كوسيلة وغطاء لنشر ثقافة التطرف الديني وهي مدعومة من دول اجنبية بدعوي ان تلك الطائفة مظلومة وهو استثمار متنقل لا يهمه من هو المظلوم المهم استثمار قضية لتمرير مشاريع واجندات وهو يستثمر الطائفية كمظلة امريكية واسرائيلية او دول اخري كبري لها حسابات مع امريكا.
ايران تلعب دورا خطيرا للاساءة الي اهلنا في الجنوب والذين هم ضدها لانهم عراقيون عرب فتستثمر الطائفية واهلنا براء منها لمصالحها الخاصة وفق استراتيجية فارس بضم دول عربية الي بلاد فارس. دخلت الساحة العربية قوي دولية من خلال واجهات متعددة لتصفية حسابات دولية والعرب يدفعون الثمن وبالاخص الساحة العراقية والفلسطينية واللبنانية والسودانية والموريتانية والصومالية والبقية علي الطريق ان نجح المخطط.
عن "القدس العربي"
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 04:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4316.htm