الإثنين, 15-يونيو-2015
الميثاق نت: -

الوضع الإنساني في اليمن أصبح كارثة حقيقية، واستمرار العدوان السعودي الذي يشارف على إكمال شهره الثالث لايزيد الوضع الإنساني إلاَّ تدهوراً سيصيب الشعب اليمني كله في مقتل بالنار والجوع والمرض دون أن تحقق دول تحالف العدوان- بقيادة السعودية- أي هدف بررت به عدوانها وبالأخص إعادة شرعية هادي وعودته إلى الوطن.
يقول محللون إن استمرار العدوان الهمجي بقصفه المكثف وغاراته المجنونة على المدن اليمنية واستمرار الحصار الجوي والبري والبحري على الشعب اليمني في ظل صمت دولي وتوقف أو بطء الجهود والعمل على إيجاد حلول سياسية سيودي بحياة اليمنيين يومياً وسيقضي على آمال تدارك اليمن من الكارثة الإنسانية التي بدأت بالقضاء على كل مقومات الحياة فيها..
ويؤدي استمرار العدوان الآثم على اليمن بقيادة آل سعود إلى مزيد من تدهور الوضع الإنساني وتفاقم الصراعات والاقتتال الأهلي في كل المناطق اليمنية..
كما أن الحصار الخانق على اليمنيين يُعدٍِم تماماً الامدادات والمساعدات وأي عملية اغاثة لإنقاذ شعب تصفه المنظمات الإنسانية بالمنهك وتصنفه ضمن الأكثر فقراً وسوء تغذية على مستوى العالم قبل العدوان، فما بالكم بعد مرور ما يقارب الـ 3 أشهر من القصف الجائر والحصار الخانق.
ويؤكد محللون أن من لم يَطَلْهُ قصف وقنابل العدوان السعودي من اليمنيين فسيقضي عليه الحصار وسيموت جوعاً أو موبوءاً أو ستمتد إليه نيران الحروب الأهلية أو سكاكين المتطرفين..
خبراء دوليون أكدوا في تصريحات صحفية أن أولوية ما يجب القيام به إزاء ما يجري في اليمن هو إقامة «هدنة» على وجه السرعة وايقاف العدوان السعودي والاقتتال الداخلي، والعمل على ايصال المساعدات والاغاثة والإمدادات إلى كل المواطنين في مختلف مناطق اليمن..
محذرين من الانتشار الهائل للمرض والجوع وعدم امكانية الحصول على المياه وفقدان الأمن الغذائي وتفشي سوء التغذية وتدهور الأوضاع الصحية والانعدام شبه التام للمواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الطبية، منبهين إلى أن كل هذه المعاناة كفيلة بالقضاء على حياة الناس في اليمن وحصول الموت الجماعي للأسر وخصوصاً الأطفال والمرضى..
ورغم كل النداءات والاستغاثات والتحذيرات الإنسانية إلاّ أن تحالف العدوان بقيادة السعودية لايزال يرتكب مجازر يومية بحق المدنيين ويدمر مقدرات اليمن غير آبهٍ بما يعانيه اليمنيون جراء هذا العدوان الذي يؤكد آل سعود أنه لا يستهدف سوى الحوثيين والمد المجوسي- حسب تصريحاتهم الغبية..
تقارير منظماتية إنسانية عالمية أكدت أن اليمنيين وفي مقدمتهم النساء والاطفال وكبار السن والمرضى يعيشون كارثة حقيقية تستوجب التحرك الدولي والضغط بكل ما هو ممكن لإيقاف العدوان أو فرض هدنة إنسانية طويلة الأمد وإقامة جسور جوية اغاثية عاجلة..
وأشارت تلك التقارير- التي لم تعد تقتصر على منظمات بعينها- إلى أن الأوضاع الإنسانية في اليمن تفرض على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل الضمائر الحية اتخاذ اللازم لإيقاف الحرب في اليمن وبذل الجهود لاستعادة الحياة هناك وانقاذ الملايين من الموت المحتم جوعاً ومرضاً وتشريداً..
ويعدُّ ما يواجهه اليمنيون من عدوان غاشم جزءاً من سياسة سعودية قذرة تفرض على الشعب اليمني خيارين إما القتل والحصار وإما الخضوع والخنوع لوصاية سعودية، وهما خياران يؤكد المتابعون للشأن اليمني عدم انصياع اليمنيين لهما، والواقع أكد ذلك منذ بداية العدوان وحتى الآن..
ورغم ما وصل إليه الشعب اليمني من معاناة ومأساة جراء العدوان السعودي الفاجر جعلت العديد من المواطنين يشعرون بالاستياء الشديد إزاء مواقف أدعياء الشرعية- وفي مقدمتهم «هادي» و«بحاح»- الذين يطالبون باستماتة بعدم إقامة أية هدنة..
يقول يحيى علي أحمد مواطن- عاطل عن العمل: نأسف لما نسمعه من مسئولين يمنيين يدّعون أنهم أوصياء علينا يؤكدون دعمهم لقتلنا وتأييدهم لما يحل بنا ويطالبون بمزيد من القتل والحصار علينا..
وأضاف: من يرفض «الهدنة» لا يمكن أن يكون شخصاً سوياً.. هؤلاء مجرمون يتلذذون بمعاناة الشعب اليمني ويصرون على قتل الاطفال والنساء بدم بارد..
من جانبها قالت ندى الهيثم- ناشطة حقوقية: كل ذي عقل وضمير حيّ من المتابعين للوضع الإنساني في اليمن يطالب بإيقاف القصف ورفع الحصار وتقديم المعونات الاغاثية لأبناء الشعب اليمني..
وأضافت: أجزم بأن المطالبين بمنع اقامة هدنة وبالذات في شهر رمضان لإنقاذ الناس في اليمن هم الفاقدون لكل قيمة وفضيلة وهم الذين لا يستحقون العيش لأنهم عار على الإنسانية..
حتى من كان يرى في العدوان السعودي انقاذاً لمشروع الدولة المدنية الحديثة واعادة لموازين القوة.. الخ، عمد إلى تقييم مواقفه وراجع حساباته بالنظر العميق إلى ما وصلت إليه البلاد وما صار إليه أبناء الشعب.. الدكتور طاهر المحمودي- أستاذ جامعي أعرب عن قلقه بشأن مستقبل الدولة وما تبقى منها في ظل استمرار العدوان السعودي الذي وصفه كغيره بأنه «بربري»..
وقال: أتمنى من مؤتمر «جنيف» أن يشترط انعقاده في ظل هدنة إنسانية يتنفس فيها الناس الصعداء، وحتى تتحرك الحياة في اليمن من جديد..
مضيفاً: الوضع الإنساني في اليمن يحتم على المنظمات الحقوقية والإنسانية وفي مقدمتها الأمم المتحدة أن تتخذ قرارات وإجراءات إنسانية بعيداً عن المتخاصمين اليمنيين، وعدم الرجوع إليهم أو أخذ رأيهم مثلاً في فرض هدنة لإنقاذ المواطنين الأبرياء من الجوع والمرض والتشرد..
لافتاً إلى أن من يدعو أو يعمل على منع إقامة هدنة أو منع دخول مساعدات إنسانية- سواءً أكان المعتدين أو عملاءهم- فإنهم يؤكدون همجيتهم ووحشيتهم ويتناسون أن العقاب سيطالهم عاجلاً أم آجلاً لأن ما يقومون به لا يسقط بالتقادم مهما استمروا في عدوانهم واستمرأوا قتل الأبرياء..
صندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» قال: إن 80% من سكان اليمن أي أكثر من 20 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بشكلٍ ما، بعد أن أدت حملة ضربات جوية وصراعات إلى تفاقم الوضع في هذا البلد الفقير..
وارتفع عدد المحتاجين إلى مساعدات في اليمن إلى نحو 5 ملايين شخص منذ أحدث تقرير صادر عن المنظمة الأسبوع الماضي..

وتسبّب الحصار الفعلي الذي يفرضه التحالف على موانئ اليمن ومجاله الجوي في وقف إمدادات الغذاء والوقود للبلاد مما أدّى إلى توقف المضخّات التي تعمل بالغاز لتوفير الماء لأغراض الشرب والصرف الصحي.
وقال نائب ممثّل "يونيسيف" جيريمي هوبكينز، من العاصمة صنعاء: "هناك 20.4 مليون شخص بحاجة الآن إلى مساعدات إنسانية بشكلٍ ما، بينهم 9.3 مليون طفل".
وأضاف: "الحصار الفعلي لموانئ اليمن- رغم تخفيفه بعض الشيء- يعني أن الوقود لا يدخل البلاد، وبما أن المضخّات تعتمد على الوقود فإن هذا يعني بدوره أن أكثر من 20 مليون شخص لا يحصلون على مياه شرب آمنة".
وأشار إلى أن هناك احتياجات إنسانية عاجلة أخرى تشمل سوء التغذية ونقص الإمدادات الطبية وارتفاع عدد القتلى بين المدنيين في الغارات الجوية وتضرّر المدارس من طرفي الصراع.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 02:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43215.htm