الميثاق نت -

الثلاثاء, 30-يونيو-2015
متابعة / احمد الرمعي -
نشرت «الميثاق» في عددها الماضي عدداً من الوثائق التي تم تسريبها عبر موقع "ويكليكس" وخاصة منها تلك التي تتعلق باليمن، حيث كان اهمها أن السعودية ترغب في إنشاء خط أنابيب نفطي، تملكه وتشغله وتحميه، على أن يمتد من حضرموت إلى مرفأ في خليج عدن، مروراً بالخليج العربي ومضيق هرمز اضافة الى تنسيق بين ضباط استخبارات سعوديين مع تنظيم القاعدة في تنفيذ عدد من الجرائم الارهابية في اليمن ومواضيع اخرى.
وفي هذا العدد سنقوم بنشر نصوص بعض الوثائق الاخرى التي تبين مدى تآمر نظام آل سعود على الكثير من الدول العربية ومنها سوريا، حيث كشف موقع ويكليكس في إطار نشره وثائق دبلوماسية سرية صادرة عن خارجية نظام آل سعود، عن عدد جديد من المراسلات توضح مدى تدخل نظام آل سعود بالشأن الداخلي السوري.
من هذه التدخلات نشر ويكيليكس مراسلات بين المدعو "رياض الأسعد" ونظام آل سعود يطالب بالتدخل العسكري وزيادة الدعم لمجموعات ما يسمى "الجيش الحر".
الوثائق تثبت بالدليل القاطع كذب آل سعود حول عدم تدخلهم بالأزمة السورية وأنه لا يوجد أية اتصالات من جانبهم مع الجماعات الإرهابية داخل سوريا، أو حتى قيامها بتزويد تلك الفصائل بالأسلحة والذخيرة، لكن الوثائق التي نشرتها ويكليكس مؤخراً تكشف عن كثير من الخفايا، التي لطالما نفتها الرياض.
ثروة آل سعود
تبلغ ثروة آل سعود الأسرة الحاكمة في السعودية أكثر من تريليون دولار أمريكي (1000 مليار دولار) ما يعادل ضعف الناتج المحلي الإجمالي السعودي الذي يبلغ حوالي 600 مليار دولار.
وقد كشفت وثيقة أمريكية سربها موقع ويكيليكس أن أميراً سعودياً أبلغ السفير الأميركي في المملكة آنذاك أن "عائدات مليون برميل من النفط يومياً تعود بأكملها إلى خمسة أو ستة أمراء"، تشرح تفاصيل توزيع المداخيل بين أفراد العائلة الحاكمة، حيث بلغت المعاشات الشهرية حتى 270 ألف دولار إلى أبناء عبدالعزيز بن سعود، وتتضمّن المكافآت هدايا الزواج ومبادرات بناء القصور إضافة إلى "الوفاء بوعود الأمراء المالية" ومكافآت شهرية أيضاً لأفراد وعائلات من خارج العائلة المالكة.. وتشير الوثيقة إلى أن الأمراء يقومون بالاستيلاء على الأراضي وبيعها بأموال طائلة على الدولة.
وحسب الوثيقة فإن مخصصات أمراء آل سعود كلفت خزينة الدولة ملياري دولار في سنة 1996م وحدها. فأبناء عبدالعزيز يتقاضون شهرياً مليوناً ومائة وخمسة وعشرين ألف ريالاً وأحفاد عبدالعزيز يتقاضون شهرياً مئة وإثني عشر ألفاً وخمسين ريالاً وأبناء الأحفاد يتقاضون شهرياً ثمانية وأربعين ألفاً وسبعمائة وخمسين ريالاً، وأحفاد الأحفاد يتقاضون شهرياً ثلاثين ألف ريال.
نظام المكافآت لأبناء العائلة المالكة
وفي هذا الاطار سلطت بعض برقيات ويكليكس الجديدة التي تخص السفارة الامريكية في السعودية الضوء على نظام المكافآت لأبناء العائلة المالكة الذي لم يؤثر على الدولة اقتصادياً فقط، بل أثر على التماسك الاجتماعي للمواطنين والعائلة المالكة.
بالاضافة الى تسليط الضوء على نظام المكافآت، فإن البرقيات توضح كيف يحصل ابناء العائلة المالكة على المال من برامج خارج الميزانية يعمل عليها امراء كبار من العائلة وبعضها جلب العمالة السائبة وايضاً الاقتراض من البنوك من دون ارجاع اموالها إليها مرة اخرى.
وبرقية في سنة 2007م توضح اصلاحات الملك عبدالله داخل العائلة المالكة وخارجها.
"الشيكات الشهرية"
في برقية عام 1996م نوفمبر معنونة بـ "الغناء الفاحش للعائلة المالكة: من أين يحصل هؤلاء على المال؟" يوضح فيه كيف يحصل فيه افراد العائلة المالكة على المال من اصغرهم وابعدهم نسباً حتى اقربهم نسباً الى الملك عبدالعزيز.
فطبقاً للبرقية فإن الحكومة السعودية تصرف للعائلة المالكة مكافآت كالتالي:
أبناء عبدالعزيز:
270 ألف دولار شهرياً.
أحفاد ابناء عبدالعزيز:
27 ألف دولار شهرياً.
ثم من احفادهم يحصل بالدرجات التالية على 13 ألف دولارا شهرياً والذي بعده يحصل على 8 آلاف دولار شهرياً.
أبعد فرد نسبة في آل سعود يحصل على:
800 دولار شهرياً.
وتُصرف القروض للامراء ايضاً لمساعدتهم في الزواج وبناء القصور، وطبقاً للبرقية الامريكية فإنه تكلف الميزانية سنوياً 40 مليار دولار امريكي.
وبعض السنوات تكلفهم ملياري دولار سنوياً.
وتقول البرقية ان برنامج المكافآت يشجع العائلة المالكة على التكاثر، لان المكافأة تصدر للمولود حتى لمجرد ولادته.
تصف البرقية حال بعض الامراء بأن المكافآت لا تكفيهم، فإنهم يحصلون على المال من طرق أخرى.
عام 1996م صدرت برقية توصف حال عملية الحصول على 10 مليارات دولار امريكية من الميزانية السعودية وهي لم تسجل في الميزانية وتم نقل الاموال عبر البنك المركزي المحلي وايضاً عبر مشاريع تطوير الحرمين الشريفين ومشاريع تابعة لوزارة الدفاع السعودية.
ويقول أحد الامراء السعوديين- الذي كان يتحدث مع السفير الامريكي عام 1996م في السفارة: إن تحصيل الاموال يجري بطرق أخرى حيث إن بيع 10 ملايين برميل من النفط يومياً يحصل على ارباحه خمسة او ستة امراء من الاسرة.
وايضاً هناك طريقة أخرى لتحصيل الاموال، وهي الاقتراض من البنوك التجارية وببساطة عدم سدادها، وكان هناك حوالي 12 بنكاً تجارياً يقرض للامراء.
وهناك طريقة لتحصيل الاموال عبر الاستيلاء على الاراضي من الامراء الجشعين لبيعها على الحكومة السعودية لعمل المشاريع عليها.
وتقول البرقية أن شخصاً يعمل في بنك تجاري يزعم ان لديه نسخة من تعليمات مكتوبة من احد الامراء الأقوياء، وقد أمر السلطات المحلية في منطقة مكة بنقل اراضٍ يملكها شخص والاستيلاء عليها وتحويلها الى وقف.
وهناك امير كبير في الاسرة مشهور بالاستيلاء على الاراضي الحكومية ببناء الاسوار حولها.
والاستيلاء على الاراضي لا يقتصر على الامراء فقط بل على رجال الاعمال المقربين للنظام.
واخيراً فإن للامراء طريقة في استجلاب العمالة وجعلها تدفع ما قيمته 30 الى 150 دولاراً كمقابل لاقامة هؤلاء العمال.
وتقول البرقية: إنه منذ استلام الملك عبدالله السلطة فقد عمل بجد على تجفيف منابع هذا الجشع في العائلة المالكة والسيطرة عليه وساعده في ذلك ولي عهده.
طبقاً لبرقية في فبراير 2007م، يقول فيها السفير في تقريره: إن الامير سلطان يدعم الملك في حل مشاكله العائلية.
تقول البرقية: إن تقليم اظافر الامراء من قبل الملك عبدالله كان غير مريح البتة من قبل الامراء الكبار والصغار على حد سواء في العائلة المالكة.
وكان يكرر الملك عبدالله في مجالسه العائلية دائماً، أنه قد وصل الى الـ 80 سنة من عمره ولا يريد ان يقابل ربه يوم القيامه وهو يحمل الفساد على كتفيه.
تقول البرقية: إن من الافعال الاصلاحية التي أمر بها الملك، قطع خدمة الهاتف الخلوي المجانية لآلاف الامراء والاميرات، وقطع خدمات السكن المجاني المدفوع من الحكومة في الفنادق في جدة، ومنع الامراء والاسرة المالكة من طلب التذاكر المجانية من الخطوط الجوية السعودية الحكومية.
وتذكر البرقية حادثة أن زوجة وزير الداخلية الامير نايف كانت تريد ركوب طائرة سعودية مع 12 مرافقاً وكلهم متوقعون السفر مجاناً، حيث تفاجأت بأنه مخول لها ان تأخذ شخصين فقط معها وعلى حساب الحكومة.
وحادثة اخرى حيث تقول البرقية ان الامير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز كان يسافر من الرياض الى جدة بسيارته لكي يظهر حنقه وانزعاجه من الاصلاحات التي أمر بها الملك عبدالله.
وقام الملك عبدالله بإعادة النظر في منح التأشيرات للعمالة الخارجية التي استغلها الامراء الصغار لتضخيم حساباتهم عبر جلبهم من الخارج، وايضاً قام بتقليل تحويل الاراضي لأشخاص مقربين من السلطة كهدايا.
البرقية الامريكية تقول: إن هذه الاصلاحات التي قام بها الملك عبدالله وغيرها في تنظيم العائلة المالكة اثارت العائلة المالكة بشكل سلبي حيث قام وزير الداخلية نايف وامير الرياض سلمان بمواجهة الملك عبدالله بسبب موضوع تقليل المميزات التي يحصل عليها الامراء.
ولكن في البرقية وبحسب مصدر مقرب جداً، أن الامير سلطان وقف بمواجهتهم ودعم الملك عبدالله، وحذرهم أن الملك عبدالله وتحديه خطر أحمر وانه لن يعبر ذلك الخط الاحمر ابداً.. وحينها قد أمر الملك عبدالله بإلغاء عدة طلبات تحويل للاراضي كهدايا لأشخاص مقربين.
ويعلّق السفير في برقيته ان الامير سلطان ينظر الى أن وحدة العائلة واستقرارها هو أهم شيء.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 12:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43362.htm