الإثنين, 03-أغسطس-2015
تقرير: المرصد الحضرمي -
بيِّنا في الحلقة الماضية المسلسل الأسود لسقوط مدينة المكلا المفاجئ بيد تنظيم القاعدة، وأصبحت السطوة للتنظيم على محافظة حضرموت الساحل ومعسكراتها وبنوكها وموانئها الإستراتيجية، وأكدنا بأن هذا العمل ذو خلفية سياسية وإقليمية بامتياز، ولا يمكن أن نجد لهذا السقوط المريب شبيهاً سوى سقوط مدينة الموصل أ- كبر مدينة عراقية بعد بغداد- بيد تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش".
وفي هذا الجزء من سقوط مدينة المكلا سنغادر السردية وتوارد الأحداث لنغوص في حقيقة تنظيم القاعدة، وتطور أساليبه وتكتيكاته العسكرية والتنظيمية والسياسية ودراسة خطابه الديني والدعوي. ونرصد التغيير والتطور بين أساليبه العسكرية والسياسية وطرقه التي استعملها في السيطرة على بعض المدن والمحافظات اليمنية، ونتوقف عند التغير في سلوك وتحركات وخطابات التنظيم بعد السيطرة على مدينة المكلا، كاشفين البنية التنظيمية للتنظيم وتطورها، والأساليب التي يتبعها عسكرياً وسياسياً ودعوياً، ونبين الأهداف التي يراد منها بالسيطرة على مدينة المكلا.


البناء التنظيمي والعسكري للقاعدة
> أولاً: الدلالات السياسية لمصطلح "أبناء حضرموت" بدلاً من مصطلح" تنظيم القاعدة أو أنصار الشريعة":
حرصت قيادة وأفراد التنظيم منذ سيطرتهم على المدينة في صباح يوم الخميس الموافق الثاني من ابريل2015 وانتشار أفراد التنظيم في مؤسسات الدولة، وإقامة النقاط الأمنية وتبخر الدولة والسلطة المحلية رفض التنظيم إطلاق اسم" تنظيم القاعدة، أو أنصار الشريعة" عليهم، بل أصروا على تسمية أنفسهم بـ" أبناء حضرموت"، ولم يرفعوا أعلام وشعارات القاعدة المعروفة" بالعلم الأسود تتوسطه كلمة التوحيد بالأبيض"، وكان بعض أفراد التنظيم يضعون اللثام على وجوههم، وهؤلاء هم القادمون من خارج المحافظة أو من خارج اليمن.
المتابع لسلوك وبيانات وخطابات وعمليات القاعدة التي ينفذها باليمن أو خارجه يجد التنظيم يحرص على أن تكون مدونة باسم التنظيم ومشفوعة بالأدلة من تسجيلات وتصوير وبث أفلام الشهادة لأفراده وتفصيلات عن العملية، منذ شنت قاعدة اليمن أولى عملياتها ضد السياح في منطقة الهجرين بمحافظة حضرموت الوادي الصحراء عام 1998م، أو منذ شنت الدولة حرباً رسمية ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة في 2001م، أو حتى بعد انتقال القاعدة من المملكة السعودية إلى اليمن عام 2009م لتسمي نفسها" تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" اتبع التنظيم أسلوب وسياسة نسبة العمليات لتنظيم القاعدة أو أنصار الشريعة كتنظيم خاص باليمن. فاستعمال مصطلح" أبناء حضرموت" بدلاً من مصطلح" تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" أو مصطلح" أنصار الشريعة" يعد مصطلحاً سياسياً بامتياز، ويلاحظ بأن مصطلح" أبناء حضرموت" مصطلح سياسي يتنافى مع الطبيعة الدينية التي يحاول التنظيم أن يصبغ نفسه بها ويصر عليها في بياناته وخطاباته، ويلحظ بأن هذا المصطلح يستعمل للمرة الأولى ممثلاً قفزة نوعية ويسجل توجهاً لتنظيم القاعدة نحو العمل السياسي أكثر من العمل الديني والدعوي، ولذلك نقف عند دلالات استعمال هذا المصطلح" أبناء حضرموت" ودلالته السياسية والفكرية والدينية والدعوية:
1- للمرة الأولى في تاريخ تنظيم القاعدة يتخلى التنظيم عن اسمه ويختار اسم" أبناء حضرموت"، وهو مصطلح عائم غير محدد الدلالة مقارنة بالأسماء والمصطلحات المستخدمة في تاريخ عمليات التنظيم كـ" تنظيم القاعدة باليمن، تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، أنصار الشريعة الإسلامية".
2- المتابع للتسلسل التاريخي لمسميات التنظيم الذي بدء بجيش عدن، ثم تنظيم القاعدة باليمن، وتنظيم القاعدة بنجد والحجاز، وتنظيم القاعدة بجزيرة العرب، وأنصار الشريعة. فاستعمال مصطلح" أبناء حضرموت" يعد مصطلحاً غريباً ولا يتماشى مع السياق التاريخي لتطور التنظيم ؛ مما يؤشر على وجود تداخلات سياسية أثرت على قرار التنظيم وسياساته.
3- مسمى" أبناء حضرموت" مسمى سياسي بامتياز استعماله لتبرير السيطرة على مدينة المكلا، وهي مدينة إستراتيجية تطل على البحر العربي والمحيطات المفتوحة وهو أيضاً يخدم العدوان على اليمن من قبل المملكة السعودية فيما يعرف" بعاصفة الحزم"، فقد استعملت وسائل الإعلام السعودية والخليجية مصطلح" أبناء حضرموت" على تنظيم القاعدة ؛ موهمة العالم بان أبناء حضرموت وقبائلها سيطروا على المحافظة منعاً من سيطرة الحوثي عليها.
4- استعملت حكومة ما يسمى بالشرعية في الرياض مصطلح" أبناء حضرموت" للتخفيف من سيطرة القاعدة على محافظة إستراتيجية ؛ لتخفف من الرفض الدولي لهذا التنظيم الإرهابي، بينما استعملت وسائل إعلام ما يسمى بالشرعية مثل" قناة عدن والجنوب وصوت الجنوب والشرعية" مصطلح" أبناء حضرموت وأبناء القبائل" تسيطر على مدينة المكلا. بينما تستعمل وسائل الإعلام الأجنبية" تنظيم القاعدة باليمن".
5- مصطلح" أبناء حضرموت" يستجيب للسياسة الخليجية والسعودية التي تريد إدماج مقاتلي القاعدة بمقاتلي الجنوب والشرعية ليطلق عليهم" المقاومة الجنوبية" أو" المقاومة الشرعية"، بينما استعمال مصطلح" تنظيم القاعدة أو أنصار الشريعة" سيكون مرفوضاً دولياً وإعلامياً؛ لأن العالم يشن حرباً دولية ضد الإرهاب.
6- استعمال مصطلح" أبناء حضرموت" جاء متماشياً مع احتياجات تنظيم القاعدة الذي استنزفت كثير من قياداته في فترة قصيرة وبشكل ملحوظ، فقد استفاد التنظيم من هذا المصطلح ليجري شبه هيكلة في الحفاظ على قيادته الجديدة ويتجنب المطاردة الأمريكية والطائرات بلا طيار.
7- حرص التنظيم على أن يكون المسمى الجديد" أبناء حضرموت" واجهته الجديدة التي يخاطب بها الخارج والعالم، فقد عمل الناطق الرسمي للتنظيم في الخارج مهند غلاب، على نشر صور من أبناء القبائل وأبناء حضرموت عقب كل عملية استهداف للتنظيم من الطائرات بلا طيار، ليوهم بأن أعضاء وقيادات التنظيم بالمكلا من أبناء حضرموت وليس من الخارج.
8- يؤشر المصطلح الى أنه يراد نقل مقر التنظيم وكوادره وقياداته إلى حضرموت، لجعلها القاعدة الخلفية لانطلاق التنظيم في اليمن وخارجه، وكذلك لتكون المكلا قاعدة خلفية للتمويل والتدريب والإعداد لإرسال الشباب لجبهات الجنوب ؛ تماشياً مع معارك عاصفة الحزم التي تريد إنشاء صراع مذهبي بين الحوثيين في الشمال والحراك والقاعدة في الجنوب، وسبب اختيار المكلا مقراً للتنظيم لتقليص المساحات التي يتحرك فيها في شبوة ومأرب وتعز وأبين والبيضاء وصنعاء" أرحب".

أسماء البنية التنظيمية للقاعدة من أبناء حضرموت وغيرهم ومهامهم:
نبين في هذا الباب القيادات البارزة والفاعلة التي تدير شؤون التنظيم ويسيرون الحياة، وتكون على تماس مباشر مع المواطن ومع مشاكل المواطنين وخاصة في المجال الأمني والدعوي" الحسبة"، وذلك لأن القاعدة أوكلت الجانب الإداري والمحلي للمجلس الأهلي وهو مجلس يشكل غطاءً للقاعدة يملك سلطة صورية ومنزوع الصلاحيات، ولذلك يمكننا ان نتحدث عن البنية التنظيمية للتنظيم في الآتي:
1ـ يدير التنظيم القيادي خالد سعيد باطرفي وهو سعودي الجنسية، حضرمي الأصل، تم نقله بشكل غامض من صنعاء عام 2015م من سجن الأمن السياسي شديد التحصين الى سجن المكلا المركزي قليل التحصين بحجة قيامه بالدعوة لفكر القاعدة. ويعتقد بأن قائد التنظيم كان ناصر الوحيشي وبعد اغتياله عين قاسم الريمي، وما باطرفي إلا واجهة إعلامية فقط. ولا يملك الحكم الفاصل في إدارة التنظيم في حضرموت أو بالخارج.
2ـ يعتقد بأن القائد التنفيذي والميداني في تنظيم القاعدة بالمكلا" محمد صالح الغرابي"، وكان الغرابي يشغل رئيس قسم الاستخبارات في مديرية الشحر، ويعتقد بأن أول العمليات التي قام بها هي عملية مهاجمة نقطة عسكرية للجيش في منطقة المضي بالديس الشرقية عام 2015م، وأعقبها العديد من سرقات مكاتب البريد. وقد نفذ الجيش اليمني عملية اقتحام لمنطقة لفحون بالديس الشرقية ـ مسقط الغرابي ـ نتج عنها اعتقال رشدي باعويضان صهر الغرابي وزوج ابنته المسجون في السجن المركزي بصنعاء. وقد أشيع بمقتل الغرابي في غارة أمريكية على القصر الرئاسي، لكن كثير من المصادر الموثوقة تؤكد بأن الغرابي ما زال على قيد الحياة.
3ـ يعتبر أبو همام الحضرمي من أهم الشخصيات الحضرمية التي تشغل عدة مناصب منها إدارة أمن المكلا إضافة إلى إدارة الحسبة، ويدير أيضاً بيت مال المسلمين.
4ـ ينسب لأبي عمر النهدي إدارة المجلس العسكري للقاعدة، وقد شغل هذا المنصب نصر الآنسي الذي يعد القائد العسكري الميداني للتنظيم، وبعد وفاته لم تعلن القاعدة قيادياً للمجلس العسكري.
5ـ تولى مهند غلاب الناطق الرسمي لتنظيم قاعدة جزيرة العرب، وبعد وفاته شغل المنصب أبو هاجر غالب القعيطي وأبو أنور الكثيري.
العمل السياسي للقاعدة والأهداف من السيطرة على المكلا:
عند الحديث عن المشاريع السياسية والعسكرية والجغرافية والإستراتيجية من سقوط المكلا المفاجئ والمرتب والمعد له منذ فترة طويلة بيد القاعدة يحتاج للتوسع وتقديم البراهين والأدلة وربط الأحداث والوقائع المتفرقة والمتناثرة وربطها تاريخياً وسياسياً مع تطورات المنطقة وقراءتها مع نتائج عاصفة الحزم واستقراء الإستراتيجية الخليجية والسعودية على وجه الخصوص التي تغازل القاعدة وتستند على الحركات الأيديولوجية الأصولية كحزب الإصلاح وقياداته علي محسن والزنداني وغيرهما من القيادات المرتبطين عسكرياً وفكرياً وايديولوجيا بالإرهاب، وسنتحدث عن الأهداف الإستراتيجية والأهداف البعيدة والقصيرة والمتوسطة من سيطرة التنظيم على ساحل حضرموت. وفي هذا المقام سنتلمس المشاريع التي تريدها القاعدة من التمركز في منطقة جغرافية واقتصادية ومحورية في هذه المنطقة من خلال المشاريع والسلوك والأفعال التي تمارسها أو تصرح بها أو قامت بتنفيذها، ويمكن حصرها في الآتي:
1- القاعدة لها أهداف بعيدة وطويلة المدى، فهي تعتزم جعل حضرموت قاعدة عسكرية واقتصادية ومالية لدعم التنظيم في اليمن وخارجه، فلذلك سعت الى أن يكون لها غطاء سياسي يعبر عنه المجلس الأهلي الذي يضم قيادات سلفية ويترأسه قيادي في حزب الاصلاح ويحوي مشائخ واعيان واعلاميين.
2- فشلت كل المحاولات الداخلية والخارجية في تسليم التنظيم المكلا لسلطة مقربة لهادي ممثلة في حلف القبائل الذي أشيع نبأ تسلمه المكلا، وكذلك المحاولة الأخيرة في تسليم المكلا لقائد المنطقة العسكرية الثانية المعين حديثاً من هادي القائد عبدالرحمن عتيق التي جاءت بعد حملة ترهيب إعلامية قادتها «العربية» بإرسال قوة عسكرية لقتال القاعدة وإخراجها بالقوة من المكلا. وهذه المواقف المتصلبة من التنظيم توضح أهمية المكلا في الإستراتيجية الجديدة للتنظيم.
3- الهدف البسيط الذي ترفعه القاعدة هو إنقاذ المكلا من السقوط في يد الحوثيين، كما أشار الى ذلك باطرفي في مقابلته الإعلامية.
4- تقع حضرموت الساحل على ساحل بحري كبير وتضم الكثير من الموارد الاقتصادية توفر للتنظيم تمويلاً مالياً مستمراً وواسعاً يؤمنه له المجلس الأهلي الذي يفرض ضرائب على المحروقات والمواد الغذائية ورواتب الموظفين، وكل شؤون الحياة.
5- يؤمن الساحل الطويل بتضاريسه المختلفة وصول الأسلحة والإمداد العسكري للتنظيم بكل سهولة وباستمرار، وقد مثلت فضيحة سفينة السلاح الإماراتية بميناء المكلا التي ضربتها الطائرات الأمريكية السبب الحقيقي من سقوط المكلا.
6- تمثل حضرموت ثلث مساحة الجمهورية اليمنية، وهي ذات تضاريس وعرة تعد فرصة لحماية قيادة التنظيم وأفراده وأسلحته من عمليات المطاردة والمحاربة.
7- يريد التنظيم الانطلاق من المحافظة الى عدة محافظات جنوبية وشمالية ومنطلقاً لعملياته العسكرية، كما عبر عن ذلك باطرفي في مقابلته حيث قال:" تعلم عندنا جبهات القتال تمتد من الجوف شمالاً حتى أقصى الجنوب مروراً بصنعاء ومأرب والبيضاء وتعز ولحج".
8- اعتمد التنظيم على فتوى دينية لابن تيميه بوجوب دفع العدو الصائل في تمترسه بالمكلا، كما جاء في مقابلة باطرفي.
9- اعتمد التنظيم في حضرموت ومديرياتها رافداً أساسياً لتجنيد المقاتلين وتدريبهم وإرسالهم للقتال في الجبهات، حيث يتم إغراء الشباب بمبالغ مالية كبيرة تصل الى عشرين ألف ريال يمني وكذلك يتم استغلال الوافدين من المحافظات المنكوبة.
ثانياً: البناء التنظيمي والعسكري للقاعدة:
كشف التنظيم منذ استيلائه على مدينة المكلا عن قيادات جديدة تميزت بأنها ذات طبيعة محلية، أي من أبناء حضرموت، ودأب التنظيم إذا تعرض لعمليات اغتيال من قبل الطائرات الأمريكية بلا طيار نشر صور القتلى من أبناء حضرموت، والتكتم الشديد على أسماء وصفات القتلى من غير أبناء المحافظة والأجانب.
ويؤشر عدد القتلى الكبير من الأجانب في المحافظة، وكذلك نوعية القتلى الذين يحتلون الصدارة في قيادة وإدارة التنظيم عسكريا ومالياً وسياسياً ودينياً ودعوياً الى أن بنية التنظيم الظاهرة والمعلنة من قبل التنظيم، ما هي إلاَّ عملية تضليل وتكتيك جديد اتبعه منذ السيطرة على مدينة المكلا، وان هناك بنية تنظيمية عسكرية وقيادية ودعوية حقيقية وفاعلة يتحفظ عليها بشدة، ويتم إظهار بنية تنظيمية مزيفة للتضليل وتجنيب التنظيم المطاردة والتصفية والمتابعة. ويمكن التنبيه للآتي عند الحديث عن البنية التنظيمية للتنظيم:
1- بنية التنظيم القيادية والعسكرية والمالية والدعوية مكتملة في محافظة حضرموت، وان قيادات وكوادر التنظيم قدمت للمكلا كمنطقة آمنة وجديدة للانطلاق نحو جغرافيا أوسع، كما يظهر مقتل ناصر الوحيشي بالمكلا.
2- هناك بنيتان تنظيميتان للقاعدة إحداها ظاهرة مزيفة يراد تسويقها مكونة من أبناء حضرموت، وهناك بنية أخرى حقيقية يراد التكتم عليها وإبعادها إعلامياً هي التي تدير التنظيم وعملياته من المكلا داخليا وخارجياً، وأغلبها من الأجانب واليمنيين.
3- الاستنزاف الكبير والمتتابع لقيادات تنظيم القاعدة التي فقدت رأسها ومؤسسها باليمن والمملكة العربية" ناصر الوحيشي" بغارة بمدينة المكلا دعا القاعدة لإتباع إستراتيجية جديدة في إخفاء قيادات التنظيم الفعالة والخطرة، وإظهار قيادات أقل أهمية وخبرة عسكرية وتنظيمية.
4- ستواجه القاعدة استنزاف قياداتها وكوادرها المتتالي بالمكلا بتصعيد قيادات اقل خبرة وكفاءة، وإما باستيراد قيادات من خارج اليمن وخاصة من سوريا والعراق والصومال المناطق الأقرب جغرافيا، وإما بالانتشار في الجنوب لتصعب اصطياد قياداتها وكوادرها.
وعند الحديث عن البنية التنظيمية فإن القاعدة اتخذت لها عدة مكونات دينية وعسكرية لإدارة شئونها العسكرية والمالية يمكن حصرها في الآتي:
1ـ دار الإمارة" بالقصر الجمهوري" : وهي دار الإمارة والحكم يسكن فيها أمير تنظيم القاعدة خالد سعيد باطرفي، وفيه يلتقي الأمير بالقيادة العسكرية والدينية للتنظيم ويقابل المواطنين وتظلماتهم وشكاويهم.
2ـ إدارة أمن المدينة: اتخذت القاعدة مبنى المؤسسة الاقتصادية بمدينة المكلا لتدير إدارة امن البلاد والقيام بعمل الشرطة والنيابة، وانشأت السجون. ويقوم مسؤول إدارة الأمن باستدعاء المواطنين والحكم بينهم، ويمتلك هذا الجهاز سيارات شاصات وأسلحة متوسطة وخفيفة، ويدير هذا الجهاز ابوهمام الحضرمي.
3ـ هيئة الحسبة: شكلت القاعدة في الفترة الأخيرة هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أطلقوا عليها"إدارة الحسبة" متخذين من مبنى"المجمع القضائي" وسط مدينة المكلا مقراً لهم، ويجوب أفراد من عناصر التنظيم شوارع المدن لمنع المخالفات الشرعية، ويقومون بمعاقبة المخالفين على الفور. ويتبع الجهاز إدارة أمن المدينة ويخضع لأبي همام الحضرمي.
4ـ الإدارة المدنية: اتخذت القاعدة من ديوان المحافظة بالمكلا" مركز بلفقيه" إدارة مدنية تقوم بعمل السلطة المحلية لتدير أمور المحافظة، واتخذت منه في البداية مكاناً للاعتقال المؤقت، كما استعملته مقراً للحكم لأمير القاعدة، كما يشمل غرفة للإعلام وجمع المعلومات والتحقيق، وتراجعت هذه الإدارة بعد تسليم القاعدة إدارة البلاد للمجلس الأهلي.
5ـ مجلس الفتوى: يعتبر العمود الفقري في التنظيم إذ يجيز العمليات العسكرية وعمليات الاغتيال ويرفعها إلى أمير التنظيم ناصر الوحيشي ليوقعها بيده، ولم يعلن تنظيم القاعدة بالمكلا عن أي مجلس فتوى واضح، إذ تارة يأخذ بفتوى مجلس علماء السنة ـ وهو مجلس مكون من سلفيين يترأسه احمد بن حسن المعلم، وأحياناً يأخذ بفتاوى شخصية مثل فتاوى صالح باكرمان من كبار قيادات جمعية الحكمة اليمانية. وقد أدار هذا المجلس عدة صفقات وتسوية بين القاعدة وجماعات إسلامية، كما اصدر عدة فتاوى تناصر القاعدة وتؤيدها، ويعتبر مجلس علماء أهل السنة عراب نقل بعض صلاحيات القاعدة للمجلس الأهلي.
6ـ إدارة بيت مال المسلمين: لم تعين القاعدة بعد سيطرتها على البنك المركزي ونهب قرابة 27 مليار ريال يمني، والذهاب بها لجهة مجهولة عن بيت مال المسلمين، ولا مكانه ولا قيادته. ويعتقد بأن القاعدة أخذت الأموال المنهوبة لمنطقة الخربة، وهي منطقة ريفية تبعد عن مدينة المكلا حوالي 20كم.. ويتولى صرف الأموال لأفراد القاعدة حاليا أبو همام الحضرمي.
7ـ المجلس العسكري: لا يعرف المجلس العسكري للقاعدة، ويردد بأن أبو عمر النهدي يدير التنظيم عسكرياً.
8ـ إدارة الدعوة والإعلام: يقودها أبو هاجر غالب القعيطي، ولم تعين القاعدة شخصاً محدداً كناطق إعلامي بعد مقتله.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 02:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43583.htm